عندما صدر قانون المطبوعات الجديد في 2006، والذي سهّل من شروط إنشاء الصحف اليومية، لم يعجب البعض هذا التسهيل، وفضّلوا التصعيب الموجود في القانون القديم، بحجة أن ذلك سيجعل البلد مليئة بالصحف اليومية المفيدة والتافهة على السواء.
وأنا كنت أعتقد ذلك في البداية، ولكن نظرتي اليوم تغيرت، وأتذكر هنا كلمة أحد أساتذتي في الجامعة عندما كنت أدرس عنده مادة الحريات في عام 2007، وكنا نتكلم عن حرية الصحافة والطباعة وتطرقنا لقانون المطبوعات والنشر الجديد، فقال أن إنشاء الصحيفة كما هو بالقانون الجديد أمر ليس بالصعوبة، ولكن الإستمرار بها أمر صعب جداً، وسوف نرا في الأيام القادمة الكثير من الصحف التي لن تستطيع أن تتحمل صعوبة هذا المجال وستنسحب، وهنا التطبيق الصحيح لحرية الصحافة والنشر التي كفلها الدستور.
وأعتقد أنني بدأت أرى فعلاً تلك "النبوءة" إن صح التعبير تتحقق على أرض الواقع، فرأينا كيف انسحبت جريدة الصوت في بداية عام 2009 من هذا الميدان، ثم أتبعتها جريدة أوان في شهر مايو من هذا العام، وأخيراً جريدة الرؤية قبل شهر تقريباً والتي كانت صدمة بالنسبة لي، فمستواها لم يكن أبداً كتلك الصحيفتين اللتان سبقتاها، ولكن هذا هو مجال الصحافة، فإنشاء صحيفة قد يكلّف بضع آلاف إضافة إلى إيداع مبلغ 100 ألف دينار لدى وزارة الإعلام، ولكن الإستمرار بالنشر يومياً كم سيكلف؟
الأمر بدون وجود "دعم" كالتي تحصل عليه بعض تلك الصحف الصفراء، أو إعلانات تجارية، سيكون أمراً مستحيلاً... وهذا ما رأيناه بالفعل.
حرية النشر والصحافة مكفولة للجميع، والميدان موجود لمن يريد، ولكن من يقدر على أن يصمد ويتحمل في هذه المعركة الشرسة؟ هنا الفرق.
وبانتظار أن يكون "الإنسحاب" من هذه المعركة الشرسة مصيراً لبعض الصحف التي اتخذت من تمزيق المجتمع وتفتيه نهجاً ورزقاً لها!
.... كلمات كانت تدور في رأسي، أحببت أن أخرجها لأريحها على صدر المدونة.
18 comments:
هناك الكثير من الصحف مدعومه من قبل شخصيات وتيارات ولاتعتمد على الإعلانات والربح التجاري
نقطه مهمه وهي التأثير والإستحواذ على الرأي العام المحلي وهذا المهم
ولاحظ السحوبات وجوائز الإشتراكات فلقد أصبحت قراءة الجريدة مرتبطه بسحب من أجل الفوز بسيارة أو كمبيوتر
:)
تحياتى
بنادول/
كلامك سليم
الدعم ينقذ بعض الصحف الفاشلة من الانسحاب
اما سالفة السحوبات فهذي قصة
ومعاك حق
يسوونها عشان يجذبون الناس يشتركون بالجريدة
وبعدها خلاص يتعودون عليها
:)
شياطين لووول
حياك الله
شوف انا كاتب بوست صار له ثلاث ايام و مالي خلق انزله
بتحدني
اني اقول
لزوووم نبلغ الشيخ
خلاص
انتر كويت/
والله جان زين يابو وليد تنزل بوستك
صراحة فاقدينك وفاقدين بوستاتك الحلوه :)
لو ادري ان هالبوست بيخلينا نشوفك
جان كل يوم انزله :P
لوووول
حياك الله
وبانتظار بوستك :)
الصحف هذه الايام ما هي الا وسيله ضغط على اصحاب القرار لترسية بعض المناقصات والا فتح النار على صاحب القرار
للاسف لا توجد صحيفه في الكويت تهتم بالمهنية والامانه الصحفيه
الكل يغني من اجل مصالحه حتى القبس للاسف
الصحف سلع تتداول بالسوق وتخضع لعوامله حالها حال السلع الأخرى، إذا لم يسندها المشتري فسوف يتهاوى الضعيف منها مع الوقت، وهذا مابدأ بحصل
وإذا كان هناك دعم شخصي لأي منها لأغراض سياسية، فهذا ليس ضمان لبقائها لأنها لاتزال معرضة لتقلبات ضروف المساند والمناخ السياسي
جميع الصحف بلا استثناء تحتاج الدعم ويكون اما عن طريق الاعلانات والرعايات من قبل الشركات أو البنوك و أما عن طريق دعم الاشخاص اصحاب النفوذ وبالغالب تكون سياسة الجريده المدعومه من احد الشخصيات مهاجمه الخصوم مثل الدار والصباح والشاهد
ويبقى البقاء للاصلح
أنس الرشيد بلا منازع بطل فتح باب تراخيص الصحف .. أتذكره اليوم وأحييه حين تناساه الاخرون . شكرا لك على البوست
اعلامي
فضفض يبه فضفض لا تخلي شي في قلبك او راسك ماتقوله :)
قواك الله حجي
سكوربيون/
والله كلامك صحيح
وللاسف هالكلام ينطبق على الجميع
ولكن البعض منهم يهتم لمصلحة الوطن بجانب مصالحه الخاصة
البعض للاسف ..
حياك الله
بصيص/
صحيح
هي بالنهاية سلعة وتخضع لقانون العرض والطلب
ولكن الدعم من تحت الطاولة غالبا ما يعدل من القانون
ويميله لصالح الجريدة الفاشلة..
حياك الله
معمعة/
كلامك عدل
بس انا اقصد الدعم اللي من تحت الطاولة
الدعم اللي يكون لمصالح غير معلنة
هذا الدعم اللي يقلب الموازين لصالح جريدة لا تستحق
حياك الله
اعلامي/
كلامك صحيح
أنس الرشيد كان له دور كبير في هذا الموضوع
حياك الله
عين بغزي/
اي والله لازم افضفض
جود ارتاح شوي :)
حياك الله
كانت هناك صحف ومجلات في الاربعينات والخمسينات بل والثلاثينات من القرن الماضي .. ربما اهمها البعثة .. لكنها جميعا توقفت بسبب عدم وجود الدعم المادي لها وثانيا لمشقة طباعتها حيث كانت اغلبها تطبع في بيروت .. لكن قبل الاستقلال قامت الحكومة مشكورة بدعم الصحف .. فدعمت صحيفة الراي العام ثم الصحف التي بدأت بالانتشار بعدها .. فاستقر استمرارها .. وحتى عهد قريب اي قبل الغزو العراقي المجرم للكويت كانت الصحف اليومية تتلقى مساعدات من الدولة ... وبالطبع فان الاعلانات وبعض المقالات التحريرية الاعلانية لها دور كبير في ابقاء الصحف في متناول اليد .. المشكلة ليست في عملية الامتيار كما قال صاحب هذا المقال .. المشكلة في اثنتان الاولى مسألة الدعم المادي والثانية في مسألة اقناع المعلن في جدية استمرار هذه الصحيفة واقبال الناس عليها .. وايضا في عملية الادارة الاعلانية التي يجب ان تكون واعية ومثقفة وذات دراية في عالم الاعلان .. كما ان مشكلة الصحف اليوم تفاقمت مع وجود القنوات الفضائية ولم تعد الصحيفة تستطيع اليوم ان تسابق هذه القنوات في نقل الخبر وهذا عامل مهم بالنسبة للمعلن وايضا بالنسبة للقاريء .. فالمعلن يهمه ان يكون اعلانه متوافقا مع اي خبر هام له دويه في المجتمع الدولي او الاقليمي ..
وكانت البدايات مع وفاة الرئيس المصري الراحل انور السادات حيث لم تستطع الصحافة ان تسبق القنوات .. التي نقلت خبر وفاته في نفس الليله بينما الصحف نشرت صباحا ان الرئيس في العناية المركزة .. وهذا شيء طبيعي ان ان الصحيفة في الثمانينات من القرن الماضي تطبع خلال4 ساعات حيث تتم الطباعة في الساعة 2 صباحا .. وذلك بسبب بطيء ادوات الطباعة القديمة التي لم تكن تعتمد كما اليوم على الكومبيوتر .. حيث يتم التصوير والمونتاج والاخراج بطريقة يدوية .. الامر الذي يستغرق وقتا طويلا تكون في احداث كثيرة تطورت يمكن للقنوات متابعتها مباشرة .. اليوم الصحف تعتمد على اخبارها المحلية فقط واشارات للاخبار العربية والدولية .. لكنها تسبق القنوات بالنسبة للاخبار المحلية وهو الامر الذي يهم المواطن .. واضافة الى كل هذا .. ان صحفنا اليوم لم تعتمد على التحقيقات المحلية .. ولم يبرز حتى اليوم محرر قادرا على فهم هذا الفن الكبير والذي كان له دور مهم في صحفنا في القرن الماضي بالانتشار والتوزيع .. واعتمد الجميع على الاخبار الجاهزة .. هناك اشياء كثيرة مترابطة مع بعضها .. اشرنا الى الاهم منها .. شكرا على هذا الموضوع القيم
ابن السور/
شكرا جزيلاً على اضافتك القيمة
أقيم من البوست نفسه :)
اتفق معاك فيما تطرقت إليه
شكرا مرة أخرى
حياك الله
Post a Comment