Pages

@LeKoweit لكل من يود التعليق أو المناقشة حول المقال يسعدني ذلك عبر حسابي على التويتر

Monday, January 31, 2011

بلفور الكويتي





عندما أتوجه بنظري إلى الدول الديمقراطية المتقدمة، صحيح أني أرى فروقات كبيرة جداً بيننا وبينهم، ولكني أرى شيء مهم ومحوري غير موجود لدينا هنا.

لماذا هنا في الكويت ندافع عن الدستور؟ لماذا نستنزف وقتنا وطاقاتنا في معركة طاحنة مع السلطة وبعض المتنفذين الذي يريدون إلغاء الدستور؟

أنا لم أسمع أن الرئيس الأمريكي حاول إفراغ الدستور من محتواه؟ لم أرى ملكة بريطانيا حاولت تعطيل الدستور؟ لم أتخيل أن الرئيس الفرنسي يحاول الإلتفاف على الدستور؟

أولئك الناس استوعبوا أن وجود الدستور من وجود الدولة نفسها، وأن وجوده أمر مفروغ منه، فلا مجال للنقاش حوله، وبالتالي إلتفتوا للإعمار والبناء والتنمية الحقيقية.. وليست تنمية أحمد الفهد.

أما هنا في الكويت، فما زالت السلطة تتحاور عن الدستور، وما تزال غير مقتنعة بوجوده، وتحاول إلغاءه وتعطيله تارة، وتفريغه من محتواه تارة أخرى.

وبالتالي مازلنا في المربع الأول، عند نقطة الصفر، نتصارع على الدستور، نتصارع على حقوقنا، نتصارع على حرياتنا، والدول الأخرى تعدت هذا المربع منذ عقود بل بعضها منذ قرون وانطلقت نحو مربعات أخرى لاحقة، فأصبحت هذه الأمور من أساسات الدولة لا خلاف عليها، ولا مجال للنقاش حولها إلى بتحسينها فقط.

لا يمكن بحال من الأحوال أن يكون هناك تنمية ونحن لازلنا عند نقطة الصفر، لازلنا حول معركة الدستور، لا أدري متى ستستوعب السلطة أن الدستور أمر واقعي حصل لابد منه ولا مجال للتراجع عنه، وبالتالي بدل من أن تجند السلطة طاقاتها وكوادرها لإختراع طرق جديدة للإلتفاف على الدستور وتفريغه من محتواه، أقول بدل كل ذلك فلتشغل نفسها بالتنمية، ولتعمر الكويت التي وصلت إلى أدنى درجات الفساد والتخلف، ولتترك الدستور فوجوده من وجود الشعب والدولة.

أقول قولي هذا وأنا أرى اليوم "آخر صرعة" في تفريغ الدستور، وهو تعطيل المجلس 40 يوم، بمبادرة "خرافية" ما أنزل الله بها من سلطان، ودعم حكومي، فكان كوعد بلفور الشهير ولكن بالنسخة الكويتية، وعد من لا يملك تعطيل المجلس لمن لا يستحق أن يُعطل المجلس من أجله !


فمتى تستوعب السلطة هذا الأمر؟

Sunday, January 30, 2011

التناقض شلون صاير؟ حمر خضر؟

قرأت قبل قليل هذا الخبر في جريدة القبس، والذي يقول أن وزارة الأوقاف بصدد إصدار تعميم لجميع مساجد الكويت بعدم التطرق للأحداث السياسية من قبل الأئمة أو غيرهم، سواء عن الأحداث في مصر أو غيرها.

الحقيقة أمر جميل، وطبيعي، فالمساجد ليست مكاناً للخوض في السياسة، وليست مكاناً لتكوين القناعات والآراء السياسية، وليست مكاناً لتأييد ذاك السياسي أو مهاجمة الآخر.

ولكن أليس في هذا تناقض؟ فأين ذهبت مثل هذه التعميمات أيام استجواب رئيس الوزراء الأخير؟

بل على العكس تماماً، أصدرت وزارة الأوقاف حينذاك تعميماً على جميع الخطباء، بأن يتحدثوا في خطبة الجمعة عن طاعة ولي الأمر، في محاولة لإستغلال منابر المساجد لتجيير الآراء السياسية للحكومة، والتدليس على الناس وإيهامهم بأن انقلاباً على وشك الحدوث، وأن هناك معركة تدور رحاها ضد سمو الأمير، كل ذلك لأن الاستجواب المقدم لرئيس الوزراء كان على وشك النجاح !

قد يكون الوقت قد فات للحديث عن تلك الحادثة، ولعل كثرة الأحداث حينها أسقطت مثل هذه الحادثة عن طاولة المناقشة، ولكنها حادثة خطيرة، ولعلها عادت إلى ذاكرتي من خلال هذا الخبر، فالحكومة استغلت كل شيء وأي شيء من أجل دعم رئيسها، ولم تتوانى حتى عن استخدام منابر المساجد وتحويلها لمنابر سياسية تدعو لرئيس الوزراء.

التناقض ليس شيئاً جديداً على الحكومة، فهذا ديدنها كما تعودنا، ولكن الحمدلله أن الوزارة هذه المرة قررت إبعاد منابر المساجد عن الأحداث السياسية ولم تدخلها لتأييد حسني مبارك !

لعل الأحداث الأخيرة في مصر جعلتنا نلتفت قليلاً عن الحكومة كما قال الوشيحي، ولكننا لم ننسى أبداً، لم ننسى إغلاق مجلس الأمة بكل احتقار لما يعنيه هذا الصرح، لم ننسى قتل محمد غزاي وأن الوزير مازال موجود في منصبه، لم ننسى أن هذه الحكومة استمرأت ضرب النواب والمواطنين، لم ننسى أن الحكومة حبست د.عبيد الوسمي وستحبس غيره، لم ننسى .... أشياء كثيرة لم ننساها ولن ننساها، وسنعود لكي نزعج الحكومة مرة أخرى بما لم ننساه، فهو كثير.

Saturday, January 29, 2011

الثورة.... سهلة

جموع المتظاهرين في ميدان التحرير في القاهرة


ليست معتاداً على الكتابة "الدولية" لو صح التعبير، ولا أحب الخوض فيها، ولكن لا يمكن أن أتخطى هذا الحدث الذي حدث ويحدث إلى سواه بدون حتى مجرد التعليق !

لن أتعمق في تفاصيل ما حدث، فلست بصدد التحليل الدقيق للموضوع، وإنما سأتحدث عن الموضوع بنظرة عامة.


ما يحدث اليوم، هو التاريخ الذي يكتب ونحن شهود عليه، ولعل الكثيرين لا يتاح لهم مثل هذه الفرصة، فلكم قرأنا وسمعنا عن أحداث تاريخية بارزة كثورات وحروب وانتفاضات وغيرها، ولكن كم مرة سنحت لنا الفرصة لنكون شهود عليها؟


"عدوى تونس" كما يحلو للبعض تسميتها، اجتاحت الشارع المصري ممثلة بيوم الغضب الذي شهد تظاهرات لم تشهد مصر لها مثيل، مطالبة بإسقاط النظام ورحيل حسني مبارك.


بعد نجاح ثورة تونس، أصبحت الشعوب العربية متحفزة ومتأهبة، وأصبحت في حالة استعداد، ولعلنا شاهدنا مظاهرات في الأردن واليمن والجزائر. ولكن اليوم، إذا نجحت ثورة مصر فستتحرك الشعوب العربية وتنتفض، وستشتعل المظاهرات في أكثر من عاصمة عربية، فسقوط النظام القمعي المصري سيسقط معه بقية الأنظمة القمعية العربية بدون شك.


والسبب في ذلك واضح، فهذه الثورات محركها الأول والأساسي هم الشباب، فلا أحزاب تقودها ولا قوى سياسية ولا رموز معارضة، إنما هم شباب. وعندما شاهدوا أن التحرر سهل جداً ليس كما كانوا يتصورون، فإنهم تحمسوا لأن يضفروا بحريتهم.


هذه الثورات سيطلق عليها التاريخ أحد اسمين ولا شك، "ثورات الشباب" و"ثورات الانترنت"، فلقد كان للانترنت دور محوري ورئيسي في إشعال هذه الثورات، وتحديداً "الفيس بوك" و"التويتر"، ولقد شاهدت ذلك بنفسي، وهو الذي أدى بالحكومة المصرية إلى أن تقطع كل وسائل الإتصال من انترنت وشبكات المحمول في مصر إلى هذه اللحظة !


التاريخ يُكتب أمامنا اليوم ونحن نشهده بأعيننا، والقلوب توحدت مع مصر اليوم كما توحدت مع تونس أمس، وأشعر بما قاله أحد المتصلين على قناة الجزيرة يوم أمس "أول مرة أشعر بالفخر أنني عربي" !

أتمنى التوفيق لإخواننا في مصر، فالشعب المصري أثبت أنه شعب حر وانتفض متحدياً نظام من أكبر الأنظمة القمعية العربية، وبإذن الله سيتحقق مرادهم وينالون حريتهم وتعود مصر "أم الدنيا" كما كانت.



خارج الموضوع، كنت قد وعدت في البوست الأخير بأن البوست القادم سيكون عن النهج الحكومي الجديد بالظهور، ولكني أعتذر منكم، فقد قررت تأجيل هذا البوست بضعة أيام.

Thursday, January 27, 2011

أحمد الفهد وتويتر




لعل أبرز خبر محلي أمس تناقلته الخدمات الإخبارية والمواقع الإخبارية هو دخول الشيخ أحمد الفهد إلى عالم تويتر، وقد جاء دخوله هذا بعد تصريحه مباشرة بأن الحكومة لا تنزعج مما يقال بتويتر !

قد يكون دخوله جاء من باب أن التويتر أصبح "هبّة" وأراد تجربته، وقد يكون دخوله جاء رغبة في التواصل أسوة ببعض النواب الذين مازالوا يتواصلون من خلال تويتر كالدكتورة أسيل العوضي والدكتور فيصل المسلم.

وسواء كان هذا السبب أم ذاك السبب، فإنني وإن كنت أختلف كثيراً مع الشيخ أحمد الفهد كوزير، وكصاحب نفوذ، وكركن مهم في مجلس الوزراء، إلا أنني لا أخفي إعجابي بهذه الخطوة الجريئة منه.

أحمد الفهد على الرغم من كل مساوئه -من وجهة نظري-، إلا أنه يستغل أي شيء وكل شيء يخدمه ويفيده، ودائماً له نظرة مختلفة عن الآخرين، وله أسلوب مميز يجعلك تصفق له وإن كنت لا تحبه. وهذه كلمات حق يجب أن تقال، فيجب ألا يعمينا النقد الدائم للشخص عن وجود بعض المحاسن فيه.

أرى استقبال بعض الشباب في تويتر له استقبال ساخن جداً، كـ (ارحل نستحق الأفضل) أو (وزير تنمية الفساد) وغيرها من مثل هذه العبارات القوية، ولكن بالتأكيد فإن أحمد الفهد لم يتوقع أن يستقبله الشباب في تويتر بالورود والتهليل والتصفيق، فإنه توقع مثل هذه العبارات، ومع ذلك أقدم على دخول عالم التويتر، وهذا بحد ذاته إنجاز يستحق التقدير من وجهة نظري.

لا أعلم هل سنرى في المستقبل وزراء آخرين يدخلون التويتر؟ هل سنرى سمو رئيس الوزراء يدخل تويتر؟ لإستطلاع آراء المواطنين مثلاً؟

أما بخصوص النهج الوزاري الجديد بالظهور، فهذا سيكون موضوع بوست آخر غداً بإذن الله.


Wednesday, January 26, 2011

المصيبة التي لا مصيبة بعدها

قبل بضع سنوات من الآن، لم يكن ممكناً لأكثر الناس تشاؤماً أن يتصور ولو ربع ما سوف يحدث في الكويت اليوم من أوضاع مخزية بائسة مهينة !

عن أي دستور تتحدثون اليوم؟ وعن أي ديمقراطية تفتخرون؟
عن أي حرية تتشدقون اليوم؟ وعن أي كرامة تتباهون؟
عن أي مجلس تشيرون اليوم؟ وعن أي تنمية تتناقشون؟

ماذا يعني تأجيل جلسات مجلس الأمة لأكثر من شهر كامل؟ ماذا يعني أن يأتي جاسم الخرافي بهذا الإقتراح "الاعتباطي" كما أسماه محمد الجاسم، ويقترح تأجيل جلسات المجلس حتى تاريخ 8/3 ؟ ماذا يعني أن تصوّت الحكومة ونوّابها بدون مناقشة بالموافقة على هذا الاقتراح؟ ماذا يعني أن يكون قراراً أتى من الهواء بدون أن يكون مدرجاً على جدول الأعمال متخطياً كل ما قبله؟ ماذا يعني تأجيل الجلسات بدون مبالاة بالاستجواب المقدّم؟ وبدون مبالاة باستمرارية الوزير الخالد بدون محاسبة؟ وبدون مبالاة بدم محمد الميموني الذي نسوه أو تناسوه؟


أستغرب من بعض الناس الذين يوافقون على ذلك بحجة أننا نريد أن نفرح باحتفالات الأعياد الوطنية وكأن المجلس يمنع هذه الاحتفالات؟!
أستغرب من أولئك الذين يسوقون الأعذار الواهية عذراً وراء الآخر رغبة في تبرير هذا الفعل المشين. فتارة يقولون أنه بسبب الاحتفالات، وتارة أخرى بسبب زيارة رؤساء الدول الأجنبية، وتارة يقولون لأن الوزراء سينشغلون بالاحتفالات؟!

أي أعذار واهية تلك التي تسوقونها؟ إنها والله لأعذار أقبح من ذنب.

أين من يتهمون المجلس بأنه يعطل التنمية؟ تأجيل الجلسات لأكثر من شهر ماذا تسمى إذاً؟ تنمية؟!

الدكتور جمعان الحربش قال اليوم أن تأجيل الجلسات سيعني الإتجاه إلى الندوات لمناقشة القضايا، وكلامه صحيح تماماً، فمن كان يمنع الناس من النزول للشارع بحجة أن قاعة عبدالله السالم هي المكان الطبيعي لمناقشة القضايا يأتي اليوم ليقترح تعطيل هذه القاعة لأكثر من شهر كامل !

النائب مسلم البراك قال أن هذا الاقتراح هو أمر دُبّر بليل، وهو صادق تماماً فيما قال، فتعطيل المجلس شهر كامل باقتراح لم يكن أساساً مدرجا على جدول الأعمال -وهو يعني بطلان هذا القرار-، ثم موافقة الحكومة ونوّابها على هذا القرار و"التطبيل" له، لاشك أنه سيجر في المستقبل إلى مزيد من التأجيلات، ويصبح المجلس كـ"البقالة"، التي يغلقها جاسم الخرافي وناصر المحمد متى ما أرادا، ويفتحانها ما أرادا !

جاسم الخرافي لقد أصبحت عبئاً ثقيلاً جداً على الكويت وعلى المجلس وعلى الديمقراطية، ووجودك في رئاسة المجلس هي إساءة كبيرة للمجلس، سكت دهراً ولم تنطق بشيء، ونطقت كفراً باقتراحك تعطيل جلسات مجلس الأمة. وعندما يجتمع جاسم وناصر -الذي هو أيضاً عبء- على رأسي السلطتين... فهذه المصيبة التي لا مصيبة بعدها !


بالهامش: اقرؤوا وجهة نظر الرئيس أحمد عبدالعزيز السعدون في هذا الأمر هنا.

Tuesday, January 25, 2011

معشر المدوّنين أين أنتم؟

كثيرة هي المواضيع التي تدور على الساحة، وتستحق الكتابة والمناقشة، وتسليط الأضواء عليها لكشفها. تقرير لجنة التحقيق البرلمانية، الإفراج عن الجاسم، تجديد حبس الوسمي، الفهد وتصريحات خطة التنمية، استجواب وزير الداخلية، الفساد الذي بدأ يطفو في بعض الوزارات مستغلاً الإنشغال بهذه الأحداث، طلب الحكومة تفسير بعض مواد الدستور، التعديلات على المرئي والمسموع، وزارة الداخلية والفساد "المعشش" بها...

المواضيع والمشاكل التي يجب أن تناقش ويسلط عليها الضوء كثيرة جداً كما ترون، ولا أدري أين غالبية الزملاء المدوّنين عما يحدث؟ ألاحظ أن قلة فقط هم من يتناولون هذه الأمور أما بقية المدوّنين فغائبون نهائياً أو انشغلوا بمواضيع أخرى بعيدة تماماً!

فما السبب؟

أعلم أن كثير من القراء تعبوا وملّوا من قراءة المشاكل والأوضاع السياسية، ويودون التغيير وقراءة شيء آخر اكثر تسلية، أكثر متعة، ولكني لا أستطيع، فالهدف الأساسي من إنشاء المدوّنة هو تسليط الضوء على المشاكل ومناقشة الأمور المهمة، فهل عندما تزدحم الساحة بالمشاكل أهرب وأغض النظر عنها وأناقش مواضيع أخرى؟

لا أود تحديد أسماء معينة، فالكل يعرف نفسه، الغائب يعرف أنه غائب، والحاضر يعلم أنه حاضر.

أتمنى قبول هذه الدعوة من أخ وزميل محب لكم، فالكويت تحتاجكم اليوم، والساحة مليئة بالقضايا التي تحتاج نقاش على مدى حلقات عديدة، ومواضيع يجب تسليط الأضواء عليها علّها تجد من يعالجها.

عودوا، فوجودكم اليوم أهم من وجودكم في أي وقت مضى، فالحكومة اليوم تضرب المواطنين والنواب في الشارع، وتكذب. الحكومة اليوم تتعمد تعديل الدستور عن طريقة تفريغه من محتواه وتحويل المجلس إلى دمية، و"العقلاء" يتفرجون. الحكومة اليوم تقتل مواطناً بريئاً تحت التعذيب، و"الانبطاحيين" يبررون.

الوضع اليوم ليس كالأمس، اليوم ندوّن الحرية التي نحميها، ندوّن الكرامة التي نتمسك بها، ندوّن الدستور الذي نموت من أجله.

Sunday, January 23, 2011

موظف برتبة وزير

بعد ان انتهى لقاء الوزير د.محمد البصيري على قناة الوطن قبل قليل، والذي كان بالمناسبة لقاء أقرب منه إلى المسرحية الهزلية لكثرة ما كان فيه من كذب وضحك على الذقون، بعد ان انتهى اللقاء، فكرت فيما قيل، وفكرت في فهم الوزير لوظيفته وفهم الوزراء الآخرين لها.

وظيفة الوزير تتكون من شقين، الشق التنفيذي الوظيفي، والشق السياسي، وبالتالي فهو ليس كالموظف العادي الذي وظيفته عبارة عن وظيفة تنفيذية لا جانب سياسي بها.

الموظف الذي يعمل لدى الحكومة لا علاقة له بسياسات الحكومة. فمهما كانت سياسة الحكومة سيئة ولا تتفق مع رأيه، ومهما كانت سياسة الحكومة فاسدة، ومهما ومهما ومهما، فهو لا علاقة له بها، لأن دوره في الحكومة دور تنفيذي يقتضي على تنفيذ حدود وظيفته فقط.

بعكس الوزير، الذي يملك بجانب هذا الدور التنفيذي في وظيفته، فهو يملك شق سياسي، وبالتالي يجب أن يكون له دور ويكون له رأي في سياسة الحكومة، وأن وجوده واستمراره في الحكومة يعني بأنه موافق على سياسة الحكومة ومؤيد لها، لأنه إن لم يكن موافقاً لقدّم استقالته بطبيعة الحال.

وغير صحيح ما حاول البصيري أن يروّج له، من أن عدم اقتناع الوزير بسياسة الحكومة ليس بالضرورة أن يؤدي للإستقالة، لأنه -أي الوزير- يجب عليه أن يحترم رأي الأغلبية في مجلس الوزراء كما يحصل في أن النواب يحترمون رأي الأغلبية في المجلس. وهذا أمر غير صحيح، وعارٍ عن الصحة، فالوزير ينفذ هذه السياسة، ويمثلها، ويدافع عنها، وهو متضامن مع بقية الوزراء، ليس كالنواب في مجلس الأمة، وبالتالي فإن لم يكن مقنتعاً بها، فليس هناك أي تفسير من استمرارية بقائه في الوزارة إلا تشبثه بالكرسي حتى الرمق الأخير !

هذا الكلام النظري، ولكن حين نأتي للكلام التطبيقي أو العملي، فهو أمر آخر تماماً. فمن شاهدته اليوم لم يكن وزيراً، لم يكن رجل دولة، لم أشعر بشخص يملك قراره، شخص يصنع القرار، شخص يشارك بإدارة البلد... بل على النقيض تماماً، شعرت بأني أرى موظف حكومي برتبة وزير، يتلقى الكلام عبر سماعته التي يضعها في أذنه، درس وحفظ ما يجب أن يقوله قبل أن يأتي إلى اللقاء، يحاول قدر الإمكان بألا يخرج عن النص المعد له سابقاً !

لماذا لا نملك وزراء حقيقيين؟


قبل الختام، أتمنى منكم المشاركة في التصويت الموجود في أعلى يمين المدونة. رأيكم يهمني.

Thursday, January 20, 2011

اسمحلي يا دكتور عبيد... لقد اخطأت

عندما وقف الدكتور عبيد الوسمي في ندوة الدكتور جمعان الحربش في الصليبيخات، وعبّر عن رأيه بكل شجاعة، ولم يتعدى حدود وخطوط القانون ولا بقيد أنمله، قال كلمة اعتقدها البعض سقطة أو زلة من شخص كالدكتور عبيد الوسمي، وأخذ نافخوا الكير يرددونها مقطوعة مما قبلها وبعدها يبررون بها الجريمة النكراء التي قام بها أفراد القوات الخاصة في تلك الليلة... وهي عندما قال "الكلاب من أبناء الكويت".

أنا هنا أقول لك يا دكتور عبيد، يا أستاذي الفاضل، اسمحلي.. فلقد اخطأت.

اخطأت بوصف أولئك بالكلاب، فالكلب -أجلكم الله- أفضل بكثير منهم. اخطأت بوصف من يعذب البشر حتى الموت بلا رحمة ولا إنسانية بأنهم كلاب فالكلب لا يعذب. اخطأت بوصف من يقتل شخص ثم يشهّر به وبسمعته غير آبه بأبنائه وزوجته بأنه كلب فالكلب لا يقتل ويشهّر. اخطأت بوصف من يحتقر الإنسان بسبب كونه بدون أو بسبب كونه وافد بأنه كلب فالكلب لا يحتقر أبناء جنسه. اخطأت بوصف من يقسم على الدستور أمام الله وأمام الناس ثم يخون ربه ويخون الناس ويشارك في جريمة ويتستر عليها بأنه كلب فالكلب لا يخون. اخطأت بوصف من يسرق أموال ومقدّرات الشعب بأنه كلب فالكلب لا يسرق. اخطأت بوصف من هو فاسد ويفسد ويريد جعل بلده مرتع للفساد والمفسدين بأنه كلب فالكلب ليس فاسد. اخطأت بوصف من يستمتع بمشاهدة تعذيب إنسان ضعيف أمامه بأنه كلب فالكلب لا يفعلها.

نعم يا دكتور عبيد، لقد اخطأت والله، اخطأت بوصفهم بالكلاب. فالكلاب أفضل منهم بكثير... بكثير جداً.



عودة إلى ملف وزارة الداخلية، سأظل أضرب فيه حتى يتورم.

أتدرون لماذا وصل الحال إلى ما وصل إليه في وزارة الداخلية؟ بسبب ما كان يحصل وكنا نسكت عنه.
هندي يذهب إلى تسجيل شكوى في مخفر يطرد من المخفر ويمنع من تسجيل شكوى فقط لأنه هندي! سوري يذهب لإيصال غداء لوالده المحبوس في النظارة يضرب ويطرد ويمنع من إيصال الغداء لوالده فقط لأنه سوري! حوادث ضرب وإهانة وتعذيب البدون والوافدين تحدث يومياً، إما إهانة، أو ضرب، أو تعذيب، وكنا لا نحرك ساكناً تجاهها. حوادث تعذيب وضرب كانت تحدث في أمن الدولة، ونسمع ونعلم عنها، وكنا لا نحرك ساكناً وندفن رؤوسنا بالرمال. حوادث ضرب وتعذيب تحدث في المباحث، والأمر سيّان، لا نسمع لا نرى لا نتكلم.

والآن وصلت إلى المخافر، وهذا يجعل كل فرد منكم، كبير أو صغير، مواطن أو وافد، ذكر أو ربما أنثى... عرضة للتعذيب والضرب والإهانة.

فهل مازلتم ستسكتون؟ أم هل ستستمعون لكلام تلك "النائبة" التي تقول "من شان الله عطو الوزير فرصة" !
لو كان أخوج اللي حطيتيه في مجلس إدارة أحد البنوك، أو أبوج أو ولدج مكان محمد غزاي الميموني أو مكان الحدث السعودي اللي اغتصبوه أو مكان أي أحد ممن تعذب أو أهين هل كنتي ستقولين "من شان الله" ؟

Tuesday, January 18, 2011

مسمار محمد




بدأت الصورة تتضح، وبدأت الخيوط تكتمل، وبدأ الغموض ينجلي، عن حادثة من أبشع الحوادث التي مرت على الكويت منذ تأسيسها قبل ما يزيد على 300 عام !

قضية مقتل المواطن محمد غزاي الميموني، التي نشرت كثير من الصحف تفاصيلها، وآخر ما نشر كان أن 13 شخصاً مابين ضابط وعسكري قد تناوبوا على تعذيبه !

الراي والجريدة وعالم اليوم وغيرهم نشروا تفاصيل القصة على مدى أيام، ووالله إنها تفاصيل يشيب لها الشعر. فكيف لمثل هذه الواقعة أن تحدث في الكويت؟ بل كيف تحدث من مسلمين؟ بل كيف لإنسان أن يمارس هذا التعذيب البشع؟!

لا أريد أن أتخمكم بالتفاصيل، فمن يريدها يستطيع إيجادها بكل سهولة.

اليوم علمنا بالصدفة وبمساعدة الظروف عن محمد الميموني وصياح الرشيدي، ولكن كم شخص قبلهم لم نعلم بهم؟
كما قلت في مقال سابق، ما حدث لمحمد غزاي هليل يجب أن يفتح باب التحقيق على مصراعيه في قضية التعذيب في وزارة الداخلية، يجب ألا يضيع دم الميموني هدر، يجب أن تنظف الوزارة من كل المرضى النفسيين الذين يحاولون تفريغ عقدهم النفسية وأمراضهم من خلال تعذيب البشر، ويجب أن يحال الكبار قبل الصغار إلى النيابة، وكل متورط في هذه القضية البشعة... فلا كبير على القانون.

ويبدو أن التحقيق الموسع قد بدأ، فقد أشارت الآن أن قضية تعذيب الشاب السعودي ستضاف لمحاور الاستجواب. ووالله حتى التفاصيل المحدودة لهذه الواقعة أمر مهوّل !

مازلت لا أصدق أن ما حدث قد حدث في الكويت، ومن قبل أفراد وضباط كويتيون في وزارة الداخلية، الوزارة التي هدفها حفظ الأمن، والشرطة الذين مهمتهم خدمة الشعب.

مصيبة أن نفقد ثقتنا كمواطنين بوزارة حساسة كوزارة الداخلية. فبعد مؤتمر "الصحاف" الذي حمّل الرصيف مسؤولية ضرب النواب والمواطنين، وبعد التعذيب في أروقة المباحث حتى الموت... كيف لنا أن نثق بعد اليوم بهذه الوزارة؟!

استقالة وزير الداخلية مستحقة ولاشك، ولكن، يجب أولاً أن يحل هذه القضية بأن يحيل كل متورط فيها إلى النيابة، وأن ينظف الوزارة من كل الضباط والأفراد والقياديين المجرمين الفاسدين، وبعد أن يقوم بهذه الأعمال، يقدم استقالته من وزارة لا يتشرف -كما قال هو- بإدارتها، وسنحترمه ونقدره على شجاعته وإلتزامه بكلمته.

كما كان محمد البوعزيزي هو المسمار الأخير في نعش السلطة في تونس، بإذن الله سيكون محمد غزاي الميموني هو المسمار الأخير في نعش وزارة الداخلية وفسادها وانتهاكاتها. ولن نسكت ولن نهدأ حتى نرى النعش قد ووري تحت الثرى، وبلا رجعة.
 

Saturday, January 15, 2011

إرفع الصوت

وصلتني دعوة للمشاركة في فكرة طرحها بعض الشباب، وبعد التفكير، وبعد طرحها على الشباب في "تويتر"، قررت المشاركة في هذه الفكرة، ودعوتكم للمشاركة أيضاً.


الفكرة تقوم على إرسال ايميل إلى أحد منظمات حقوق الإنسان العالمية، وتوضيح ما يحدث بالكويت من انتهاكات لم يسبق لها مثيل لحقوق الإنسان والدستور، لعل الضغط الذي تمارسه هذه المنظمة يكون كفيل بإحراج الحكومة وجعلها تتراجع عما تقوم به. فللأسف أصبح المجلس اليوم بلا فائدة بعد أن اُختطف من قبل البصامة والإنبطاحيين.

الفكرة تقوم على إرسال ايميل باللغة الإنجليزية، تعرض لقضية الدكتور عبيد الوسمي، الكاتب محمد الجاسم، خالد الفضالة، كسجناء رأي سياسي. وعرض قضية المجني عليه محمد المطيري، والتعذيب حتى الموت. ومحاولة إرفاقها بالصور وروابط الفيديو وروابط المقالات الإنجليزية لو وجدت، وأي شيء ممكن أن يدعّم قضيتنا. وأي انتهاكات أخر قامت بها الحكومة.
( منظمة حقوق الإنسان "هيومن رايتس ووتش" في كل من:  شيكاغو chicago@hrw.org , نيويورك hrwpress@hrw.org , باريس paris@hrw.org )

صدقوني يا أخوان، المثل يقول "شحادّك على المر؟ قال اللي أمر منه"، ليس سهلاً أن أشتكي حكومة بلادي لدى منظمات دولية، ولكن السكين بلغت العظم، وبلغ السيل الزبى، هذه الإنتهاكات لم تحصل حتى في دول كنا نعدها دول قمعية أو ديكتاتورية !

إن سكتنا عن هذه السوابق اليوم، فإنها ستتكرر غداّ، وبعد غد، والأسبوع المقبل، إلى أن نعتاد عليها وتعتاد علينا، وبهذا نودع دولة الحريات ودولة الدستور ودولة المؤسسات إلى أبد الآبدين.

قد نادينا لو أسمعنا حياً، ولكن لا حياة لمن ننادي، وكتبنا وتكلمنا وقلنا وخرجنا للشارع، ولكن لا فائدة. إذاً، لا مفر من أن نرفع الصوت، لعله يصل إلى من يساعدنا، أو لعله يزعجهم.

إرفعوا أصواتكم.

Friday, January 14, 2011

هل تعلم ما هي حقوق المتهم؟

ما حصل للمجني عليه محمد المطيري من وجهة نظري ليس أسوأ ما حدث، بل إن الأسوأ هو جهل العديد من الناس بحقوق المتهم التي كفلها له الدستور والقانون. واعتقادهم أن ضرب المتهم أمر جائز من أجل المصلحة العامة، وأنه مجرم يجب عدم احترام إنسانيته و"قلعته" !

وددت باختصار شديد أن أبيّن حقوق المتهم من باب الثقافة القانونية حتى يعرفها الجميع.

لن أتحدث عن الجانب الشرعي فهو معروف، ولن أتحدث عن الجانب الدولي فهو أيضاً معروف، ولن أتحدث أيضاً عن الجانب الدستوري فأعتقد أن الجميع يعرفه، سأكتفي بالجانب القانوني.

قانون الاجراءات والمحاكمات الجزائية رقم 17 لسنة 1960 كفل للمتهم عدداً من الحقوق، وبالرغم من أن هذا القانون يعتبر من أكثر القوانين انحيازاً لرجال الأمن بإعطائهم الكثير من الصلاحيات غير الموجودة في كثير من القوانين المقارنة.


1/ أثناء القبض:

كفلت المادة 49 للمتهم أثناء القبض عليه عدم استخدام القوة معه، إلا بالقدر اللازم فقط. فنصت أن "... القوة الجائز استعمالها لا يصح ان تزيد على ما تستلزمه ضرورة منع المقاومة او الهرب ، ولا يجوز ان تودي الى قتل شخص الا اذا كان متهما في جريمة معاقب عليها بالاعدام او الحبس المؤبد."


2/ أثناء التحقيق:

كفلت المادة 98 للمتهم مجموعة من الحقوق والضمانات، ونص المادة يقول "اذا كان المتهم حاضرا ، فعلى المحقق قبل البدء في اجراءات التحقيق ان يسأله شفويا عن التهمة الموجهة اليه. إذا اعترف المتهم بارتكاب الجريمة ، في أي وقت ، اثبت اعترافه في محضر التحقيق فور صدوره ونوقش فيه تفصيليا. واذا انكر المتهم ، وجب استجوابه تفصيليا بعد سماع شهود الاثبات ، ويوقع المتهم على اقواله بعد تلاوتها عليه او يثبت في المحضر عجزه عن التوقيع او امتناعه عنه.
للمتهم ان يرفض الكلام ، او ان يطلب تأجيل الاستجواب لحين حضور محاميه ، او لاي وقت آخر ، ولا يجوز تحليفه اليمين ، ولا استعمال أي وسائل الاغراء او الاكراه ضده.
للمتهم في كل وقت ان يبدي ما لديه من دفاع ، وان يناقش شهود الاثبات ، وان يطلب سماع شهود نفي ، او اتخاذ أي اجراء من اجراءات التحقيق ، وتثبت طلباته ودفاعه في المحضر."


أ- الحق في الصمت : للمتهم الحق في الصمت وعدم الإجابة على أسئلة المحقق، وبالتالي فإن مجرد إرغامه على الكلام بأي وسيلة كانت تبطل التحقيق. 

ب- الحق في طلب تأجيل التحقيق : للمتهم أن يطلب تأجيل التحقيق سواء لحضور محاميه أو لأي وقت آخر.

جـ- الحق في حضور المحامي التحقيق : يحق لمحامي المتهم أن يحضر معه التحقيق، ويحق للمتهم طلب تأجيل التحقيق لحين حضور المحامي.

د- عدم تحليفه اليمين : حظر القانون على المحقق تحليف المتهم اليمين، فالمتهم له الحق في أن يقول ما يشاء، وأن يكذب لو أراد دفاعاً عن نفسه، فتحليفه اليمين يبطل التحقيق.

د- عدم جواز ترهيب المتهم : أيضاً حظرت المادة المذكورة استعمال أي وسيلة من وسائل ترهيب أو إكراه المتهم لحمله على الإعتراف، وقد يكون الترهيب أو الإكراه مادي أو معنوي، أي بالفعل أو بالقول، وكلها سواء.

هـ- يحق له الكلام في أي وقت : أعطى القانون للمتهم الحق في الكلام ومناقشة الأدلة وسماع الشهود في أي وقت يطلبه المتهم.

و- الإمتناع عن التوقيع على أقواله : كذلك أعطت المادة المذكورة للمتهم الحق في الإمتناع عن التوقيع على أقواله، ولا يجوز إرغامه على التوقيع.

ز- الحق في معرفة التهم الموجهة إليه : وقبل كل ذلك، يحق للمتهم معرفة التهم الموجهة إليه ومعرفة الأدلة المضبوطة ضده.


هذه باختصار هي حقوق المتهم في القانون الكويتي، والتي مخالفة واحدة منها تؤدي إلى إبطال التحقيق وإفقاده الصفة القانونية. فيجب على كل شخص أن يعرفها، لكي يكون للقانون هيبة، ويكون للعدالة احترامها.

Thursday, January 13, 2011

التعذيب في الكويت

جريدة عالم اليوم في عددها الصادر اليوم تكشف قصة تعذيب وقتل المواطن محمد غزاي المطيري، أضع القصة لكم وتعليقي بعدها.




تعذيب تقشعر له الابدان وآلام تدمع لها العيون وانتهاك للحقوق يندى لها الجبين، وصف يشيع في النفس الكآبة واليأس ما وصل له الحال في كويت الديمقراطية والحرية.. كويت السلام والمحبة.. كويت الحقوق والواجبات.. كويت العدالة والرحمة.

ما تعرض له محمد المطيري قبل وفاته تجدونه عند صديقه الذي رافقه في رحلة العذاب بالمباحث وتلك التفاصيل نقلها صديق محمد الى احد اقرباء المتوفى وهو «ابو مشعل» الذي روى لـ«عالم اليوم» خفايا ما حدث مع محمد وصديقيه كاشفا معلومات خطيرة عن المستوى الذي وصل له بعض افراد المباحث في اللاإنسانية بعد تعذيبهم غير المبرر لمحمد وصديقيه وتزويرهم التقرير الطبي الخاص بوفاة محمد واتهامهم لمحمد وصديقيه اتهامات باطلة.

ابو مشعل تحدث لـ«عالم اليوم» عن خطورة ما حدث مع محمد وصديقيه قارعا جرس الإنذار حين أكد أن الوضع يحتاج تداركا لوقف التعذيب في أقبية المباحث وتدخل النواب والجمعيات الحقوقية للضرب على ايدي بعض افراد المباحث الذين وجدوا من يساندهم للقيام بذلك، كل التفاصيل فيما يلي:
 

> ما القضية التي تم على أساسها القبض على محمد؟

< لا يوجد هناك أية قضية، وقد ادعت المباحث انه تم ضبط محمد المطيري وصديقيه بتهمة الاتجار بالخمور، وذلك غير صحيح فلم يتم ضبط خمور معهم أو مع محمد؟

> كيف تم إلقاء القبض عليهم؟

< المباحث لاحقتهم في منطقة الجليب وعندما تم ايقافهم رفضوا «محمد وصديقاه» النزول من سيارتهم فطلب المباحث الاسناد، وتم نقلهم لسيارة المباحث المدنية بعدما عجزوا عن نقلهم بالقوة.



معلومات خطيرة



> وماذا حدث بعد ذلك؟

< صديق محمد أبلغني كل التفاصيل، حيث ابلغني انهم تعرضوا لتحقيق في سيارة المباحث التي كانت متوقفة في ساحة ترابية بمنطقة جليب الشيوخ «براحة» حيث استخدموا الضرب وسألوا محمد: هل تخرج للبر؟ واستفسروا منه عن معرفته ببعض الأشخاص، وقالوا له هل عندكم شاليه؟ فأجاب محمد بالنفي، فرد رجل من المباحث: هذا وجهه وجه شاليه؟.. هذا وجهه وجه جاخور.

> وهل تم نقلهم بعد ذلك إلى مكان آخر؟

< بعد ان سألوا صديق محمد عن الجاخور وارشدهم عليه، فقيدوه حيث فتشوه فلم يجدوا شيئا، فقاموا بأخذ محمد وصديقيه إلى ساحة قرب الجاخور، حيث ضربوهم ضربا مبرحا، وقال أحد أفراد المباحث لهم بعد ان اظهر سيجارة وقطعة حشيش: إما ان تتعاونوا معنا كمخبرين وتحضروا لنا القضايا أو نضع الحشيش في سيارتكم ونورطكم بقضية، وسنأخذكم إلى إدارة المباحث حيث سنضربكم بشدة وإن ما تم فسنحقنكم بمواد مخدرة ونرميكم في حاوية قمامة.

> هل وجه رجال المباحث اتهامات لمحمد وصديقيه.

< اتهموهم من باب الترويع بقتل الأندونيسية ثم بالسرقة، وذلك بلا دليل ودون سبب واضح.

في المباحث



> وهل تم نقلهم فعلا للإدارة؟

< نعم حيث تم وضع عصابات على أعينهم وتعرضوا لضرب بالغ وتم استخدام الشواية وتعليق محمد من قدميه ورأسه للأسفل حيث كان يصرخ رجليني .. لا استطيع.. ارحموني فقام رجال المباحث بجعل فراش هندي يضع مسحوقا على رجلي محمد ليعاودوا تعذيبه، كما تم تجريدهم من ملابسهم ورش ماء بارد عليهم، واستمر التعذيب من يوم الخميس عندما تم ضبطهم حتى يوم السبت.

> كيف وصل محمد إلى مرحلة أدت لوفاته؟

خضع محمد في ادارة المباحث بالأحمدي لتحقيقين الأول انهار خلاله وتم اسعافه إلى مستشفى شركة نفط الكويت، وعندما تحسنت حالته خضع لتحقيق قاس آخر فانهار ايضا فتم ابلاغ الاسعاف حيث حضر فنيان أحدهما فلسطيني وأبلغا المباحث بأن حالة محمد سيئة للغاية وخطرة وتستدعي نقله للمستشفى غير أن رجال المباحث رفضوا وطلبوا إبقاءه لديهم لأن جسمه كان قد تعرض للسحجات والضرب ولم يريدوا أن يتم اكتشاف أمرهم.



وفاة محمد المطيري



> وماذا حدث بعد ان ساءت حالة محمد الصحية؟

< بعد ساعات من ابقائه في ادارة مباحث الاحمدي وعدم اسعافه فارق الحياة.

> وما الاجراءات التي اتخذتها المباحث؟

< عندما توفى طلبوا الاسعاف من جديد، وتم نقله الى المستشفى حيث تم عمل تقرير طبي بحالته، وقام بذلك 4 اطباء، ثم رفضت ادارة المستشفى ابقاء الجثة لان لونها كان أزرق وهذا يدل على وفاة محمد قبل أكثر من 6 ساعات.

> وماذا حدث لصديقي محمد؟

< بعد وفاة محمد ابقت المباحث جثته 6 ساعات لديها، وخلال ذلك قام رجال المباحث بتعذيب أحد صديقي محمد حيث تم كسر أنفه وقص حلمة ثديه ونقله من مخفر الفحيحيل إلى مخفر الأندلس بتهمة الاشتباه بسرقة، حيث هددته المباحث بالقول: اذا تكلمت عما حدث سنورطك بقضية مخدرات وندخلك السجن، وذلك دليل على خوفهم بعد وفاة محمد حيث طلبوا منه التكتم على الموضوع.



طيب الخاطر



> ومن أبلغ أهالي محمد وصديقيه بما حدث؟

< أخو صديق محمد جاء إلى مخفر الفحيحيل للسؤال فلم يعطوه جوابا، فتم التوسط لدى بعض الاشخاص الذين اتصلوا بمباحث الأحمدي حيث اكدت لهم المباحث ان محمد وصديقيه لديهم للاشتباه فقط بأنهما سارقان.. وقال مسؤول المباحث: ما لكم غير طيب الخاطر.

> وماذا فعل أهل محمد؟

< ابلغهم المستشفى بانهم استلموا الجثة، فجاؤوا لاخذها حيث رفض المحقق منحهم تقريرا طبيا بعد ان سألهم عدة اسئلة عن محمد وحول ما اذا كان لديه قضايا سابقة أو كان مريضا فأبلغوه بانه لم يكن مريضا ولم تسجل بحقه أية قضية.

> وكيف تصرفوا بعد رفض المحقق اعطاءهم تقريرا طبيا؟

< ذهبوا الى مستشفى شركة النفط حيث قابلوا المدير بالإنابة الذي ابلغهم ان الملف ليس لديه بل عند عضو مجلس الادارة، فذهبوا إليه لكنه رفض لقاءهم وابلغتهم سكرتيرته انه لا يعلم شيئا وان كل شيء لدى المخفر، فيما كان قد طلب سرا من المدير وضع التقرير الطبي في ظرف وتسليمه له دون ابلاغ أي شخص.



الجثة



> وهل تم استلام الجثة؟

< نعم واستعجلنا بدفنها لاننا وثقنا بمدير الطب الجنائي الذي اقسم بالله انه لن يسمح لاحد بالعبث بالتقرير، لكننا رغم شهادتنا له بالنزاهة نخشى تحييده وقد طالبت جمعيات حقوقية اميركية وبريطانية بفتح تحقيق بالقضية كما اكدت «الصليب الاحمر» انه في حال ثبوت وجود تلاعب بالتقرير فسيتم نبش الجثة لاعادة فحصها مؤكدة ان ذلك من حقها.



ادعاء كاذب



> وماذا ابلغك صديق محمد بعدما ظل وحيدا؟

< روى لي كيف تم كسر انفه وقص حلمة ثديه وحبس الدم في معصميه ما أدى لتعفن الجلد، وكذلك تم استخدام الشواية معه، وقال لي: كنت انظر من تحت غطاء العينين كيف يعذبون محمد المطيري، ومنعونا من النوم، وكانوا يتوالون على تعذيبنا، فقد كانوا يشكلون مجموعات من «4» اشخاص ويقولون لبعضهم: ما رأيكم ان نتسلى بتعذيبهم؟ كما كان محمد يصرخ ويقول لهم: هل أنتم مسلمون ام ماذا؟ فيجيبون: لماذا تقول ذلك؟ فيقول: لأن تعذيبكم لمسلم بهذا الشكل غير صحيح.

أخطر المعلومات



> أبو مشعل ما أهم ما رواه لك صديق محمد؟

< قال: ان احد رجال المباحث كان أبيض اللون طويل القامة يرتدي دائما ملابس رياضية ويفرق شعره من المنتصف كما ان احد الضباط متهم بقضية تعذيب تدخل فيها احد النواب وضابط كبير عليه قضية بعد تعذيبه مذيعا بإحدى الفضائيات العربية، وكذلك فإن الداخلية اخذت كل الأوراق الخاصة بملف محمد من مستشفى شركة النفط بالاحمدي وتم تحويل القضية من المحقق الى رئيس التحقيق ويقولون ان وزير الداخلية طلب الملف.



ناقوس خطر



> ماذا فعل صديقا محمد بعد وفاته؟

< اما صديقه الأول فقد تدخل احد النواب للافراج عنه وقد اغلق هاتفه بعد اخلاء سبيله وادعى انه لا يعلم شيئا عن الموضوع واما صديقه الثاني الذي روى لي كل تلك التفاصيل فقد استمر حجزه في مخفر الاندلس وقد استشرنا رجل قانون فأبلغنا بضرورة تسجيل قضية وقد اقنعنا صديق محمد بتسجيلها.

> ماذا تقول في كلمتك الأخيرة؟

< لو لم يكن هناك ظهر وسند لهؤلاء الذين اجرموا بحق محمد وصديقيه في المباحث لما تجرؤوا على ذلك واذا لم يتدخل النواب والجمعيات الحقوقية لاجبار الحكومة على تغيير تلك السياسة فما حدث لمحمد سيحدث مستقبلا لكل مواطن كويتي!

 
 
 
هل هذه القصة تحصل في الكويت؟ نعم لا تستغربوا ما قرأتموه بالأعلى حدث بالكويت.
 
أعتقد أننا شاركنا بهذه الجريمة بطريقة أو بأخرى. فكلنا نعلم أن الضرب والتعذيب موجود في المخافر وأجهزة الأمن، بل وكلنا سمع أو رأى تعذيب أو ضرب للوافدين وكنا نسكت وكأن الوافدين ليسوا بشر مثلنا.
 
واليوم يحدث ما يحدث بسبب سكوتنا الطويل.
 
أبشركم أن كل واحد منكم معرض لأن يحصل له ما حصل لمحمد المطيري، ولا عزاء للدستور ولدولة المؤسسات. وإن لم نتدارك الأمر ونوقف هذه المهازل والجرائم والإنتهاكات الخطيرة فسنتحول إلى دولة قمعية بلا شك !

Wednesday, January 12, 2011

جزء مما في قلبي

مقالي اليوم طويل، وقاسي، يعني من الآخر اللي ماله خلق لا يقرا. وأضيف إني منفعل جداً وعشان يكون الكلام متسلسل ما راح أضع روابط.


تعتصرني الغصة والألم وأنا أكتب هذه الكلمات، والله ثم والله أن الكلمات لم تعد تكفي. الحمار والكلب -أجلكم الله-، حيوانات نحتقرها، ولكنها تفهم بالكلام وتفهم بالإشارة، ولكن هناك من هم على هيئة بشر لا يفهمون لا بالكلام ولا بالإشارة ولا بالتهديد ولا بالنصيحة ولا بالمقالات ولا بالخروج للشارع.. فبأي لغة يفهمون؟

عندما يموت مواطن كويتي يوم أمس في مباحث الأحمدي نتيجة التعذيب، والتقرير الطبي يثبت وجود آثار ربط شديد على يديه وقديمه، ووجود آثار كدمات وجروح متفرقة في جسده. ومع ذلك وزارة الداخلية تصدر بياناً قرأه وزير الداخلية في جلسة اليوم ينفي وجود تعذيب.

أنا شخصياً أثبت لكم وجود التعذيب والضرب، بناء على أشخاص داخل وزارة الداخلية قريبون من الحدث.

وفوق هذا، فقد سمعنا أمس بعد الحادثة عن وجود ضغوطات على وكيل النيابة لتكييف الجريمة على أنها جنحة ضرب بدلاً من جناية ضرب مفضي إلى موت. وقد حصل هذا فعلاً، فقد تم تكييف الجريمة أنها جنحة ضرب عادية وأن الوفاة كانت وفاة طبيعية لا علاقة لها بالضرب لأن المجني عليه كان مريضاً بالقلب. وضاع دم المسكين.

نقول دائماً عندما ننتقد الحكومة، أننا ننتقد أفعالهم، بينما أشخصاهم وذواتهم محل احترام وتقدير. وأنا اليوم أقول والله إن ذواتهم وأشخاصهم ليست محل احترام ولا محل تقدير. وأشخاصهم وذواتهم ليست أهم ولا أعز من شخص وذات المواطن محمد المطيري والمواطن عبدالله العنزي -وهذا موضوع آخر تماماً-. فكيف نحترم أناس استمرأوا الكذب؟ وناس أباحوا الظلم؟ وناس امتهنوا الذل؟ وناس اعتادوا تزييف الوقائع؟

والله لا أحترم أشخاص هذه الحكومة شخصاً شخصاً وفرداً فرداً.

البلد بحاجة لمجهود جبار من العمل، كثير من القوانين بحاجة لإصلاح، كثير من الأنظمة بحاجة لتعديل، نحتاج إلى عمل كبير جداً ليس لنتطور، وإنما فقط لنظل دولة دستورية ودولة مؤسسات محترمة، بينما التنمية فهذا موضوع آخر تماماً ومستحيل أن يتم في ظل هذه الظروف.

فكيف نعمل في وجود هذه الحكومة؟

رئيس الوزراء بعد انتهاء الإستجواب قال أمد يدي مع النواب لفتح صفحة جديدة. وفي حفل تكريم قافلة الحرية أمس يرفض أن يصافح وليد الطبطبائي؟! فمن هو الذي يحمل مشاكل شخصية؟ ومن الذي في قلبه مرض؟ ومن الذي يصنع التأزيم؟ وأين هي الصفحة الجديدة التي فتحتها؟ أم هي كالدستور الذي في جيبك؟ دستور بيض الصعو الذي نسمع به ولا نراه ؟!

إن ثورة الشعب وتحركه أمر خطير، ويجب الوقوف عنده، والشعوب لا تثور بين ليلة وضحاها، بل تتدرج الحالة حتى تصل إلى قناعة عامة بضرورة النزول للشارع والتعبير باليد والفعل لأن الكلام والمطالبة لم تعد تجدي نفعاً.

وها قد خرج أمس الشعب الكويتي إلى الشارع، فما الذي قامت به الحكومة لحل المشكلة؟ لا شيء؟ لا لا أبداً، بل اجتهدت في الحكومة وعملت من أجل زيادة الطين بله.

الشعب التونسي، الذي بدأ مظاهرات واحتجاجات منذ عدة أسابيع على نطاق واسع، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى واعتقالات واسعة، لم يسكت ولم يتقهقر، من أجل حقوقه وحقه في العيش الكريم. فما الذي حدث؟ اليوم أعلن الرئيس التونسي إقالة وزير الداخلية والإفراج عن جميع المعتقلين وبدأ تحقيق فوري على مستوى كبير عن فساد كبار المسؤولين في الحكومة. وهذا على فكرة أدنى ما يمكن أن تقوم به أي حكومة للحفاظ على وجودها فقط لا غير، لأن مهما بلغت قوة النظام لا يقدر على مواجهة الشعب.

خرجت قليلاً عن الموضوع، وموضوع يجر الآخر كما يقولون. أعود لموضوع الضحية محمد المطيري.

في بيان وزارة الداخلية، ومن أجل تبرير فعلتهم وتبرئة ساحتهم مما اقترفوه، شهّروا بالرجل، وفضحوه، فسردوا قائمة لما قام به من أفعال وجرائم، وكأنهم يحتجون بها لتعذيبه وقتله !

المثل المصري يقول قتل المقتول ومشى بجنازته، أما وزارة الداخلية قتلت المقتول وداست عليه ومثّلت بجثته.

ما حدث يجب أن يفتح الباب على مصراعيه لتحقيق واسع جداً عن حقيقة وجود التعذيب في مخافرنا وسجوننا؟ فما حصل للمطيري بالتأكيد ليست حالة شاذة، ولكن ما جعلها تطفو على السطح أنها أدت للوفاة، فكم حالة أخرى حصلت لم تؤدي للوفاة وبالتالي لم نسمع بها؟ أنا أزيدكم من الشعر بيت ومعلومات أنا مسؤول عنها، التعذيب موجود وبشكل شبه يومي في المخافر العادية وعلى مواطنين !

رغم كل ما كتبت ما زال الكثير في صدري لم أنتهي بعد.... سأتوقف لمشاهدة مباراة الأزرق الكويتي. ولي عودة في مقال قادم.

ووالله ثم والله لا استجواب ولا لجنة تحقيق باتت تكفي.

Tuesday, January 11, 2011

شركاء في الجريمة

كنت قد ذكرت في مقالة كتبتها مباشرة بعد أحداث الصليبيخات أن انتهاك الدستور يكون بالجملة، وللأسف أن ما ذكرته آخذ في التحقق يوماً بعد يوم.

فبعد أن تعمّدت الحكومة التغيّب عن الجلسات لرفع حصانة نائب لما قاله تحت قبة عبدالله السالم، وتعمدها بعد ذلك ضرب النواب والمواطنين في تجمع سلمي، ثم إقحامها للمقام السامي في الصراعات السياسية، ووصولاً إلى انتشار الأقاويل يوم أمس أن أمن الدولة بدأ ملاحقة المدونين ومستخدمي "التويتر"؛ اليوم وفي حادثة لم نعتد على مثلها أبداً في الكويت متهم كويتي يموت جرّاء التعذيب الجسدي !

هل تنتظرون المزيد؟ انتظروا إذاً فالمزيد قادم.

رسالتي أوجهها إلى:
كل وزير ما زال باقٍ في منصبه في هذه الحكومة،
كل نائب أعطى صوته للحكومة متعاوناً معها،
كل صحفي أو مدوّن برّر فعلة الحكومة،
كل نائب أو ضابط في الداخلية دافع عما فعلته الحكومة،
كل مواطن قال "زين يسوون فيهم" و"عسى"،
وكل إنسان شاهد ما يحصل وآثر السكوت،
أقوم لكم... أنتم شركاء في الجريمة.

Monday, January 10, 2011

حبرها لم يجف

كنت قد ذكرت في المقالة السابقة أن التهدئة الآن مطلوبة من نواب المعارضة، ويجب أن ننتظر، فالحكومة هي من ستخطئ -بدون محد يجيسها-، وستقدم للمعارضة سبباً لمحاسبتها. 

أُثير اليوم في الأوساط "التويترية" أن أمن الدولة بدأ يستدعي بعض المغرّدين في تويتر بسبب ما يكتبونه وينشرونه من تعليقات في الموقع. إن صح هذا الامر فهو مصيبة ولاشك، ولكن في الوقت نفسه هديّة للمعارضة.

الحكومة لم تستطع أن تصبر فقط أسبوع واحد، أسبوع واحد فقط باحترام الدستور والقانون والمواطنين، فهاهي تعود مرة أخرى إلى انتهاك الدستور، وأسامي الموقعين على كتاب عدم التعاون لم يجف حبرها بعد !


في نفس السياق، د. فيصل المسلم يصرّح على هذا الموضوع هنا.

Saturday, January 08, 2011

رسالة لمن أحب





الصورة اليوم، ما بعد الاستجواب، تبدو غير واضحة وضبابية، وسأحاول في هذا البوست سبر أغوار هذا الضباب للكشف عن الصورة المحتملة.

إن استمرار كتلة "إلا الدستور" بالتصعيد سيؤدي وبلا أدنى شك إلى تفكك الكتلة، فكتلة العمل الوطني ستتوقف عند هذا الحد، وبعض المستقلين سيتوقفون أيضاً، وبالتالي سيمضي في هذا التصعيد كتلتا العمل الشعبي والتنمية والإصلاح وبضع نواب مستقلين.

أعلم أن الهدف هو الإطاحة بناصر المحمد من على رأس الحكومة، وهو هدف بات اليوم مشروعاً، فـ 5 سنوات و6 حكومات و8 استجوابات ثمن باهظ جداً دفعته البلد ودفعه المواطنون، وأدى إلى تعطيل التنمية وانتشار الفساد واشتعال الفتنة وغيرها من الأمور.

أمام الشيخ ناصر المحمد حل من ثلاثة حلول، يجب أن يختار من بينها. فإما أن يستقيل ويعترف بأنه فشل في إدارة الدولة، وينهي حياته السياسية بنقطة بيضاء تحتسب له. أو أن يبادر وخلال فترة قياسية بتغيير هذه السياسة التي هي قائمة على مبدأ فرّق تسد، وازدراء الدستور واحتقار مجلس الأمة وانتهاك القوانين، ويجب أن نرى التغيير خلال فترة قصيرة جداً وأن يكون هناك رغبة حقيقية في التغيير. أو أن يستمر سموّه على نفس هذا النهج، وبهذا سيجد نفسه وحيداً -إلا من بعض المنتفعين والمرتزقة- في مواجهة الشعب الكويتي بأكمله !

رسالتي أوجهها إلى كتلة العمل الشعبي وتحديداً للنائب مسلم البراك، التصعيد الآن أمر لن يخدم القضية، وسيؤدي إلى تفكيك كتلة "إلا الدستور" وسينفض "المهتدون الجدد" -إن صح التعبير- من حولكم، وسيجد الخصوم المزيد والمزيد مما يثيرونه بحقكم، فالأفضل خلال هذه المرحلة تهدئة الأمور، وأنا على ثقة أن الحكومة ستخطئ مرة أخرى وتسقط بدون تعب. وبإذن الله سنسقط هذه الحكومة الفاشلة من خلال مجلس الأمة وبالطرق الدستورية.

Thursday, January 06, 2011

ناصر المعظّم !




إن سقوط كتاب عدم التعاون لم يكن أمراً مفاجئاً خصوصاً منذ الأيام القليلة الماضية، وبالتالي لم أحزن ولم أتضايق يوم أمس، بل على العكس تماماً فرحت لموقف الدكتور حسن جوهر.
ولكن الأمر الغريب الذي حصل أمس والذي يجب التوقف عنده، هو ذلك الردح الذي انطلق منذ إعلان تخطي سمو رئيس الوزراء لكتاب عدم التعاون !

اشتغلت الأغاني الوطنية والاحتفالات "المزيّفة" في قنوات الردح، وكأن الشيخ ناصر المحمد قد عاد للتو من معركة فتح فلسطين !
ليست هذه المشكلة، المشكلة الأكبر تلك الأغاني التي صدرت أمس تمجّد وتعظّم بالشيخ ناصر المحمد على نحو لم يسبق له مثيل في تاريخ الكويت !

فأغنية تقول "شفنا معاك الخير يا ناصر الجود" وأخرى تردح بـ" الحمدلله ناصر ناصر" والثالثة تنبطح كما لم نرَ من قبل بالكويت قائلة "يا سيّدي ناصر" !!

حقيقة لا أمزح، ما شاهدته أمس من تلك الأغاني جعلني أشعر بالغربة، فهذه ليست الكويت التي عرفناها. فمنذ متى نرى أغاني تمجيد لرئيس الوزراء ؟!
هذه الأغاني لم نرَ مثلها لسمو الأمير أو لسمو ولي العهد -ولن نراها- فكيف نراها لرئيس الوزراء؟! ولماذا ومن أجل ماذا؟

هذه ليست الكويت التي نعرفها... كويت يردح فيها الرداحة لـ"نجاح" رئيس الوزراء من استجواب ما -جوازاً-، وكويت يتم تعظيم رئيس وزرائها -الذي هو أساساً موظف عام- بهذا الشكل، وكويت تقام فيها الإحتفالات و"المراويس" بمناسبة "انتصار" سموه... ليست الكويت التي نعرف !

إن كان لسمو رئيس الوزراء يد في تلك الأغاني فهذه مصيبة، وإن لم يكن له يد ويراها ويسكت فالمصيبة أعظم ! 

Wednesday, January 05, 2011

D

انتهت جلسة عدم التعاون اليوم -والتي حولتها الحكومة إلى جلسة سرية بدون أي أسباب- بنتيجة 25 صوت ضد كتاب عدم التعاون و22 صوت مع الكتاب وامتناع صوت واحد.

إن من يقرأ هذه النتيجة يستطيع أن يقول أن رئيس الوزراء نجح من هذا الإستجواب بتقدير D ، وباعتقادي أن هذا التقدير كافي لإنجاحه جوازاً، ولكنه في الحقيقة ساقط وكلنا يعلم بذلك.

إن قراءة هذا الاستجواب وقراءة النتيجة التي أسفرت عنه قراءة سياسية "أوليّة" على الأقل، يجعلنا نرى وبوضوح سقوط ناصر المحمد، وأنه حتى "لو" افترضنا أن النواب الذين صوتوا معه صوتوا بقناعة، فإن هذا أيضا غير كافي، فكيف يستمر رئيس الوزراء وهناك 22 عضو من أصل 49 يرفضون التعاون معه؟!

المذكرة التفسيرية للدستور التي يدعي سموّه أن دستورها في جيبه، تقول أنه إذا لاح للوزير أنه فاقد ثقة الأمة وممثليها فإن ذلك كفيل بإحراجه ودفعه للاستقالة. فهل 22 نائب بالإضافة لكل أولئك الذين تجمعوا في الندوات والتجمعات وآخرها التجمع الحاشد أمس في ساحة الصفاة، غير كافي في نظر سموّه ليعرف أنه فقد ثقة الأمة وممثليها؟

إن من ينجح بتقدير D يا سمو الرئيس يعرف أنه نجاح بطعم الخسارة، ويعرف أنه نجاح جوازي، ويعلم أنه نجاح لا يسمن ولا يغني من جوع.


نقطة قبل الختام، اليوم حصل أمران بعثا الفرح والسرور في نفوس الكثيرين بالرغم من نتيجة كتاب عدم التعاون، الأول وهو أن الدكتور حسن جوهر لم يخذل الشعب وصوّت مع عدم التعاون، والثاني أن حسين القلاف قدّم استقالته من مجلس الأمة !

Tuesday, January 04, 2011

يومٌ رائع

اليوم، كان يوماً رائعاً، من أروع الأيام التي مرت في تاريخ الكويت، والتي مثلت تكاتفاً واتحاداً وتوافقاً لم نرَ مثله منذ زمن.

تزامنت ندوتين وطنيتين في مكانين مختلفين من الكويت. كانت في الفنطاس ندوة النائب الحر فلاح الصواغ، وكانت في النزهة ندوة التحالف الوطني الديمقراطي في مقرهم، وكلتا الندوتين كانتا رائعة، جسدت الوحدة الوطنية واتفاق أبناء الشعب الكويتي على ضرورة استقالة هذه الحكومة الفاشلة انتصاراً للدستور وكرامة الأمة.

أنا كنت أحد الحضور في ندوة النائب فلاح الصواغ، والتي تحدث بها عدد كبير جداً من النواب والسياسيين لعل من أبرزهم العم أحمد السعدون ومسلم البراك وخالد الطاحوس وجمعان الحربش ووليد الطبطبائي وفيصل المسلم ومحمد هايف ومبارك الوعلان وسالم نملان بالإضافة لعدد من النواب السابقين والنشطاء السياسيين، وكان عريف الندوة المميز فهيد الهيلم الذي أبدع بالتقديم الرائع للمتحدثين.

في نفس الوقت الذي كان فيه يبدع النواب بالحديث عن انتصار الكرامة وصيانة الدستور، كانوا في التحالف الوطني يتحدثون بذات الحديث، وكان أيضاً في ذات الوقت هناك اجتماع لقبيلة عنزة لإصدار بيان يرفض الاستجواب ويؤكد على طاعة ولي الأمر -الذي زُج به فيما يحصل زوراً وبهتاناً-، فقام شباب من قبيلة عنزة ورفضوا الأمر وتحدوا شيخ القبيلة قائلين "والله أكرم علينا أن تقطع رؤوسنا عن أن يصدر بيان باسم القبيلة يتخلى عن جمعان الحربش ويتزلف للسلطة".

الصورة واضحة للأعمى، فما بالكم بمن يملك عينين؟ صدق المولى عز وجل حين قال "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور".

من الأمور الرائعة التي حدثت اليوم في ندوة الصواغ، أنه عندما ذُكر اسم الدكتورة الرائعة أسيل العوضي اشتعل الحضور تصفيقاً استمر طويلاً، احتراماً وإعجاباً وتقديراً لهذه العضوة الفاضلة التي وقفت موقف يعجز عنه أشباه الرجال.


ما حدث اليوم أمر رائع، فعلاً أقولها، من النادر أن يتفق الشعب الكويتي على أمر كهذا، وهي رسالة واضحة جليّة لا تحتاج قراءة على رفض الشعب لهذه الحكومة ورئيس وزرائها، ولكن لا حياة لمن تنادي.. فهذه الحكومة عمياء البصر والبصيرة.


نقطة أخيرة: غداً، الساعة 7 مساء، في ساحة الصفاة، مهرجان خطابي جماهيري حاشد، بحضور عدد كبير من ممثلين الأمة، أتمنى من الجميع الحضور والمشاركة. وللتعبير عن رفضك للحكومة وللتعبير عن عدم تعاونك مع رئيسها أشعل أنوار سيارتك غداً نهاراً وانت متجه إلى عملك أو عائد منه.

Sunday, January 02, 2011

نجح... وبامتياز

الاستجواب الذي قدمه نواب كتلة "إلا الدستور" لرئيس مجلس الوزراء بناء على انتهاكه للدستور وقمعه للحريات العامة، هو استجواب ناجح، وقد أثبت نجاحه خلال الأيام القليلة الماضية.

الحركة الشعبية الواسعة التي شملت كل مناطق الكويت، وشملت كل فئات المجتمع الكويتي، هي دليل كافي على نجاح هذا الاستجواب، فعندما يعلن الشعب عن عدم تعاونه مع رئيس الوزراء، لا يهم بعد ذلك ماذا يقرره النواب و"النوائب" تحت قبة عبدالله السالم.

قد لا تكون الصورة واضحة بالنسبة لكم... كيف نجح الاستجواب؟ سأخبركم كيف نجح بحادثة حقيقية وقعت قبل أيام.

أثناء التجمع الذي حصل أمام ديوان الحويلة قبل أيام، حصل بداية تشابك بالأيدي بين أحد الحضور وبين أحد أخوة الحويلة نشرت صوره بعض الصحف. وبالتحديد كان التشابك بين أحد أبناء عمومة الحويلة وبين أخو النائب الحويلة. وقد كان أحد أصدقائي يعرف هذا الشخص الذي هو أحد أبناء عمومة الحويلة وعندما سأله عن تفاصيل ما حدث، قال: ذهبت مع مجموعة من المواطنين للتجمع سلمياً أمام منزل الحويلة لمعرفة موقفه من كتاب عدم التعاون، فخرج علينا أخ الحويلة وطردنا ! فبدأ الموضوع بكلام تحول إلى صراخ بيني وبينه ثم بداية تشابك فقاموا الناس بالتفريق بيننا واختفى أخ الحويلة داخل البيت.
فرد عليه صديقي: ولكن أليس الحويلة من أبناء عمومتك؟ فجاوبه هذا الشخص الذي لا أعرفه: اترك عنك ابن عمي وأخي... القضية قضية وطن !

بعد هذه القصة الرائعة ألا أستطيع أن أقول أن الاستجواب نجح؟ وبامتياز؟


قبل أن اختم، هذه كلمات رائعة وصلتني لا أعرف قائلها، فوددت أن أشارككم بها:

علميهم يا أسيل

علمي زنيفر
معنى الرجولة
علمي عسكر
كيف البطولة

علميهم يا أسيل

علمي القلاف
وش هي الكرامة
علمي سعدون
معنى الشهامة

علميهم يا أسيل
 
علمي دميثير
الإباء
علمي العدوة
الكبرياء
 
علميهم يا أسيل

علمي
معصومة
ودشتي
وسلوى
كيف موقف
النسوة
حتى أصبحن للرجال
أســوة
 
علميهم يا أسيل

علمي العمير
كيف الصمود
علمي الخرينج
حفظ العهود

علميهم يا أسيل

علميهم
معنى الإرادة
علميهم
كلمة الحق عبادة

علميهم يا أســــــــــــيل
ياالأصـــــــــــــيلة
بنت الأصـــــــــــــــيل

عـلمي الحويله
الشهامه
علمي الميع
الأباء

علمي دليهي
النزاهه
علمي الحريتي
الكرامه

علميهم يا اسيل كيف كبرياء النخيل

واقعنا جدا هزيل
في زمن جوهيل هبيل
وحطبه دامه غبي