كنت أتصفح جريدة الجريدة، فلفت انتباهي زاوية يومية خلال شهر رمضان اسمها "هذا الصحابي أحبه"، يسألون بها كل يوم فنان او شخص مشهور عن أكثر الصحابه حباً له أو تأثراً به.
فقلت لنفسي لو سُئلت هذا السؤال ماذا سيكون جوابي؟ فقفز إلى ذهني على الفور وبدون تفكير اسم الصحابي الجليل ضِرار بن الأزَوْر.
أكاد أجزم أن كثيراً منكم لا يعرفه، بل أن عدداً ليس بالقليل يسمع باسمه للمرة الأولى.
شيء مؤسف حينما نحفظ تاريخ الدول وعظماء الأمم ولا نعرف عن تاريخنا وعظمائنا شيئاً، تعالوا لنعرف القليل واليسير عن هذا الصحابي الجليل، عن هذا الفارس المغوار، عن هذا المجاهد الشجاع.
لن أتحدث عن نسبه وتاريخه وما إلى ذلك من هذه الأمور، وإنما سأتحدث عما فعله هذا الرجل، فليس الفتى من قال كان أبي وإنما الفتى من قال ها أنذا.
من ألقابه قاتل الملوك الذي لقّب به نفسه، لأنه قتل الكثير من الملوك أثناء المعارك، فكان دائماً في الطليعة ومتقدماً على أقرانه وسباقاً لقتل الأعداء. أما اللقب الذي أطلقه أعداؤه عليه فهو الشيطان عاري الصدر !
كان ضرار بن الأزور مقاتلاً من الطراز الأول، شجاعاً مقداماً يخترق الصفوف بلا خوف أو تردد، مما جعل سيف الله خالد بن الوليد يعتمد عليه اعتماداً كبيراً في فتوحاته بالشام، لدرجة أن أصبح ضرار هو الرجل الثاني في الجيش بعد خالد.
وأما سبب اللقب الغريب الذي أطلقه عليه أعدائه، فكان في معركة أجنادين بين المسلمين والروم، وكان عدد الروم 90 ألف مقاتل، بينما عدد المسلمين يقارب الـ30 ألف مقاتل فقط.
وتميز ضرار في هذه المعركة، فأحدث مقتلة عظيمة في صفوف الروم على الرغم من تفوقهم العددي، وفي أثناء المعركة ومع اشتداد الحر خلع ضرار بن الأزور درعه وقميصه لكي يستطيع التحرك بخفة، فما إن رآه الأعداء عاري الصدر حتى قالوا هذه هي الفرصة التي لن تعوّض لنقتل الرجل الذي أزعجنا منذ بداية المعركة فهو الآن بلا درع يحميه، فتجمع عليه الجنود حتى كاد لا يرى، فقتلهم جميعاً بلا استثناء، وخرج بين بينهم بلا خدش، فأطلقوا عليه لقب الشيطان عاري الصدر، وانتشرت هذه الأسطورة في صفوف الأعداء بسرعة رهيبة، بل تعدت هذا الجيش إلى جيوش الروم الأخرى، وأصبح بعد ذلك يقاتل عاري الصدر متعمداً ليرهب الأعداء، فما أن يروه حتى يفرون من أمامه قائلين "جاء الشيطان عاري الصدر.. جاء الشيطان عاري الصدر" !
كذلك من بطولاته الرائعة، عندما ولّاه خالد بن الوليد القيادة على الحرس المتحرك في معركة اليرموك، الذي كان مكلفاً بأن يلتف من وراء الجبال والسهول ليكون خلف صفوف جيش الروم، فيحاصر المسلمون الروم بطريقة الكماشة، وقد نجح في هذه المهمة رغم صعوبتها، فقد حصّن الروم ظهورهم بالجبال والهضاب ولكن ضرار استطاع أن يلتف حول كل تلك الجبال ويقطع مسافة كبيرة جداً، وانتصر المسملون في هذه المعركة بفضل الله ثم ذكاء خالد ثم قدرة ضرار بن الأزور !
أما وفاته رضي الله عنه فقد اختلفت الروايات، فرواية تقول أنه استشهد في معركة اليمامة، ورواية أخرى تقول أنه توفي بطاعون عمواس في الأردن.
للأسف أن المصادر على الإنترنت قليلة جداً وشحيحة في تاريخ هذا البطل العظيم، وهذا ما استطعت أن أجمعه من هنا وهناك عن هذا البطل، ولكن مازالت هناك الكثير من المواقف الرائعة التي لم تسعفني الذاكرة لذكرها هنا.
سأحاول أن أبحث في كتب التاريخ الإسلامي عنه أكثر، فقد تعرفت على هذا الصحابي الجليل منذ فترة، من خلال سيرة خالد بن الوليد الصوتية للدكتور طارق السويدان، وتأثرت به وأعجبت به أشد الإعجاب، واكتشفت أن هناك الكثير من الأبطال والعظماء في تاريخنا ولكننا للأسف لا نعلم عنهم شيئاً.
ضرار بن الأزور، بطل إسلامي لن يتكرر، لا أقول لنحاول أن نكون مثله... ولكن على الأقل لنحاول أن نعرفه !
13 comments:
مقال رائع
ومعلومات مفيدة
جزاك الله خير
معلومة قيمة صراحة أنا أول مره أسمع عنه
قواك الله
استكانة/
وياج انشالله :)
تواجدج الرائع
حياج الله
عين بغزي/
يسعدني اني قدرت افيدك :)
حياك الله
شكرا اخوي ..
معلومات مفيد جدا جدا
اعرفة بلقبه عاري الصدر واعرف اثر الموقف في الغزوات ولكن لتوا علمت اسمه وسيرته
شكرا شكرا
مركبنا/
يسعدني ان الموضوع أفادج بمعلوماته البسيطة :)
حياج الله
معلومة مفيدة وحلوة وانا الصراحة اول مرة اسمع عنه معنى درسنا هالمعارك !لكن ولا مرة ذكروا اسمه فيهم او يمكن انا ما اذكر ..
شكرا =)
السياسية/
للاسف ان الكثيرين ما يعرفونه
مع انه كان له دور جدا بارز في فتوحات الشام
رحمه الله ورضي عنه
حياج الله
السلام عليكم
موضوع جميل أشكرك علية
حقوقي إذا تحب عن صحابي شجاع فا اقرا عن ثمامة بن امام
تقبل تحياتي و جزاك الله خير على هالموضوع الطيب
اخوك مشاري السندي
مشاري/
وعليكم السلام
يسعدني انه نال اعجابك :)
وانشالله سأقرأ عن ثمامة بن امام
شكرا لك مشاري
حياك الله
لا أعتقد أنه قتل في معركه اليمامه .. فمعركه اليمامه من معارك المرتديين
أما أجنادين واليرموك فكانت في فتوحات الشام التي تأتي بعد حروب الرده
كان لضرار دور رئيسي في إيقاف الكمين المدبر لخالد بن الوليد في معركه اجنادين من قبل قائد الروم وردان .. وقد قتل وردان على يد ضرار في ذلك الكمين
لم أكن أعرف الكثير عن ضرار حتى سمعت سلسلة خالد بن الوليد للدكتور طارق السويدان
فمن أراد التوسع في معرفه سيره ضرار .. أنصحه في إقتناء تلك السلسلة
من أجمل قصص سيرته .. قصه القبض عليه من قبل الروم وكيف شاركت أخته في المعارك حتى تمكن من الإفلات منهم
رضي اللهم عنهم .. كانو رجال بمعنى الكلمه .. فمن سمع عنهم لن يصف أحد اليوم بالرجل !!!
كويت بلوقر/
فعلا هذه من المواقف الرائعة
التي غابت عن ذاكرتي
سيرة خالد بن الوليد التي اعدها د.طارق السويدان
كانت رائعة وحملت الكثير من قصص ضرار
اشكرك على الاضافة
حياك الله
Post a Comment