انطلقت في يناير 2009، وكانت متميزة منذ اليوم الأول، أثبتت وما زالت تثبت نجاحها، أعادت للطيران الكويتي سمعته التي ذهبت أدراج الرياح... انها الخطوط الوطنية.
أحببت اليوم أن أكتب عنهم، إعجاباً بهم، ولأنهم يستحقون المديح والثناء، فحياتنا ليست كلها انتقادات وسخط. وبما أني قد وعدت بأن أقلل "الجرعة" السياسية في المدوّنة، فلكي أثبت حسن نواياي ها أنا أبدأ أول بوستات المدوّنة الجديدة بعيداً عن السياسة.
أكتب اليوم عن هذه الشركة عن تجربة حقيقة، وليست مجرد كتابة إنشائية. فقد سافرت على متن طيران الوطنية مرتين، وفي كلا المرتين استمتعت حقاً بالرحلة، فكما كانت تقول دعايتهم أن التحليق بالهواء أمر ممتع فاستمتع به، فقد كانوا "عند كلمتهم"، وكما يقول شعارهم "بكل سرور"، فهم حقاً يعاملونك ويضيفونك بكل سرور.
بداية لنبدأ من مبنى الشيخ سعد العبدالله للطيران، فرحلات الوطنية لا تنطلق من مطار الكويت الدولي كبقية الشركات، بل تنطلق من مكان آخر، وهذه بحد ذاتها ميزة وليست عيب كما يراها البعض وأبين لكم لماذا.
يقع مبنى الشيخ سعد للطيران على طريق صبحان، والوصول إليه جداً سهل، أسهل مما تتصورون، فبمجرد اقترابكم من صبحان، ستجدون الكثير من هذه اللوحات التي سترشدكم إلى المبنى.
ما يميز هذا المطار أنه خفيف جداً وغير مزدحم، بعكس مطار الكويت الذي يكتض بالمسافرين مما يجعل رحلتك تبدأ "بعوار راس" و"رفعة الضغط".
ما ان تصل إلى أبواب المطار حتى يستقبلك موضفوا الشركة بابتسامتهم العريضة وبملابسهم البنفسجية الأنيقة، ويقومون بإرشادك إلى كاونتر وزن الأمتعة.
وبعد أن تنتهي من وزن أمتعتك -بدون زحمة- تتوجه إلى صالة الإنتظار الصغيرة، المكونة من مجموعة من الكراسي محاطة بمحلين أو ثلاثة كمحلات المطار التي تبيع المواد الغذائية والسجائر وغيرها. وفي الطابق الأعلى تجد مقهى ستاربكس مع مجموعة كبيرة ومريحة من الكراسي للإنتظار.
وحين تنتهى لحظات الإنتظار تنتقل إلى الطائرة، والتي يستقبلك عند بوابتها المضيفين بابتسامة ودودة.
تجلس على كرسيك وأنت تستمع إلى أنغام الموسيقى الهادئة القادمة من سماعات الطائرة، وتستمتع بمنظر الكراسي الجلدية البيجية النظيفة المزينة باللون البنفسجي.
وقبل أن تنطلق الطائرة تدور المضيفات بعبوات الماء البارد، وقبل أن تنزل يودعونك بقطع الشوكولا اللذيذة، وما بين هذا وذاك تعيش ملكاً في الطائرة متمتعاً بخدمة فايف ستارز لا تحلم أن تجدها حتى في الدرجة الأولى في الخطوط الجوية الكويتية !
ولا أريد أن أتحدث عن جودة الطعام المقدم على متن الطائرة، والخدمات الأخرى الكثيرة مثل ميزة التحدث بالهاتف النقال أثناء الرحلة.
وطبعاً قبل كل ذلك، يجب ألا نغفل الأسعار التنافسية لتذاكر الخطوط الوطنية، فأسعارها تقترب كثيراً من أسعار طيران التوفير، والكثير يعتقد أنها من فئة طيران التوفير لرخص أسعارها.
نقطة أخيرة لا أود نسيانها، وهي مدى سهولة الحجز عن طريق موقعهم الإلكتروني، ومع أني من الناس الذين لا أفضل الحجز أو الشراء عن طريق الانترنت، إلا أن مدى سهولة الحجز عن طريق موقعهم دفعني للحجز عن طريقه.
كل ما كتب في الأعلى حقيقي، وعن تجربة شخصية، وليست دعاية أو كلام جرائد، وأعلم أن هناك الكثير لم يجربوا الإستمتاع بالسفر على متن الخطوط الوطنية، ولكن أتمنى أن يجربوها ليعرفوا الفرق، ويعرفوا مدى صدق شعارهم.
le Koweit