Pages

@LeKoweit لكل من يود التعليق أو المناقشة حول المقال يسعدني ذلك عبر حسابي على التويتر

Tuesday, April 26, 2011

أيها النتن.. أنا طائفي

أيها النتن أيها المنحرف أيها الطائفي البغيض.. أيها المخبول أيها الملتوي أيها القذر.. ألم تعد تكفيك نتانتك السابقة خلال أعوامك الماضية لتزيدها نتانة على نتانة؟ أليس هناك من يوقفك عند حدك؟

" حسين القلاف: بالاصالة عن نفسي وعن شريحه كبيره من الكويتيين نعتذر لفخامة الرئيس المقاوم بشار الاسد ولأشقائنا السوريين عن الإساءه التي صدرت من النواب التكفيريين كما نؤيد كافة الأجراءات التي يتخذها النظام اتجاه المخربين والعابثين في أمن العربيه السوريه "


تؤيد المجازر التي يقوم بها ذلك البعثي السفاح ضد شعبه بحجة أن النظام السوري ساندنا أيام الغزو، بينما التخريب الذي قام به البحارنة في البحرين والمطالبة بإسقاط النظام كان ثورة ومطالبات مستحقه وأمر مسموح وكأن النظام البحريني هو من غزانا !

أي ازدواجية تلك التي تتعامل بها أيها النتن؟

لقد خلعت أقنعتك الزائفة كما تخلع عمامتك عند عدم الحاجة إليها، ولم تعد تخشى شيئاً.. هل لأن ايران بدأت في فرد عضلاتها؟

عندما تم القبض على شبكة تجسس ايرانية تخريبية تباكيت عليها، وعندما سُبّت أم المؤمنين لم نرى لك موقفاً، وعندما ضُرب المواطنون الكويتيون شكرت قوات الأمن... ألم يكفك كل هذا الخزي والعار والنتانة؟ ماض أسود من لون عمامتك.. وطائفية بغيضة كوجهك.. ومعايير ملتوية كمواقفك المخزية.

نطالب برحيل رئيس الوزراء فنسمى تأزيميين وتخريبيين و و و و ...إلخ.. بينما في البحرين يكسرون ويخربون ويحرقون ويطالبون بإسقاط النظام لا بأس فلهم حق في ذلك !

بئساً لك... بئساً لك وبئساً لكل طائفي نتن يتبعك.

وإن كان البعض لا يريد أن يهاجم هذا النتن لكيلا يوصف بالطائفية، فأنا أقول إن كانت مهاجمة الطائفيين طائفية؛ فليشهد الثقلان أني طائفي !

Sunday, April 24, 2011

هل الدستور كافي؟

إن من يتذوق طعم النجاح، لن يقبل بلا شك أن يستبدله بأي طعم آخر. ومن يجرب هواء القمة، لن يعجبه هواء السفح. وهذه طبيعة البشر، بل هذا المنطق الطبيعي.

فالشعوب التي عاشت الديمقراطية كاملة وجربتها، لن تقبل بأن ينتقص منها ولو قيد أنملة. والشعوب التي عاشت الديكتاتورية على مدى عقود، قد تقبل بديمقراطية أقل من الكاملة لأنها تعتبر بالنسبة لهم صعوداً وليس نزولاً.

إن المنطق الطبيعي يستوجب علينا أن نستمر في الصعود، لا أن نهبط.

في الكويت، عندما كنا الشعب العربي الوحيد الذي يمارس شبه ديمقراطية حقيقية، وكنا الدولة الوحيدة التي تمتلك شبه حرية فعلية، كنا راضين ومستمتعين بأننا أعلى وأفضل من الآخرين، وبأننا نملك ما لا يمكله غيرنا.

أما اليوم، وبعد التغييرات الجذرية التي شهدتها وتشهدها المنطقة، والتي باتت تدفع بالمنطقة إلى الديمقراطية دفعاً، فإنه ليس من المنطق ولا من العقل أن نتراجع بينما غيرنا ممن لم يجربوا الديمقراطية قط أصبحوا يتقدمون.

فشبه الديمقراطية التي كانت ترضينا بالأمس، لم تعد كافية اليوم، والحرية المنقوصة التي كنا نتقاسمها أصبحت قليلة جداً اليوم ولم تعد تكفينا.

سألني الدكتور مرضي العياش هل نظرتنا إلى دستورنا ما زالت هي هي أم تغيرت؟

من وجهة نظري، بلا شك فإن النظرة للدستور اليوم تغيرت. فلم يعد يرضينا كما بالسابق، لم يعد هو قمة المراد كما في السابق. في السابق كان جل ما نريده هو التطبيق الكامل للدستور، فقط، ومع ذلك لم نحصل على ما نريد. فكم مرة تم تعطيل الدستور؟ وكم مرة تم الإلتفاف عليه؟ وكم مرة تم تفريغه من محتواه؟ وكم مرة تم ازدراءه واحتقاره؟

كان مطلبنا طوال العقود الماضية هو تطبيق هذا الدستور، الذي هو دستور الحد الأدنى حقيقة لا مجازاً، كنا نريده أن يطبق فقط، ومع ذلك لم نحصل على مرادنا لأنه كان في نظر السلطة مطلباً "كبيراً" لا نستحقه.

اليوم، وأما وأن الواقع تغير، وتغير الواقع يفرض علينا أن نتغير معه، وأصبحت شبه الديمقراطية التي كنا بها فرحين، تصنفنا في خانة الدول المتخلفة، وتضعنا في المؤخرة لا في المقدمة كما كنا، فإننا يجب أن نطالب بدستور أفضل، دستور يستكمل مقومات الدولة الديمقراطية الحقة والحرية المحترمة. ولنرفع سقف طموحنا ومطالبنا نحو الأعلى، فتطبيق هذا الدستور فقط لم يعد كافياً، ومعركتنا مع السلطة يجب ألا تكون لتطبيق هذا الدستور، وإنما يجب أن تكون لتعديله لكي يستكمل الديمقراطية الفعلية والحرية الكاملة.

Friday, April 22, 2011

قصة وقصيدة

هذه المرة قصة وقصيدة للاستمتاع... والاستمتاع فقط.

هي قصيدة من أشهر وأروع قصائد الرثاء، ولعل قصتها معروفة أيضاً، ولكن لا مانع من وضعها فإن الجمال لا يُمل منه.

غضب عضد الدولة في العام 238هـ على الوزير ابن بقية الملقب بنصير الدولة، لأنه كان كريماً جواداً يطعم الفقراء والمساكين، فذاع صيته في البلاد وأصبحت شعبيته تفوق شعبية الحاكم نفسه عضد الدولة، وكان عضد الدولة يحقد عليه لأسباب قديمة. فقام بقتله بأن رماه تحت أرجل الفيلة، ثم قام بصلبه وعلّقه في أحد الميادين في بغداد.
فرأى هذا المنظر أبو الحسن الأنباري، فقال فيه قصيدة تعتبر من أروع ما قيل في الرثاء، وظلت خالدة إلى اليوم، ولم تشتهر للأنباري أي قصيدة قبل أو بعد هذه القصيدة.
فاستطاع الأنباري بقصيدته هذه تحويل المشهد من النقيض إلى النقيض، وغيّر اللون من الأسود إلى الأبيض ببراعة وجمال. فحوّل مشهد المقتول والمصلوب إلى شيء في غاية الروعة !
فانظروا لروعة هذه القصيدة.

 
علو في الحياة وفي الممات

كأن الناس حولك حين قاموا

كأنك قائم فيهم خطيبا

مددت يديك نحوهم احتفاءً

ولما ضاق بطن الأرض عن أن

أصاروا الجو قبرك واستعاضوا

لعظمك في النفوس تبيت ترعى

وتوقد حولك النيران ليلا

ركبت مطيةً من قَبْلُ زيدٌ

وتلك قضية فيها أناسٌ

ولم أر قبل جذعك قط جذعا

أسأت إلى النوائب فاستثارت

وصير دهرك الإحسان فيه

وكنت لمعشر سعدا فلما

غليل باطن لك في فؤادي

ولو أني قدرت على قيام

ملأت الأرض من نظم القوافي

ولكني أصبر عنك نفسي

ومالك تربة فأقول تسقى

عليك تحية الرحمن تترى





































لحقٌ أنت إحدى المعجزات

وفود نَداك أيام الصلات

وكلهم قيامٌ للصلاة

كمدهما إليهم بالهبات

يضم علاك من بعد الوفاة

عن الأكفان ثوب السافيات

بحراسٍ وحفاظ ثقات

كذلك كنت أيام الحياة

علاها في السنين الماضيات

تباعد عنك تعيير العداة

تمكن من عناق المكرمات

فأنت قتيل ثأر النائبات

إلينا من عظيم السيئات

مضيت تفرقوا بالمنحسات

يخفف بالدموع الجاريات

بفرضك و الحقوق الواجبات

وبحت بها خلاف النائحات

مخافة أن أعد من الجناة

لأنك نصب هطل الهاطلات

برحمات غواد رائحات
 
ومن شدة جمال القصيدة، ومن عظم الرثاء الذي بها، لما سمعها المعتضد -الذي قتل الوزير- بكى وتمنى لو أنه كان مكان الوزير المقتول وأن هذه القصيدة قد قيلت فيه !

Tuesday, April 19, 2011

مرحباً بالتأزيم

أسبوعان قد مروا منذ تكليف الشيخ ناصر المحمد بتشكيل حكومته السابعة على التوالي، وإلى الآن لا شيء في الأفق.

ما الذي ينويه سموّه؟ هل ستظل البلد هكذا معلقة لفترة طويلة؟ هل ستظل البلد بلا حكومة دستورية؟

حكومة تصريف العاجل من الأمور لا ينبغي أن تستمر لفترة طويلة، فهذا أمر غير مرغوب به، خصوصاً وأنها حكومة لا يمكن محاسبتها لأن وزرائها مستقيلين أساساً. ولكن هذا لا يعفي رئيس الوزراء من المحاسبة كما يرى الدكتور عبيد الوسمي، فتأخيره في تشكيل الحكومة يعد تقصيراً منه يستوجب المحاسبة السياسية وتحديداً الاستجواب، سواء الآن أو بعد التشكيل.

ما يقوم به الشيخ ناصر المحمد لهو التأزيم بعينه. تأزيم سيء يتحدى به الجميع ويضرب به مصالح البلاد والعباد بعرض الحائط من أجل أهداف تافهة في رأسه تنم عن جهل وقصر نظر.

فالمتضرر الآن ليس المجلس والديمقراطية والدستور فقط، بل حتى الشباب الذين ينتظرون التوظيف، فقد عُلّقت طلباتهم لأن الحكومة مستقيلة، ومازالوا ينتظرون لأن سموّه يريد أن يلعب ويريد أن يعطّل المجلس وأن "يمطط" الموضوع حتى تدخل الإجازة الصيفية للمجلس وينتهي دور الإنعقاد الحالي.

إذا كان سموّه لم يستطع تشكيل حكومته رغم مرور أسبوعين حتى الأن، فهو إذا عاجز وحريّ به أن يعتذر عن المنصب، فهو تكليف وليس تشريف.

هل ينوي سموّه التأزيم؟ عموماً نحن أحق بالتأزيم منه، فنحن من سئمنا هذا المجلس المختطف وتلك الحكومة السيئة الفاشلة -برئيسها ونهجها وأشخاصها-. وإذا كان سموّه حقاً ينوي التأزيم... فـمرحباً بالتأزيم !

Sunday, April 17, 2011

قصة من التاريخ

كان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أميراً على الكوفة في عهد الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمير المؤمنين. فشكا أهل الكوفة إلى أمير المؤمنين بأن أميرهم سعد بن أبي وقاص لا يقسم بالسويَّة، ولا يعدل في الرعية، ولا يغزو في السرية. فقرر عمر بن الخطاب التحقيق في هذا الأمر رغم أن الشكوى كانت في حق سعد بن أبي وقاص. أتعلمون من هو سعد بن أبي وقاص؟

هو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه سادس من أسلم، وخال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو الذي قال له الرسول عليه الصلاة والسلام في غزوة أحد ارم يا سعد فداك أبي وأمي، وقال سعد عن هذه الحادثة لقد جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه، وما جمعهما لأحدٍ قبلي.

أرسل عمر بن الخطاب إلى الكوفة الصحابي محمد بن مسلمة رضي الله عنه لينظر بنفسه في صحة شكوى أهل الكوفة. فطاف محمد بن مسلمة بقبائل الكوفة وعشائرها ومساجدها وأسواقها يسأل الناس عن أميرهم سعد بن أبي وقاص، فكان الكل يثني عليه، إلا رجل واحد فقط قال أنه لا يقسم بالسوية ولا يعدل في الرعية ولا يغزو بالسرية.

وعندما رجع محمد بن مسلمة للمدينة وقال لأمير المؤمنين ما شاهده وسمعه، وما قاله ذلك الرجل؛ بعث عمر بن الخطاب لسعد بن أبي وقاص بأن يقدم عليه إلى المدينة وأن يستخلف على الكوفة من يراه أهلاً لذلك.

فعزله عمر رضي الله عنه رغم مكانة سعد بن أبي وقاص، وقال له: والله أعلم أن ما يقولونه عليك ما هو بحق، ولكني أخشى الفتنة. فشهادة رجل واحد -وإن كانت غير صحيحة- كانت كفيلة بعزل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، سادس من أسلم وخال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد العشرة المبشرين بالجنة.

Wednesday, April 13, 2011

اسرائيليات السلطة

أهم فكرة يجب أن نعيها جميعاً وتعيها السلطة بالكويت؛ أن المناصب تكليف وليست تشريف.

ولكن كما يبدو أن هذه الفكرة تعد من قبيل الاسرائيليات في نظر السلطة، فهي تسمع بها ولكن لا تصدقها ولا تكذبها.

بل إن رئيس الوزراء نفسه يؤمن بأن المنصب تشريف وليس تكليف، فكل مرة يعاد "تكليفه" يفرح بأنه "تشرّف" بثقة سمو الأمير ! ويطبّل المطبّلون بأن سموّه نال ثقة صاحب السمو "وتشرّف" بها !

لن نبرح مكاننا، وسنظل نرجع للوراء، طالما هذه الفكرة هي المسيطرة.

اختيار الوزراء في الحكومة لا يكون بناءاً على كفاءاتهم وإنجازاتهم، بل لتشريفهم وولاءاتهم.

فهناك وزير عازمي، تم اختياره ليس لكفاءته وإنما لكونه عازمي، وهناك وزير مطيري اختير لأنه مطيري، والآخر اختير لأنه شيعي، وذاك اختير لأنه محسوب على التجار... وهلم جرا.

أما الجانب الآخر للاختيار، فهو الولاء. والولاء هنا لا يقصد به الولاء للوطن، فكلنا نحب وطننا وموالين له، بل الولاء للأشخاص فقط، وأما الكفاءة والتخصص والقدرة فلا مكان لهم أبداً على طاولة الاختيار.

كيف نتوقع أن نتطور ومازالت الأفكار التي تدير الدولة أفكار ومبادئ دولة عشائرية متخلفة؟

Tuesday, April 12, 2011

قلوبنا لله والأجسام للغبراء والأرواح للأوطان

هي قطعة فنية من تلك القطع التي صنعها الشاعر الفذ فهد العسكر رحمه الله. قصيدة صاغ بها الإبداع فأبدع أيّما إبداع. 

من باب التغيير، وكسر روتين المقالات، ومن باب ما أشبه اليوم بالأمس... بل إن اليوم لم يتغير عن الأمس حتى يشبهه بل مازال هو هو؛ فسأضع هذه القصيدة، أو تحديداً جزء منها فقط لأنها طويلة جداً.

فاستمتعوا بها



وَطَني، وَصَيَّرنا الزَّمانُ أذِلَّةً لِنَعيشَ في الأوطانِ كالعُبْدَان؟
نعصي أوامرَ كلِّ فردٍ مُصلحٍ والدِّينُ ينهانا عن العِصيان
والخَتْلُ والتّدجيلُ قد فتَكا بنا وتَقودُنا الأطماعُ كالعميان
كلٌّ بميدانِ اللذائذِ والهوى تلقى عَوَاطِفَه بغيرِ عنان
ذو المال نَغفِرُ ذَنبَهُ وَنجلُّهُ أبدًا فَتَلقاهُ عظيمَ الشَّان
أمَّا الفقيرُ فلا تَسَل عن حالِهِ حالٌ تُثيرُ لواعجَ الأشجان
والحُرُّ نُشبعُهُ أذىً ونُذيقُهُ سُوءَ العذابِ ولا يزالُ يُعاني
ونُحيطُ بالتَّعظيمِ كلَّ مُنافق باعَ الضَّمير بأبخس الأثمان
ما نحنُ في وطنٍ إذا صَرخَ الغيو             رُ به يرى نَفَرًا من الأعوان
ما نحنُ في وطنٍ إذا نادى الأبـ ـيُّ بهِ يُجابُ نِداهُ يا أقراني
وطنٌ به يتجرَّعُ الأحرارُ وا أسفاهُ صَابَ البُؤس والحرمان
وَيلاهُ أجنحةُ الصُّقور تكسَّرت والنَّسرُ لا يقوى على الطَّيران
وأرى الفضاءَ الرَّحب أصبحَ مسرحًا واحسرتا، للبُومِ والغِربان
والليثُ أمسى بالعَرينِ مُكبَّلاً والكلبُ يرتَعُ في لحُومِ الضَّان
ما أن يُطبِّل في البلاد مُطَبِّلٌ حتى تُصَفِّقَ عُصبَةُ الشَّيطان
أو كُلَّما نَعَبَ الغُرابُ وغصَّ في تَنعابه نَعَبَ الغُرابُ الثَّاني
فلِمَ التَّخاذُلُ والعُروبَةُ أمُّنا ولمَ الشِّقاقُ ونَحنُ من عَدْنان؟
ولمَ التَّفاخرُ بالموائدِ والملا بسِ والأثاث وشَاهق الجُدران؟
ولمَ التَّعصُّبُ بالمذاهب، يا بني الـ أوطانِ، وهو أساسُ كلِّ هوان؟
فقلُوبنا للهِ والأجسامُ للـ ـغبراءِ والأرواحُ للأوطانِ
فَتعَاضدوا وتكاتَفوا وتآلفوا وتسانَدوا كَتَسانُدِ البنيان
وتآمروا بالبرِّ والتقوى ولا تَتآمروا بالإثم والعُدوان

Friday, April 08, 2011

ماذا سنفعل في المرحلة القادمة؟

الكثير أصابهم اليأس والإحباط بعد تكليف الشيخ ناصر المحمد بتشكيل حكومته السابعة. ولا ألومهم، بل أنا أيضاَ أصابني مثل ما أصابهم ولكني فكرت ووجدت أن الأمر لم ينتهي بعد.

فإعادة تكليف الشيخ ناصر المحمد ليست نهاية المطاف، لقد خسرنا معركة ولكننا لم نخسر الحرب.

في عالم كرة القدم عندما يضع مدرب الفريق خطة للفوز، ويحاول مرة بعد مرة وتفشل الخطة ويمضي الوقت، فإنه من الغباء بلا شك أن يستمر على نفس الخطة بحجة أن الظروف قد تتغير أو أن الحظ سيسعفه، بل المفترض أن يبادر إلى تغيير وتعديل الخطة لكي يستطيع الفوز.

وهذا بالضبط ما يجب أن نقوم به، فلنعترف بأن الخطة فشلت، وبأن محاولات الضغط والاستجوابات وغيرها قد فشلت في الدفع برئيس الوزراء إلى ترك منصبه، ولكن الأمر لن ينتهي، بل سنغير الخطة ونعاود الهجوم.

أنا أرى أن الخطة يجب الآن أن ترتكز على مجلس الأمة، فهو السبيل إلى تحقيق ما نصبو إليه.

فيجب أن ندعو ونضغط لإقرار الدائرة الإنتخابية الواحدة كبداية، فهي ستساهم في إجهاض محاولات التزوير في الانتخابات وستقلل من تأثير المال السياسي، وستوسع الخطاب السياسي ليشمل الكويت كلها بدل أن يكون موجه لطائفة أو قبيلة أو فئة. ويجب أن نتفق على صياغة معينة للقانون كي لا تشوهه الحكومة كما شوهت قانون الدوائر الخمس متعمدة.

وبعدها يجب أن نقاتل لإقرار قانون كشف الذمة المالية الذي رفضته الحكومة. فيجب أن تكشف ذمة العضو قبل دخوله المجلس، وأثناء عضويته، وبعد انقضاء عضويته. فمن لا يخاف الله ولا يحترم وطنه، سيخاف الناس. وليس الأعضاء فحسب بل حتى الوزراء والقياديين. يجب أن تسود الشفافية تماماً.

وأخيراً، قانون إشهار وتنظيم الأحزاب السياسية. يجب أن نعرف من يموّل الحملات الانتخابية، وكيف تموّل، ومن أين تموّل. وماهو فكر هذا المرشح، وأي تيار يمثل. لنقضي على نواب الخدمات ونواب الطوائف ونواب القبائل ونواب المناطق.


هذه خطوات ثلاث، من وجهة نظري لو نجحنا في تحقيقها فسنستطيع أن نحصل على مجلس أمة يمثل إرادة الأمة، مجلس أمة نظيف، مجلس أمة قوي، وبهذه الحال لن يستطيع ناصر المحمد أن يستمر في منصبه دقيقة واحدة، وسيبادر بنفسه إلى الإستقالة.

ويجب أن نحاول أن نحقق هذه الأهداف قبل أن تنتهي دورة هذا المجلس، أو قبل حله لو كان هناك حل. لكيلا نعود إلى الانتخابات بذات الوضع السيء فـ"لا طبنا ولا غدا الشر".

لقد قال الدكتور جمعان الحربش أن خلال المرحلة القادمة يجب علينا توحيد الخطاب السياسي، نواب ومجاميع شبابية، لكي نستطيع أن نصل إلى هدفنا. وهذا ما أرجوه من جميع المجاميع الشبابية المخلصة، ومن جميع النواب الأحرار الشرفاء.

أنا أعتبر ما كتبته بالأعلى بمثابة دعوة لكل من يهمه أمر هذا البلد.

Wednesday, April 06, 2011

مافي شي اسمه احترام رغبة الأمير

كلنا نملك رأياً في مشاكل واقعنا، وكلنا نرى أن الحل في طريق يجب أن نسلكه، ولكن بالنهاية فإن رأياً واحداً فقط هو الذي يُتّخذ، وطريقاً واحداً فقط هو الذي يسلك؛ مهما كان هذا الرأي أو ذاك الطريق هو الأنسب والأقوم والأفضل أم لا.

إن العهد الذي بيننا وبين الحُكم هو الدستور، وهو مرجعيتنا التي نرجع إليها إن اختلفنا، وهو عقدنا الذي ارتضيناه.

كثير يرون أن سمو الشيخ ناصر المحمد لا يصلح لرئاسة الوزارة، وكثير يختلفون مع رأي سمو الأمير في ذلك، ولكن بالنهاية سمو الأمير هو صاحب القرار دستورياً وهو من يختار، صحيح أننا نملك إبداء آرائنا -وقد فعلنا- ولكن القرار يعود لسمو الأمير حسب الدستور.

ولكن ما أود أن أركز عليه وبشدة كلمة "احترموا رغبة سمو الأمير". فهذا الكلام لا محل له من الدستور، وكما قلت في البداية إن اختلفنا فلنرجع إلى الدستور فهو الحَكم بيننا.

تقول المادة 102 من الدستور في فقرتها الثالثة الأخيرة: "وفي حالة الحل ، اذا قرر المجلس الجديد بذات الأغلبية عدم التعاون مع رئيس مجلس الوزراء المذكور اعتبر معتزلا منصبه من تاريخ قرار المجلس في هذا الشأن ، وتشكل وزارة جديدة ."

المادة هنا تفترض فرضية. تفترض أنه تم تقديم استجواب لرئيس الوزراء، وبعد الاستجواب تم تقديم كتاب عدم التعاون، وعند التصويت حصل هذا الكتاب على الأغلبية المطلوبة لنجاحه. فتم رفع الكتاب لسمو الأمير كي يمارس دوره كحَكم بين السلطات، فيرجّح كفة المجلس أو كفة الحكومة. وفي هذه الفرضية أن سمو الأمير قام بترجيح كفة الحكومة ورأى أن رئيس الوزراء على حق وقرر لذلك حل مجلس الأمة. وبعد الإنتخابات عاد المجلس الجديد واستجوب رئيس مجلس الوزراء -لأي سبب كان-، وتكرر الأمر بكتاب عدم التعاون وحصل على الأغلبية المطلوبة، فيعتبر حينها رئيس الوزراء معتزلاً منصبه من تاريخ التصويت على الكتاب، دون الرجوع للأمير، فرغبة الأمة هذه المرة هي التي تمضي.

بقراءة النص قراءة متأنية يتضح أن الدستور لم يعترف بما يسمى "احترام رغبة الأمير"، فالأمير له صلاحيات بالدستور يملك كامل الحرية في ممارستها وفق إطارها، والآخرون أيضاً لديهم صلاحياتهم في السلطات الثلاث يمارسونها بكامل حريتهم وفق الأطر الدستورية. أما الاحترام من عدمه فلا مكان له هنا.

ونستنتج نقطة مهمة جداً يغفل عنها الكثير، أن الدستور لم يجبر المجلس بـ"احترام رغبة الأمير"، فقد يرى الأمير عكس ما يراه المجلس، ولكن كما قلت سابقاً، فلكلٍ صلاحياته، وهذا الأمر يدخل ضمن صلاحيات المجلس دون إخلال بصلاحيات سمو الأمير.

قد لا يكون دستورنا دستوراً ديمقراطياً كاملاً، بل هو دستور الحد الأدنى كما يصفه دائماً الأستاذ أحمد الديين، ولكنه العقد الذي ارتضنياه -حكاماً ومحكومين-، وهو ولاشك قد حدد لكل سلطة صلاحياتها وحدود هذه الصلاحيات، وليس من ضمن هذه الحدود بالطبع ما يدعو إليه البعض من "احترام" الرغبة السامية !

فليمارس سمو الأمير صلاحياته كاملة ضمن الدستور، ولتمارس الأمة من خلال ممثليها صلاحياتهم الدستورية، ولا اعتراض بين الإثنين. والاحترام والتقدير لسمو الأمير أمر، والعمل السياسي والبرلماني أمر آخر تماماً.

Sunday, April 03, 2011

يا شباب العريضة.. لا تستحقون الشكر

جهود جبارة تلك التي بذلها الشباب اليوم وأمس في تنظيم العريضة الشعبية المطالبة بعدم عودة الشيخ ناصر المحمد لرئاسة الوزراء. وقد بلغ عدد التوقيعات حتى لحظة كتابة هذه السطور أكثر من 8860 توقيع.

فجهّزوا 15 موقع لإستقبال الموقّعين في مختلف مناطق الكويت.
ودشّنوا موقعاً إلكترونياً متميزاً لإستقبال التوقيعات، ولطباعة نسخ عن العريضة.
ووضعوا ايميل لإستقبال توقيعات الكويتيين الذين بالخارج.
وتركوا أعمالهم، وأهلهم، وأصدقاءهم، وظلوا لساعات في مواقع جمع التوقيعات يستقبلون الموقّعين.

لا يريدون مكسب انتخابي، ولا مصلحة سياسية، ولا فائدة مادية، ولا ثناء ولا شكورا. إنما يريدون مصلحة الكويت... والكويت فقط.

ما الذي يجعلهم يتحملون هذا الجو في ساحة الإرادة؟ ما الذي يجعلهم يضحون بأوقاتهم الثمينة والجلوس لساعات في مواقع معيّنة؟ ما الذي يجعلهم يتركون أعمالهم ومنازلهم والتوجه لإستقبال العشرات من المواطنين؟

إنه حب الكويت ولا شك، حب الكويت الذي فاقونا به بمراحل، فليت أننا نستطيع مجاراتهم بهذا الحب.

فكيف يتجرأ بعد كل ذلك أن يهاجمهم شخص تافه لا يعرف عن حب الكويت إلا الأغاني الوطنية؟

والله إنهم لا يستحقون الشكر، فالشكر صغير جداً أمامهم، بل يستحقون التعظيم والإجلال والإكبار والتكريم.

لا تستحقون الشكر، فالشكر قليل جداً بحقكم يا شباب، بل تستحقون أكثر من مجرد الشكر بكثير.

الكويت تفتخر بامثالكم. ونحن نفخر بكم.

Saturday, April 02, 2011

سمو الرئيس -السابق- أما آن للكويت أن تستريح؟

اعتقد أن الفرحة الشعبية العارمة باستقالة الحكومة مؤخراً كانت أكبر من أي مرة مضت. فهذه الحكومة السادسة برئاسة الشيخ ناصر المحمد كانت الاسوأ بجدارة، وعام 2010 كان من اسوأ الأعوام التي مرت على الكويت، وبالتالي فإن ذلك الفرح ليس بمستغرب لدرجة أننا أصبحنا نتبادل التهاني بـ"مبروك استقالت الحكومة" !

أحاول أن أذكر إنجازات الشيخ ناصر المحمد كرئيس وزراء على مدى خمس سنوات ومن خلال 6 حكومات، فتعجز الكلمات وترتبك الحروف ويركع القلم من العطش عاجزاً عن إكمال المسير... ليس لكثرة تلك الإنجازات وإنما لإنعدامها تماماً !

حقيقة أقولها كي لا أظلم الرجل؛ هل هناك إنجازات غفلت عنها؟

حسناً، هل أذكر الإخفاقات؟ أعتقد أنني سأحتاج إلى مجلدات ضخمة تنوء بحملها الجمال للأكثر من 1880 يوم من الفشل تحت ولاية الشيخ ناصر المحمد.

اليوم، نضع الكويت كلها؛ بشبابها المخلصين والاتحاد العام لعمال الكويت والاتحاد الوطني لطلبة الكويت والجمعيات السياسية والنواب في كفة -وهم المطالبون بعدم عودة ناصر المحمد-، ونضع ناصر المحمد في كفة أخرى. فأيهم أهم؟

سمو الرئيس -السابق- الشيخ ناصر المحمد، أما آن للكويت أن تستريح بعد معاناة 5 سنوات؟ أما آن للكويتيين أن يستريحون بعد 5 سنوات سوداء؟
سمو الرئيس السابق ألن تستريح وتريح بعد هذه السنوات الخمس العجاف؟

أما آن لهم؟

همسة: كم أتمنى أن يحتفظ سموّه بلقب "السابق".


على الهامش، حملة جمع التواقيع التي تنطلق اليوم للمطالبة برئيس وزراء جديد والتي سترفع لصاحب السمو؛ قد أختلف معهم نعم، ولست مقتنع بالفكرة هذا صحيح، ولكنني سأحترمهم وأحترم رأيهم بل وسأدعمهم إن تطلب الأمر ذلك.
فمتى نرتقي باختلافاتنا لتكون اختلاف في الأفكار والآراء وليست اختلافاً بالأشخاص والذوات؟
تباً لكم أيها الشخصانيون كم أنتم تافهون.