Pages

@LeKoweit لكل من يود التعليق أو المناقشة حول المقال يسعدني ذلك عبر حسابي على التويتر

Wednesday, August 31, 2011

إلى ساهر الليل




أولاً، عيدكم مبارك، وتقبل الله طاعتكم، وبإذن الله ينعاد عليكم وعلى المسلمين بصحة وخير وعافية.


كنت قبل سنة كتبت عن مسلسل ساهر الليل الجزء الأول، واليوم أحب إني أكتب عن الجزء الثاني منه، فهذا المسلسل مازال يبهرني ويبهر الجميع!

فكما أننا دائماً ما ننتقد الأعمال الفاشلة والهابطة والسخيفة والسطحية، فأجد لزاماً علينا أن نمتدح وندعم ونشجع مثل هذه الأعمال الراقية الرائعة المحترمة لكي تنمو وتزدهر وتزداد.

من أين أبدأ؟ الحقيقة لا أدري... هل أبدأ من الممثلين الذين أبدعوا وأجادوا أدوارهم بشكل متقن؟ أم المخرج محمد دحام الذي اهتم بالأمور الصغيرة قبل الكبيرة وأصبحت هذه سمة بساهر الليل أنك تجد اهتمامهم يبلغ أدق أدق التفاصيل، أم ابدأ بالقصة الأكثر من رائعة؟

حسناً، القصة؛ كتبها المبدع فهد العليوة، وكانت قصة الجزء الثاني جداً مميزة عكس ما توقع البعض، اختلطت فيها الرومانسية بالكوميديا بالدراما، وبالأحداث التاريخية في تلك الفترة، وعادات وتقاليد تلك الفترة، والأهم من ذلك كله أنه بلغ نقطة لم يبلغها أبداً أي كاتب مسلسلات قبله، وهو تمثيل القضايا الكويتية!

فقد تحدثوا في الحلقة الأخيرة عن حادثة خطف الطائرة الجابرية، وعرضوا لمعاناة الأسرة الكويتية التي أحد أبناؤهم هو من ركاب الطائرة، وذكروا بالاسم الشهيدين اللذان قتلا في الطائرة عبدالله الخالدي وخالد أيوب، وعرضوا وجهة النظر الكويتية حيال هذه القضية التي لا ينساها أي كويتي، وهو أمر لم يفعله أي مسلسل قط، ولا حتى المسلسلات العربية على حد علمي، فهذا الأمر نلاحظه ونلمسه في الأفلام الأمريكية التي دائماً ما تصور قضاياها الوطنية وتدعمها، فنرا مثلاً كيف صوروا بأفلامهم عن الحرب العالمية الثانية وأبرزوا هتلر بأنه شخص مخبول يعاني من جنون العظمة، ونرا اليهود كيف صوروا مذبحة الهولوكوست وبينوا معاناتهم إزاء تلك الحادثة، فهم يستغلون الإعلام لحشد دعم وتعاطف لقضاياهم، وطرح وجهات نظرهم هم من خلال هذه الأعمال. أما الأعمال الكويتية على الرغم من انتشارها عربياً إلا أنها للأسف دائماً ما تكون سطحية بل أسطح من السطحية نفسها! فلم يتكلموا قط عن أي قضايا وطنية مهمة، ناهيك عن أنهم يسيئون دائماً بقصد أو من دون قصد للمجتمع الكويتي بأعمالهم التافهة هذه!

أما ساهر الليل فتحسب لهم هذه النقطة، قفزة رائعة للمسلسلات الكويتية بأن بلغت هذا المستوى من الوعي والفكر والترويج لوجهة النظر الكويتية في مختلف القضايا التي تطرح.


أعتقد أنني مهما تحدثت عن هذا المسلسل فلن أوفيه حقه، من شاهده يعلم ذلك تماماً، ومن لم يشاهده فأنصحه بألا يفوت هذا العمل الفني الرائع الراقي الذي احترم عقلية وذائقة وأخلاق المشاهد، فلا إسفاف، ولا سطحية، ولا سخافة، ولا تكرار... وكما أسميته في العام الماضي "تحفة".

رسالة شكر وامتنان عظيمتين أوجههما لكل من شارك بإنجاز ساهر الليل الجزء الثاني، فلقد أضفتوا للأعمال الكويتية رمزاً شامخاً لن ينسى، وأتمنى أن تستمروا على هذا المنوال، وكلنا حماس لساهر الليل الجزء الثالث بإذن الله. شكراً لكم.

Tuesday, August 23, 2011

اصلاحية توافقية... أو ثورية جارفة!

إن كنا لازلنا نهتم لأمر هذا البلد فلابد أن نتكلم بصراحة وشفافية أكثر. إذا كان يهمنا أمر هذه البلد فإنه بالتأكيد يهمنا مصلحتها، ومصلحتنا نحن معها، فضياع البلد يعني ضياعنا نحن. 

لا يختلف اثنين على أن الكويت تعانى من مشكلة عميقة الجذور، نرى نتائجها على المستوى السياسي والاقتصادي والإداري، ونرى نتائجها بتفشي الفساد والمحسوبية والواسطة... وغيرها الكثير من الأمور. إلى أي أحد يصل عمق المشكلة؟ قلتها وأقولها وسأظل أقولها العمق يصل إلى الدستور والنظام السياسي كاملاً.

في أحد استجوابات رئيس الوزراء كنت اقرأ الخبر على موقع "العربية" بالانترنت، واقرأ التعليقات، فقرأت تعليقاً مازال محفوراً بذهني إلى اليوم، يقول صاحب التعليق ساخراً من الاستجواب "إنها ديمقراطية الصحراء! فكيف يستجوبون ويطرحون الثقة بشخص لم يختاروه أصلاً!". في البداية ضحكت على صاحب التعليق وقلت إنه لا يعرف خصوصية النظام السياسي الكويتي والدستور الكويتي، ولكن بعدها اكتشفت أنني كنت أضحك على نفسي!

إقرار القوانين الإصلاحية، وتقديم الاستجوابات، والحملات الشبابية كـ"اكشف" وغيرها؛ كلها تعني الدوران في حلقة مفرغة، ذات الحلقة التي ظللنا ندور فيها لأعوام متتالية... فالحل ليس هنا.

خلال فترة الشيخ ناصر المحمد برزت المشاكل التي تحدثت عنها سابقاً بشكل واضح جلي للمواطن العادي، ولعله من الظلم أن نقول أن الشيخ ناصر هو السبب الوحيد في كل ذلك، فهذه المشاكل هي نتيجة تراكمات أخطاء الدستور والنظام السياسي، والشيخ ناصر "زوّدها شوي" ففاحت الرائحة ليس أكثر!

هل تريدون أن تعرفوا حجم وعمق المشكلة؟ حسناً من سيوقف رئيس الوزراء لو اتخذ قرار مضر بالبلد؟ من سيحاسب الحكومة إن أخطأت وقصرت؟ وأقصد هنا محاسبة حقيقية. ماذا سنفعل إذا استيقظنا من النوم فجأة واكتشفنا بأن آبار النفط جفت؟ هل ستسعفنا استثماراتنا الخارجية المليئة بالسرقات والفساد؟ أم سيسعفنا احتياطي الأجيال القادمة الذي لا نعلم عنه شيء ولا نعلم إن كان موجود أصلاً! أخبروني ماذا سنفعل؟
هذه أمثلة بسيطة لأشياء قد تحدث في أي لحظة... فهل استوعبتم حجم المشكلة التي نعيشها؟ نحن نعيش في دولة مؤقتة ليس أكثر.. في أي لحظة قد ينهار ويختفي كل ذلك ويصبح من الماضي!

السؤال الذي يتبادر لذهن أي قارئ الآن هو... ما الحل؟
الحل ببساطة هو بتعديلات دستورية كبيرة، الموضوع ليس بتعديل مادة أو مادتين، وإنما بتعديل مجموعة كبيرة من المواد، ومضمون هذه التعديلات باختصار بأن ينتخب ويختار الشعب الحكومة كاملة، ويكون للمجلس ابتداء منح الثقة للحكومة، ويكون للمجلس طرح الثقة بالحكومة مباشرة، وكاملة. بالإضافة لاستقلالية حقيقية للسلطة القضائية مع إزالة "التقديس" التي تتمتع به حالياً.

هذه خطوط عريضة فقط، بدونها فإن الحديث عن الإصلاح هو "حجي فاضي" وكلام لا يقدم ولا يؤخر، وهذه الخطوط يجب أن يتبعها المزيد من الخطوط حتى يكتمل الإصلاح بدستورنا ونظامنا السياسي.

وجدير بالذكر أن الإصلاحات الدستورية لا تتم إلا بالتوافق مع رغبة سمو الأمير، وبالتالي يجب العمل على عقد اجتماعات مطولة مع القيادة السياسية للتفاهم حول هذه التعديلات الجذرية، فدستورنا الحالي لم يكن سوى نتيجة توافق بين الشعب والأمير ممثلاً بالأسرة الحاكمة، وهذا ما نحن بحاجة إلى أن يتكرر اليوم... وتذكروا أن الدول التي لا تسارع إلى الإصلاحات بنفسها فإن ثورات الربيع العربي الجارفة ليست ببعيدة عنها!

Wednesday, August 17, 2011

مساواة... عالمزاج

تدور أحاديث هذه الأيام عن قانون التجنيد الإلزامي الجديد الذي متوقع أن يناقش في مجلس الأمة مع بداية دور الانعقاد المقبل في شهر أكتوبر، خصوصاً بعد تصريح وزير الدفاع يوم أمس حينما قال "أن قانون التجنيد الإلزامي من أولويات الحكومة، وهي ماضية في تطبيقه، وسيرى النور قريباً جداً".

لن أتحدث عن القانون فهذا موضوع آخر تماماً. ولن أتحدث عن التجنيد فهذا أيضاً أمر آخر.

سأتحدث عن دعاة المساواة التامة بين الرجل والمرأة، اولئك الذين أزعجونا منذ سنوات بضرورة المساواة بين الرجل والمرأة في كل شيء، فقالوا:

من حق المرأة أن تنتخب وتترشح لمجلس الأمة،
من حق المرأة أن تصبح وزيرة،
من حق المرأة أن تعمل في السلك القضائي،
من حق المرأة أن تحصل على بيت حكومة،
من حق المرأة أن يحصل أبناءها على الجنسية،
من حق المرأة أن تحصل على قرض إسكاني،
من حق المرأة ... إلى مالا نهاية!

ولكن أين "الواجبات"؟ فكل ما طالبوا به هي "حقوق" فقط؟

الدستور؛ والذي يستندون عليه في مطالباتهم هذه، قال في المادة 29 التي هم يستندون عليها "الناس سواسية في الكرامة الإنسانية وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين."

الدستور قرَن الحقوق بالواجبات العامة، فكما أنه لا مواطَنة بلا حقوق، فإنه لا مواطنَة بلا واجبات. ولعل من أهم الواجبات التي يقدمها المواطن لوطنه في معظم دول العالم، هي التجنيد الإلزامي. فأين دعاة المساواة من هذه النقطة؟

هل هي مساواة "عالمزاج"؟ في الحقوق والمزايا والمنفعة تريدونها المساواة، وفي العمل والواجب والمشقة لا تريدونها مساواة؟ إما أن تكون مساواة في الحقوق والواجبات على حد سواء، أو لا تكون مساواة فيهما كليهما... هذا العدل والمنطق!

على فكرة، أنا ضد المساواة التامة، لأن المساواة تكون بين أصحاب المراكز القانونية المتماثلة، وكما اعتقد فإن مراكز الرجل والمرأة القانونية غير متماثلة. وعلى فكرة أيضاً، لو تمت المساواة بين الرجل والمرأة في التجنيد الإلزامي سأكون أول الرافضين، فهذا أمر لا يقبله العقل والمنطق والدين... ولكنني أحببت أن أخاطبهم بمنطقهم الأعوج.

من اليوم فصاعداً لا أريد أن أسمع أو أرى أولئك "المتنفعين" و"النصابين" دعاة المساواة الوهمية "المزاجية"، فإما يطالبوا أولاً بالمساواة في الواجبات العامة... أو ليصمتوا أبد الدهر.

Sunday, August 14, 2011

طاشت عقولهم

أستغرب بشدة من كثير من رجال الدين الذين يشنون هجوماً شديداً على مسلسل طاش ما طاش، فعندما أرى وأسمع هجومهم المتواصل عليه أعتقد أن هذا المسلسل هو السبب الحرب في ليبيا أو السبب بالمجازر التي وقعت في سوريا أو سبب تخلف الأمة لمدة عقود!

هناك مقولة تقول: إذا أزعجك كلامي فاعلم أنك أنت المقصود.

فأولئك، إذا أزعجهم انتقاد القاضي المرتشي فأكيد أنهم هم المقصودين! وإذا أزعجهم فضح غش كثير من البنوك الاسلامية أكيد هم المقصودين! وإذا أزعجهم كشف ما يدور في كواليس بعض الهيئات الشرعية التي تحتال على الدين أكيد هم المقصودين!

أولئك "المتعالمين" طاشت عقولهم بسبب بضع حلقات من مسلسل طاش ما طاش.. ولم يعد يستطيعوا تمالك أنفسهم وأصبحوا يضربون يميناً وشمالاً... حسناً لا بأس أن تنتقد هذا المسلسل، ولكن أين أنت من انتقاد المجازر التي تحل بأخوانك المسلمين؟ أين أنت من كلمة الحق التي كان يجب أن تقولها وصمتّ عنها أشهراً طويلة؟ هل انقلبت الأولويات في عقلك الطائش؟

النقطة الأخرى والتي يجب أن تثار، أن معظم أولئك "المتعالمين" يعتقد أنه هو الدين يمشي على قدمين! ويعتقد أنه من الصحابة بل أحياناً يظن أنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى!

فعندما تنتقد أحدهم يصرخ بوجهك قائلاً: أبالله وآياته ورسله تستهزئون!؟...... عفواً هل أنت من آيات الله أو رسله!؟ هل انتقادك يؤدي إلى الكفر!؟

ان انتقاد الممارسة يختلف عن انتقاد الفكرة، فعندما أنتقد مثلاً ممارسة بعض النواب للعمل البرلماني لا يعني أنني انتقد فكرة الديمقراطية، وعندما انتقد ممارسة بعض المحامين لا يعني أنني انتقد فكرة المحاماة، والأمر كذلك حينما انتقد ممارسات بعض المتدينين لا يعني أنني انتقد الدين!

متى تفرّقون!؟ هل طاشت عقولكم؟

Thursday, August 04, 2011

يا شامُ معذرةً

مشاعر متداخلة تعتصر قلبي، كالبحر الهائج المتلاطم الأمواج، فهنا الحزن يتصارع مع الخجل، وهنا القهر يناظح الغضب، وهناك الذل قابع ينظر إلى العزة... كلها تصارعت في قلبي وأنا أتابع يومياً أخبار سوريا!

أحزن حزناً شديداً وأنا أرى أخواننا العرب المسلمين يُقتّلون يومياً وبالعشرات في سوريا... والدول العربية تتفرج وكأن الأمر لا يعنيها.

وأخجل خجلاً شديداً وأنا أرى العالم يدين ويستنكر مجازر النظام البعثي السوري، والاتحاد الأوروبي بدأ يفكر بشكل جدي بسحب سفرائه الـ27 من سوريا، والحكومات العربية لم تكلف نفسها حتى ببيان "شجب" هزيل!! بل والأدهى والأمر أن مجلس الأمن حينما اتفق على إصدار بيان يدين فيه مجازر النظام السوري، كانت الدولة العربية الوحيدة الموجودة في مجلس الأمن وهي لبنان، هي من عرقلت صدور هذا البيان!

أشعر بالقهر والغضب حينما أرى ذلك السفاح يرتكب من الجرائم ما يشيب له الولدان، ولا يتجرأ أي شيخ دين أن يدعي عليه في خطبة الجمعة أو في صلاة التراويح... بل ويعاقب من يدعو عليه! -ليس في الكويت وحسب- ولا أقصد دعوات بالسر وإنما أقصد دعوات بالعلن واضحة صريحة لكي يسمعها المسلمين ويأمّنون ورائها لكي يشعروا ويستشعروا ما يعانيه أخوانهم في سوريا.

أشعر في قرارة نفسي بالذل وأنا أرى ما وصلنا إليه... أصبحنا نخاف أن ندعو على المجرم... ندعو عليه فقط! والرسول عليه الصلاة والسلام يقول "إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقابه"، فما بالكم بـ"الدعاء عليه" الذي هو أبسط بكثير من "الأخذ على يديه"؟!

ولكني مع ذلك أشعر بالعزة وأنا أرى أبطال سوريا لم تُخفهم أو تردعهم دبابات ذلك الطاغية وأسلحته وجنوده، وكلما زاد في القتل والتدمير كلما زادوا صبراً وصموداً وشموخاً وعزة... إنهم حقاً لفخر للعالم كله.


أختم ببيتين من "ملحمة الشام" للدكتور سفر الحوالي


يا شامُ معذرةً زاغ الحديثُ بنا  ::  والهمُّ في النفسِ أشتاتٌ وأشجانُ

أكرِم بقومٍ شــروْا لله أنـفـسـهــم ::  فـالملك عاريــةٌ والرّوح قربــانُ