Pages

@LeKoweit لكل من يود التعليق أو المناقشة حول المقال يسعدني ذلك عبر حسابي على التويتر

Tuesday, May 31, 2011

وانـكـشـفـت

جلسة اليوم حملت مفاجآت كثيرة وأسقطت العديد من الأقنعة وكشفت بوضوح خريطة التحالفات الحقيقية وليس الوهمية.

كنت توقعت أن جلسة اليوم ستكشف الكثير وقد فعلت، فكما بدا ويبدو أن أحمد الفهد لا يريد صعود المنصة لأن الاستجواب سيكشف "بلاوي"، ولكن في الجانب الآخر فإن رئيس الوزراء يريد أحمد الفهد أن يصعد... لعله يريد أن يحرقه ويكشفه ويصبح الطريق أمامه خالياً بلا منافسين!

والمعركة باتت عالمكشوف، وتوقعت أن أحمد الفهد سيضطر اليوم لاستخدام جميع أوراقه واستثماراته على مدى سنوات.

توقعت أن أحمد الفهد يملك مجموعتين من النواب، مجموعة نواب الفهد المكشوفين وهم حكوميين، ومجموعة نواب الفهد السرية وهم مع المعارضة. الغرض من المجموعة الأولى أن الجميع يعلم أنهم محسوبين على الفهد وبالتالي يضمهم للحكومة ليكون له فضل على رئيس الوزراء. أما الغرض من المجموعة الثانية فلا أحد يعلم أنهم محسوبين على الفهد حتى الرئيس نفسه، فيجعلهم في المعارضة لكي يكسبوا شعبية، ويستعملهم في الوقت الذي يحتاج إليهم.. كما حصل اليوم.

خلف دميثير ودليهي الهاجري وسعدون حماد ورولا دشتي ومبارك الخرينج، هؤلاء كلهم محسوبين على أحمد الفهد علناً، وقد صوتوا اليوم مع إحالة الاستجواب للتشريعية من أجل تمكين الفهد من الهروب. بينما سالم نملان وشعيب المويزري وخالد السلطان ومحمد هايف فهم محسوبين من نواب المعارضة، ومع ذلك صوتوا اليوم مع الإحالة من أجل سواد عيون بوفهد.

في المعسكر الآخر، نواب حكوميين حتى النخاع صوتوا ضد الإحالة من أجل "توهيق" أحمد الفهد وصعوده المنصة، وهم خالد العدوة، عسكر العنزي، سعد زنيفر، سعد الخنفور، روضان الروضان، غانم اللميع، محمد الحويلة، مخلد العازمي، على العمير، وامتناع حسين الحريتي الذي يحسب غير موافق للإحالة.

التأمل للحظات في هذه الأسماء يكشف كل شيء، المجموعة الأولى هي مجموعة نواب أحمد الفهد التي قسّمها ما بين الحكومة والمعارضة، والمجموعة الثانية هي مجموعة الرئيس التي كانت دوماً مع الحكومة. وحينما اشتد الخلاف بين الرئيس وبين أحمد الفهد اضطر كل منهم إلى استخدام مجموعته من أجل تحقيق هدفه هو وليس هدف الحكومة، فهدف أحمد الفهد الهروب، وهدف الرئيس هو حرق أحمد الفهد وتصعيده المنصة "بالغصب".

الغريب في الأمر هم النواب الذين كانوا محسوبين على المعارضة، فقد انكشفوا بين ليلة وضحاها أنهم من نواب أحمد الفهد. وأنا هنا على فكرة لا أطعن بالذمم، فحينما أقول أنهم محسوبين على أحمد الفهد فليس بالضرورة أنهم قبضوا منه شيئاَ، بل قد يكون تحالفوا معه رغبة في إقصاء ناصر المحمد ودعم أحمد الفهد رئيساً للوزراء بدلاً منه، وخصوصاً الإسلاميين منهم فقد يكون أحمد الفهد استغل حب ناصر المحمد "المشبوه" لإيران في أن يقنعهم بالوقوف معه لصد المد الفارسي!

وطبعاً، أعضاء الحكومة بما فيهم الرئيس صوتوا مع أحمد الفهد موافقين للإحالة، فهم أمام الناس متضامنين لأنهم أعضاء الحكومة ولا يمكن أن يصوتوا ضد بعض خصوصاً وأن سمو الأمير قد أمرهم بالعمل متضامنين كفريق واحد حينما أدوا اليمين الدستورية.

باختصار شديد، جلسة اليوم كشفت خريطة التحالفات الحقيقية، التحالفات التي فوق الطاولة والتي تحتها، وعرّت الجميع. هذه الجلسة ستكون نقطة تحول كبيرة في المشهد السياسي الكويتي. وأعتقد أن سقوط ناصر المحمد بات قاب قوسين أو أدنى ... فأحمد الفهد يسبقه دائماً بخطوة كما رأينا اليوم.

Sunday, May 29, 2011

ناصر المحمد يدعو للخروج إلى جمعة الرحيل

مقابلة الشيخ ناصر المحمد مع احمد الجارالله الذي نشرها في جريدته "السياسة" اليوم غريبة وجديدة! 

فلأول مرة يصرح الشيخ ناصر بتصريحات يتحدى فيها النواب عندما يقول "سنتصدى لتعسف بعض النواب"، وعندما يصفهم بـ"النواب الفاشلين"، وقال "أنهم أقلية تعطل التنمية"!

هذا الكلام نسمعه من الإعلام الفاسد يومياً والذي يأتمر بأمر أطراف في السلطة من بينهم الشيخ ناصر المحمد، ولكن أن يأتي هذا الكلام من الشيخ ناصر المحمد مباشرة فهذا أمر غريب وتحدي واضح ولغة لم نعتدها من الشيخ ناصر المحمد الذي تعوّد الهروب.

يقول رئيس الوزراء في نفس المقابلة أن تعداد الشعب الكويتي يفوق المليون ومن خرجوا في جمعة الغضب لا يتجاوزون الـ2000 شخص وهم أقلية لا تمثل إرادة الشعب! 

كلام جميل سموّك، هذا يعني أنك تعوّل على الأعداد، وأنك تعد كم شخص خرج للاعتصام... فلو كانت الاعداد كبيرة ستعرف أنها إرادة الشعب وترحل؟ 

أعداد المواطنين الرافضين للشيخ ناصر المحمد ولسياساته تفوق هذا العدد بمراحل، وأنا واثق أنها كفيلة بأن تجعل العدد يتحول من أقلية لأغلبية ولكنهم يجب أن يتحركوا.. وها قد وجّه الشيخ ناصر المحمد رسالة رسمية لهم بالخروج لجمعة الرحيل، فهو يريد أن يرى مزيداً من الأعداد كي يقتنع بإرادة الشعب التي يتحدث عنها. 

فلا مجال لوعّاظ السلاطين الآن أن يحرّموا الاعتصام بحجة أنه مخالفة لولي الأمر، فها قد دعا له رئيس الوزراء، ولا حجة لوزارة الداخلية بمنع الاعتصام والتضييق عليه، فرئيس الوزراء يريد أن يرى الأعداد الحقيقية لمعارضيه من الشعب الكويتي.

بإذن الله يا شيخ ناصر المحمد سيخيّب ظنك الشعب الكويتي، وسيثبت لك أن إرادة الشعب ممثلة بالأغلبية الشعبية الحقيقية وليست الأغلبية البرلمانية المختطفة لا تريدك، وسيثبتوا لك أن نوابك الذين تشتريهم بأموالك هم الفاشلين وهم من يعطلون مسيرة التنمية الوهمية التي لم تبدأ بعد! 

Saturday, May 28, 2011

هؤلاء هم الشباب

بدون مقدمات، أقول لمن هاجم هؤلاء الشباب الذين خرجوا لجمعة الغضب أمس وجمعة الدستور قبلها وسيخرجون لجمعة الرحيل المقبلة، أقول لمن يهاجمهم ويخوّنهم ويشكك بولائهم ووطنيتهم، ماذا قدمت لوطنك يا هذا كي تهاجم هؤلاء الشباب الذين تركوا بيوتهم وضحوا بيوم العطلة وخرجوا بهذا الجو الحار ليقفوا بالساعات على أرجلهم، حملوا معهم هموم ومشاكل الوطن على عاتقهم واستشعروها بينما أهملها الكبار قبل الصغار.. ماذا قدمتم لوطنكم أخبروني؟

هؤلاء الشباب أشرف منكم، وحبهم للكويت لا حدود له، قد يكونون اخطأوا هنا أو هناك وهذا أمر طبيعي فالإنسان ليس بمعصوم، ولكنهم أشعلوا شمعة محاولين تبديد هذا الظلام الذي يلف البلد منذ سنوات... بدلاً من أن يفنوا عمرهم كله يلعنون الظلام و"يتحلطمون" ويندبون حظهم كالنساء.

هؤلاء الشباب أصابهم اليأس والإحباط من الحكومة، فانبحت أصواتهم وهم يتكلمون ويصرخون على مدى سنوات، وجفت أقلامهم وهم يكتبون وينتقدون لسنوات، وتعبوا من الصبر وتعب الصبر منهم... فلم يجدوا بداً من الخروج للشارع لكي يصفعوا الحكومة صفعة علّها تطيح بها وتأتي بغيرها أو تجعلها تستقيظ من سباتها الطويل الذي هي فيه.

هؤلاء الشباب تداعوا بكل عفوية للتجمع، بدون تخطيط سياسي، وبدون مصالح نواب، وبدون حسبة أحزاب وتكتلات وتيارات، شباب كويتيين استشعروا الضياع الذي تدور به البلد.. فقرروا أنه حان الوقت للتحرك ومحاولة تعديل الأوضاع.

هؤلاء الشباب اختاروا مجابهة الحكومة، ومحاربة الفساد، ومواجهة الظلم، وهو الطريق الصعب الوعر الجاف المتعب المليء بالمخاطر، وكان أسهل لهم لو جلسوا في حضن الحكومة الناعم الطري كما فعل غيرهم كثيرون.. ولكن عشقهم لبلدهم يمنعهم، وحرصهم على مستقبلها يخيفهم.

هؤلاء الشباب هم أبناء وأحفاد من ضحوا بحياتهم من أجل ديمقراطية بدأت الحكومة تحاربها، ومن أجل دستور بدأت السلطة تنتهكه.. فتدافعوا لحماية ديمقراطيتهم والدفاع عن دستورهم.

هؤلاء الشباب أحرار يرفضون الخنوع والخضوع والذل والهوان، يرفضون ترهيب السلطة قبل ترغيبها، يرفضون الطريقة البدائية في إدارة البلد.

هؤلاء الشباب هتفوا بإسقاط الرئيس الذي دمر البلد وعاث فيها الخراب ونمّى الفساد وكسر القانون وداس على الدستور وضيّق على الحريات وشوّه الديمقراطية وأفسد ذمم النواب وقرّب اللصوص وأبعد الشرفاء.

هؤلاء هم شباب الكويت، ووالله إنهم لفخر للكويت والكويتيين، وأجدر بكم يا من تهاجمونهم أن تدعموهم بكلمة أو موقف.. فإن لم تستطيعوا ولن تستطيعوا فاسكتوا واتركوهم ينقذون البلد التي لم تستطيعوا أن تنقذوها أنتم... فهم أفضل منكم.


* ملاحظة: أنا هنا أوجه كلامي لمن يهاجم الشباب ويخوّنهم ويشكك بوطنيتهم، أما من ينتقدهم ويختلف معهم فعلى العين والراس.

Friday, May 27, 2011

صورة بـ1000 كلمة

في هذا البوست لدي 2000 كلمة.. فسأضع صورتين وليس صورة واحدة.






صورة لشيوخ مشاركين في المظاهرات باليمن.. جداً معبرة. وتحية تقدير وإعجاب بالشعب اليمني المصر والمثابر والصابر على الثورة.










الصورة التي تضعها جريدة الراي على صدر صفحتها الأولى اليوم لسموّه وهو يقرأ الدستور. صورة رائعة وأترك التعليق لكم.

Thursday, May 26, 2011

لماذا الصفاة؟ - الجزء الثاني

" ولن أنسى أيضاً ذلك اليوم الذي تجلت فيه الوحشية بأبشع صورها أمام عيني في ساحة الصفاة. فقد كنت طالباً في المدرسة المباركية، وجاءنا خالد العدساني وألقى خطاباً حماسياً لم أستوعبه تماماً، ولعله كان يدعو الطلبة للتظاهر لتأييد المجلس. وعندما كنت في طريق عودتي إلى البيت لفت انتباهي الجلبة الموجودة في الصفاة أمام بيتنا وأمام الأمن العام. فرأيت مجموعة من الرجال أشكالهم غريبة عراة الصدور، كثيفي شعر الرأس كالنساء يترجلون من سياراتهم ويلقون برجل ملطخة ثيابه البيضاء بالدماء على الأرض، ثم يعلقونه على خشبة منصوبة بشكل صليب وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة. كان المشهد مرعباً ومثيراً للخوف والاشمئزاز، فلم أر في حياتي شيئاً مثل هذا يحدث ولم أتخيل أن إنساناً يمكن أن يعامل بهذه الوحشية من قبل أناس لا يمتّون إلى الآدميين بصلة. وقد عرفت لاحقاً أن الشخص الذي صُلِب كان من قادة الحركة الديمقراطية الإصلاحية آنذاك وهو محمد المنيس، رحمه الله. "

من كتاب: الكويت من الإمارة إلى الدولة، للدكتور أحمد الخطيب. صفحة 38-39


حدثت هذه الحادثة في ثلاثينيات القرن الماضي.


Wednesday, May 25, 2011

لماذا الصفاة؟

بيان وزارة الداخلية الذي أصدرته قبل يومين، وتصريح وزير الداخلية اليوم، اللذان اتفقا على ان الاعتصامات والمظاهرات ممنوعة، ثم سمحا بل دعا إلى الاعتصام في ساحة الإرادة؛ لا يخلو أن يكون أحد أمرين:

إما أن يكون الاعتصام ممنوع فعلاً، وبالتالي فإنه ممنوع في ساحة الإرادة كما هو ممنوع في ساحة الصفاة، وما تقوم به الداخلية من سماح بالتجمع في ساحة الإرادة بل والدعوة إليه هو مخالفة صريحة وواضحة للقانون من قبل الوزارة المنوط بها تطبيق القانون وحمايته، وهذا يعني أننا يحق لنا أيضاً مخالفة القانون والاجتماع في الصفاة.

أو أن يكون الاجتماع مسموح، وأن التهديد بأن القانون يمنع التجمعات ليس إلا "كلام فاضي"، والوزارة تمنع التجمع في ساحة الصفاة "عناد" أو لأسباب أخرى وتجبرنا على التجمع في ساحة الإرادة، ولا يوجد شيء اسمه مزاج الوزارة أو عناد الوزير، وبالتالي يحق لنا الاجتماع في ساحة الصفاة فالاجتماع مسموح سواء كان في الإرادة أو الصفاة.

وواضح أن الفرضية الثانية هي الصحيحة، فالقانون الذي تستند إليه الوزارة لإلغاء التجمعات هو قانون ألغت المحكمة الدستورية معظم مواده، وبالتالي لا سند قانوني لوزراة الداخلية في هذا المنع. بل إن التجمعات والاعتصامات والمظاهرات والمسيرات هي الحد الأدنى من الممارسة الديمقراطية الشعبية كما يقول د.عبيد الوسمي.

والتجمع في ساحة الصفاة لا يتم لأول مرة، بل سبق أن تجمعنا كثيراً في ساحة الصفاة بدون منع، فلماذا المنع الآن؟
هل لأن ساحة الصفاة تحمل رمزية تاريخية؟ هل لأنها الساحة التي استشهد بها محمد المنيس رحمه الله عندما طالب بالحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية؛ وهو ما نطالب به اليوم؟

فلتعلن الداخلية بصراحة لماذا الصفاة بالذات؟ أنا واثق أننا لو اخترنا ساحة التغيير أو أي ساحة أخرى لن ترفض الداخلية، فلماذا الصفاة بالذات؟

ولعل خير دليل على صحة ما أقول هو الرغبة المفاجئة للحكومة لبناء نافورة ضخمة في ساحة الصفاة فور انتهاء جمعة الدستور الماضية... مع أن الساحة فيها نافورة أساساً !

يا وزارة الداخلية، ويا وزير الداخلية، دعوا عنكم التهديد والوعيد فهذه اللغة لا تفيد مع الشباب، وليكن لكم في دول أقوى منكم وأكثر منكم عتاداً وأسلحة عبرة وعظة، فلم تنفعهم قوتهم ولا أسلحتهم لإيقاف الشباب أو تخويفهم. وإن كان لديكم شيء فتعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، وأخبرونا لماذا لا تريدون الصفاة فقد نقتنع بحجتكم... وأنا واثق أن لا حجة لكم. أما التهديد والوعيد فلن يزيد الصفاة إلا حضوراً.

Monday, May 23, 2011

تبديل شيوخ في الملعب

يفتتح اليوم الشيخ ناصر صباح الأحمد ديوانه الأسبوعي بدار السلوى. قد يكون هذا الخبر جداً عادي لو كان لشخص آخر، ولكن أن يكون لناصر صباح الأحمد فالأمر يحتاج وقفة.

معروف أن الشيخ ناصر صباح الأحمد متواجد أو تقريباً "مستقر" خارج البلاد لأكثر من سنة. فما الذي يجعله يرجع بين ليلة وضحاها بل ويفتتح ديوان أسبوعي مما يعني أنه سيستقر في الكويت؟

لا أعتقد أنه عاد لأجل جو الصيف الذي بدأنا نستقبل مقدماته، ولا لأجل الاسترخاء في ظل هذه الأجواء السياسية والاجتماعية المشحونة، بل عودته لأمر آخر تماماً.

لنترك ناصر صباح الأحمد جانباً للحظات، ونتوجه إلى افتتاحية جريدة الوطن يوم أمس التي كانت بمثابة "عتب" لرئيس الوزراء، وأعتقد أن هذا العتب ماهو إلا بداية وهناك المزيد، ومعروف أن جريدة الوطن -وهي جريدة الشيوخ- لا تنتقد أو حتى تعتب مجرد عتب على رئيس الوزراء، ودائماً ما تمتدحه وتهاجم معارضيه.. فهل صحى ضميرهم فجأة؟ أيضاً لا أعتقد أن هذا هو السبب.

واضح جداً أن الشيخ ناصر المحمد قد بدأ يفقد أوراقه واحدة تلو الأخرى، ولم يعد بمقدوره الصمود أكثر من ذلك، وعلى كل المستويات. بل إن رفض الشيخ ناصر المحمد تجاوز حدود الكويت ليصبح هناك رفض خليجي تجاه الشيخ ناصر المحمد الذي انكشفت أوراقه ولم يعد يملك ما يلعب به. وأنا على ثقة أن صانع القرار في الكويت على علم بكل ذلك.

قد يقول قائل لو كان الشيخ ناصر المحمد فعلاً سيتغير فكان أولى تغييره عندما استقالت الحكومة. وأرد وأقول أن هذا ليس ممكناً في ذهن وعقلية وتفكير الشيوخ، فمنصب رئاسة الوزراء ما زال يحمل -في ذهنهم على الأقل- هيبة وبرستيج خاص مرتبط بهيبة الأسرة، وإذا استجابوا لرغبة الشعب وغيروا الشيخ ناصر المحمد اليوم فما الذي يمنع أن يستجيبوا لرغبة الشعب مرة أخرى مستقبلاً؟

لا أدّعي التحليل، ولكن بربط هذه المعطيات مع بعض، وأعتقد أنكم الآن قد ربطتموها، يتضح جلياً أن هناك تبديل قادم، لا أعلم حجم هذا التبديل والتغيير، ولا أدري ما هي الخطة، ولكن حتماً هناك تغيير، وأعتقد أن أول الخارجين من الملعب السياسي سيكون الشيخ ناصر المحمد وسيدخل بدلاً منه الشيخ ناصر صباح الأحمد.. ولكن ليس بالضرورة أن يلعب في نفس الموقع.

وكم أتمنى أن يكون هذا التغيير للأفضل فالبلد لم تعد تحتمل المزيد.

Saturday, May 21, 2011

جمعة بطيخ... بامتياز

قد يستغرب البعض هذا العنوان، خصوصاً أنني كنت من أكثر المتحمسين بل والداعين لما أسمي بـ"جمعة الدستور"... ولكن للأسف تجري الرياح بما لا تشتهي السفن!

أولاً، أنا لم أكن من المنظمين بسبب انشغالي ولا أعرف من هم المنظمين ويشكرون على جهودهم ولكن للأسف ما حصل اليوم عار على الجميع! فقد شاهدت ما يندى له الجبين والله!

أكثر من شخص أتى ومعه مكبر صوت ووقف يتكلم في ذات الوقت الذي يتكلم به الآخر، فلم تعد تسمع سوى صراخ غير مفهوم وكأنك في حراج السيارات! بل الأدهى والأمر ما شاهدته عندما وجدت بعض الشباب "يتخامطون" مكبر الصوت من بعض والكل يريد أن يصرخ بالمكبر وكأنهم أطفال!

يا ربااااااه كم أصابني إحباط من هذا المنظر! أي دستور هذا الذي أتيتم لأجله وأنتم تتسابقون على من يصرخ أكثر في مكبر الصوت وكأنكم أطفال!

ما حصل لم يكن تجمع محترم أبداً، بل كان فوضى حقيقية، فبعد أن أغلقت قوات الأمن ساحة الصفاة تجمع الشباب في المكان المقابل للساحة أمام المحلات، وأصبحنا لا ندري من يتكلم ومن يتفرج.

ثم المسيرة التي حصلت بعد ذلك، لم يكن لها أي داعي أبداً، فتسببت بإرباك حركة المرور وإغلاق الشوارع. صحيح أن الحكومة هي من أغلقت ساحة الصفاة وهي المتسببة بذلك ولكن أولئك الناس في الشارع لا ذنب لهم ولا نريد أن نجعل الناس والحكومة علينا !

هذا من جانب، ومن جانب آخر تعامل وزارة الداخلية كان أمر عجيب، فقد أرسلوا عدد هائل من قوات الأمن وكأننا مجموعة خطرة من المجرمين الخارجين على القانون!؟ قوات خاصة وقوات مكافحة الشغب متسلحين بالدروع والمطاعات! لا أعلم هل كان تخويفاً أم خوفاً !

أما الجانب الثالث مما حصل، وهو الانقسام الذي حصل بآخر لحظة، فخرجت مجموعة تريد الاعتصام بساحة الإرادة وبدأت تدعو الناس للتوجه لساحة الإرادة رغم أن الاتفاق كان منذ البداية بساحة الصفاة، بحجة أنهم لا يريدون أحد يتحدث ولا يريدون من يصعد على ظهورهم من خلال هذه التجمعات، فبالتالي يريدون اعتصاماً صامتاً يوصل رسالة الاحتجاج.

وجهة نظر مقبولة، ولكن الانقسام في اللحظة الأخيرة والعناد و"المكابر" على الرأي يضر ولا ينفع، كلنا نريد نفس الهدف فلماذا نتفرّق؟ فماذا استفدتم بالله عليكم؟ 

لا أستبعد أن يأتي الأسبوع القادم من يريد الاعتصام بساحة التغيير بحجة أن المنظر هناك أجمل!

حقيقة أقولها بأسى وحزن أن ما حصل لم يكن جمعة دستور بل كان جمعة بطيخ بامتياز، وحسب ما علمت أن هناك نوايا لجمعة قادمة... أقولها صريحة، مالم يكن هناك تنظيم وآلية واضحة في التجمع وتوحيد للصفوف؛ فلن تؤثر هذه التجمعات أبداً ولو استمرت مئة عام، وستكون أضحوكة "للي يسوى واللي ما يسوى".. وهم كثر!

Wednesday, May 18, 2011

صورة مع الدستور وحياتك

مبروك يا جماعة! تحول الدستور إلى ديكور جميل "نكشخ" به أمام الدول المحترمة، فنظهر أمامهم أننا دولة محترمة لدينا دستور، بينما في الحقيقة أننا دولة غير محترمة لا دستور يحكمها.

أيام الغزو، عندما كان الشيخ سعود الناصر سفيرنا لدى الولايات المتحدة، قام بطباعة نسخ مترجمة للانجليزية من الدستور الكويتي ووزعه على عدة شخصيات أمريكية سياسية واعلامية، من أجل حشد رأي عام أمريكي ودولي مؤيد للقضية الكويتية، بإثبات أننا دولة محترمة نتحاكم إلى دستور ديمقراطي يكفل للجميع حقوقه ويبين للجميع واجباته.

ولكن يبدو أن الشيخ سعود الناصر كان "يقص" عالأمريكيين؟ لا دستور ولاهم يحزنون، مجرد كتيّب احتوى على 183 مادة جميلة ولكنها حبر على ورق لا أكثر.

سكتنا عن الانتهاكات الصغيرة للدستور، فإذا بالحكومة تتمادى، وإذا بالانتهاكات تكبر وتكبر وتكبر ككرة الثلج، وإن سكتنا أكثر فستحطمنا كرة الثلج جميعاً.

قلت في تاريخ 9 ديسمبر 2010 بعد أحداث ديوانية الحربش مباشرة، قلت أن انتهاك الدستور يكون بالجملة، وهذا ما حصل ويحصل وسيحصل. والسبب أن الشعب الكويتي شعب ميّت لا يتحرك ولا ينتفض للدفاع عن حقوقه ومكتسباته. ومن لا يدافع عن حقوقه لا يستحقها، وقد قال بينجامين فرانكلين أن من يضحي بحريته من أجل سلامته لا يستحق كليهما.

الدعوات التي انطلقت من التويتر لـ"جمعة الدستور" في ساحة الصفاة مساء مستحقة ويجب على كل كويتي حر أن يلبيها، دفاعاً عن ما تبقى من كرامة وعن ما تبقى من حرية.

إن سكتنا هذه المرة أيضاً فسنصل إلى اليوم الذي يصبح فيه هذا الدستور للصور ولزوم الزينة والديكور، ولطباعته وتوزيعه على الأجانب كما فعل الشيخ سعود الناصر، لنقف ونقول "صورة مع الدستور وحياتك!".. ولعمري ليس هذا اليوم ببعيد إن استمرينا بالتهاون والتخاذل.

واختمها بما قاله المتنبي:
مَنْ يَهُنْ يَسْهُل الْهَوَانُ عَليْه :: مَا لِجُرْحٍ بِمَيّتٍ إيلامُ

Monday, May 16, 2011

تباً للشيخ

أكثر ما يثير غضبي وحنقي هو عبارة سمجة غبيّة ذليلة يرددها البعض حينما توجه سهام الانتقادات اللاذعة لهذا الشيخ أو لذاك الشيخ؛ فيقول البعض "هذا شيخ ولد شيخ"! وكأنه بذلك يضفي الشرعية على أفعال هذا الشيخ ويجعله لا ينطق عن الهوى، وكل ما يفعله هذا الشيخ صحيح.. أو غير قابل للمحاسبة والتدقيق على الأقل!

ما معنى شيخ ولد شيخ؟ هل هو أفضل من الآخرين؟ هل على رأسه ريشة كما نقول؟ هل هو من عرق يسمو على الآخرين؟ هل أفعاله سامية؟

كونه شيخ فهذا أمر نحترمه ونقدره ولاشك، ولكن أفعاله لن تحظى بالاحترام لمجرد كونه شيخ، فيجب أن تكون أفعاله بحد ذاتها محترمة كي نحترمها. ولن نحترم أفعال أي شيخ لمجرد أنه شيخ. أما إن لم يحترم نفسه، ولم يحترم أفعاله، فلن نحترمه، ولن يستطيع أحد أن يفرض علينا احترامه.

فـتباً للشيخ الذي يسرق أموال الدولة ويضعها في حسابه.

وتباً للشيخ الذي يستغل منصبه في مصالح شخصية وأحلام سلطوية.

وتباً للشيخ الذي يستغل محنة الدولة ليستولي على مقدرات البلد.

وتباً للشيخ الذي يدعم الإعلام الفاسد الذي يفتت الوحدة الوطنية.

وتباً للشيخ الذي يكسر القانون ويعتقد أنه فوق القانون.

وتباً للشيخ الذي يحتقر المواطنين معتقداً أنه أفضل منهم.

وتباً للشيخ الذي يجنّد فداوية له وكأننا في العصور الوسطى.

وتباً للشيخ الذي يستعمل أسلوب "التلسب" والتكسير نهجاً له.

وتباً للشيخ الذي يلتف على الدستور ويسعى لتقويض النظام الدستوري الذي يتعارض مع هواه بدولة "المشيخة".

تباً لكل شيخ لا يحترم نفسه ولا يحترم بلده ولا يحترم الآخرين.

الشيخ شيخ بأخلاقه وأفعاله واحترامه قبل أن يكون شيخ بالدم. فإن كان خلوقاً محترماً فسيشرّف المشيخة وليس العكس. وكثير من الشيوخ يشرّفون أنفسهم ويشرفون المشيخة ويشرفون الكويت، بينما للأسف كثير من الشيوخ يسيئون للمشيخة وللكويت قبل أنفسهم.

هذا الكلام أقوله على هامش الاستجواب المقدم للشيخ أحمد الفهد، لأنه واضح أن بوفهد سيحرك "فداويته" الموجودين في كل مكان للنباح على كل من لا يعجبه الشيخ أو يتعرض له بكلمة.

كون أن أحمد الفهد شيخ ولد شيخ، وكونه ابن الشهيد، وكونه "راعي الحرشا"، وكل هالكلام "الماخوذ خيره"؛ شيء، وكونه وزير مسؤول في الحكومة؛ شيء آخر تماماً.

Sunday, May 15, 2011

بدعة التحويل للدستورية

عندما كانت الحكومة مستقيلة، وقبل أيام من اعلان التشكيل، برزت على السطح قضية الدكتور هلال الساير وزير الصحة، عندما رفض عدد من النواب إعادة توزيره مرة أخرى. حينها، رد عليهم رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد قائلاً أن هلال الساير باقٍ في منصبه، واستجوبوه إن أردتم.

صحيح أنه "وهق" الرجل، لكنه أمر جميل أن يدفع بوزرائه للمواجهة والمكاشفة والشفافية. ولكن يبدو أن رئيس الوزراء تنطبق عليه الآية الكريمة التي تقول : { أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ }. 

فبعد أن قدّم أحمد السعدون وعبدالرحمن العنجري استجوابهما لرئيس الوزراء، والأقاويل عن نية الحكومة لتحويل الاستجواب للمحكمة الدستورية أو للجنة التشريعية أو التأجيل أو غيرها لا تتوقف... اختلفت الطرق والهدف واحد وهو الهروب.

فأين تلك المواجهة التي تحث وزرائك عليها يا سمو الرئيس؟ ولكني لن أتحدث عن المواجهة في هذا المقال، وإنما سأتحدث عن إحدى طرق الهروب التي ابتكرتها الحكومة، طريقة أو "بدعة" ظهرت بين ليلة وضحاها وهي بدعة تحويل الاستجواب للمحكمة الدستورية !

المحكمة الدستورية عندما انشئت حددت اختصاصاتها بقانون انشائها رقم 14 لسنة 1973، ولا تخرج اختصاصات المحكمة الدستورية عن ثلاث اختصاصات حسب القانون، النظر في دستورية القوانين، تفسير الدستور، الطعون الانتخابية لمجلس الأمة. فمن أين جاء اختصاصها لتحديد مدى دستورية أو عدم دستورية الاستجواب؟ هل تحولت المحكمة الدستورية لمكتب استشاري؟ أو لجهة فتوى؟ معروف أن القاضي لا يجوز له إبداء استشارة قانونية أو فتوى وإنما القاضي يحكم، فكيف تتحول المحكمة الدستورية إلى جهة استشارية "تابعة" للحكومة؟ بل كيف تكون المحكمة الدستورية طرفاً في المعركة السياسية مما يفقدها هيبتها ووقارها وحياديتها؟

الحقيقة أنها مهزلة لا مهزلة بعدها... والغريب أن لا أحد يتكلم عن هذا الموضوع الغريب وكأنه وضع طبيعي، وتخرج علينا الحكومة بوزرائها ويدندن نوابها وتكتب أقلامها كل يوم بحق الحكومة باللجوء للمحكمة الدستورية متى أرادت لفحص دستورية الاستجواب... فأخبروني من أين أتى هذا الحق؟

Wednesday, May 11, 2011

يا العنجري.... اسـتـعـد

سعادة النائب الفاضل عبدالرحمن العنجري؛ إذا كنت تريد أن تستجوب رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد فيجب أن تضع عدة أمور في الاعتبار حتى لا تتفاجأ.

لا تتفاجأ إذا رأيت بعض الصحف وقد خصصت صفحات كاملة على مدى أيام لإهانتك ومهاجمتك هجوماً شخصياً لا يمت لعملك بصلة... فأنت تستجوب الشيخ ناصر المحمد!

لا تتفاجأ أن يتم اتهامك من قبل البعض بأنك خائن وأن استجوابك هذا ماهو إلا استجواب لسمو الأمير، وأنك قد خرجت على سمو الأمير... فأنت تستجوب الشيخ ناصر المحمد!

لا تتفاجأ إذا ما تحول بعض زملائك في المجلس من مراقبة الحكومة إلى مراقبتك أنت، فأصبحوا يعدون عليك كلماتك ويقفزون لمهاجمتك اخطأت أم لم تخطئ... فأنت تستجوب الشيخ ناصر المحمد!

لا تتفاجأ أن ينقلب عليك زملائك في كتلة العمل الوطني -أو كتلة المصالح الوطنية- وقد يتهمونك ويصوتون بل قد يفصلونك من الكتلة كما يشاع... فأنت تستجوب الشيخ ناصر المحمد!

لا تتفاجأ أن تُرفع عليك قضايا بعد ذلك وتحاول السلطة تجريدك من حصانتك الدستورية لأسباب واهية وغير مقبولة... فأنت تستجوب الشيخ ناصر المحمد!

لا تتفاجأ أنك حينما تأتي لتطلع الشعب على مافي جعبتك من مخالفات بحق رئيس الوزراء؛ أن تتحول الجلسة إلى سرية، وكما يقول مسلم البراك أصبح مجلس الأمة محفل ماسوني... فأنت تستجوب الشيخ ناصر المحمد!

لا تتفاجأ بعد الاستجواب أن يخرج بعض زملائك الذي كبرت كروشهم من المال العام ليقولوا أن استجوابكم كان ضعيفاً مفككاً واهناً، حتى وإن كانت آثار الجريمة ما زالت باقية أمام أعينهم... فأنت تستجوب الشيخ ناصر المحمد!

لا تتفاجأ أن يخرج أيضاً من زملائك من يقول أنك كنت ترجف وترتعد أثناء الاستجواب بينما الشيخ ناصر كان أفصح من امرؤ القيس في رده على محاور الاستجواب... فأنت تستجوب الشيخ ناصر المحمد!

لا تتفاجأ يابو مشاري حينما يصبح الحق باطلاً والباطل حقاً، ويتحول الصواب إلى خطأ والخطأ إلى صواب، وأن ترى الشريف يخوّن ويكذّب والخائن يؤتمن ويصدّق... فأنت تستجوب الشيخ ناصر المحمد!


من أجل ذلك، أقولها لك سعادة النائب عبدالرحمن العنجري؛ استعد ولا تتفاجأ لما سيحصل في الأيام المقبلة.

أما العم بو عبدالعزيز ماعليه خوف، فهو متعود على هالأمور :)



للتعليقات والانتقادات: LeKoweit@

Tuesday, May 10, 2011

تساؤل: كيف نطبق الشريعة الاسلامية؟

اليوم بخرج من الإطار السياسي التقليدي النقدي للأحداث اليومية، وبأناقش قضية فكرية اسلامية ليس لها علاقة بالسياسة وليست محصورة على الكويت، بل على جميع البلدان العربية والاسلامية.

يتحدث الكثير عن تطبيق الشريعة، ويرددون الآية الكريمة التي تقول "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون"، والبعض يبلغ في تشدده إلى تكفير الحكام العرب -وإن كانوا يستحقون التكفير..معظمهم!- لأنهم لا يطبقون الشريعة، وبالتالي يرفض أن يخضع للقوانين لأن هذه القوانين وضعية كافرة والعياذ بالله !

وعندما تسأل أي من اولئك المتحمسين، وقد سألت فعلاً أكثر من شخص منهم، وتقول له: كيف السبيل إلى تطبيق الشريعة؟ يأتيك الجواب مباشرة بدون تفكير: نطبق حدود الله، فنقطع يد السارق ونرجم الزاني ونقتل القاتل، فقد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام لتطبيق حد من حدود الله خير من الدنيا وما فيها.. أو بما معناه.

ولكن هناك خلل جلل يقع فيه هؤلاء، ولعلهم لا ينتبهون له. 

هل الشريعة مقصورة على الحدود؟ هل عندما نطبق الحدود نستطيع القول بأننا دولة تطبق الشريعة الاسلامية؟ هل هذا يعني بأننا نطبق معظم أحكام الشريعة ولم يبقى إلا الحدود فقط؟

الحدود جزء ولاشك من الشريعة، وتطبيق الشريعة لن يتم إلا بتطبيقها، ولكنها ليست الغاية وليست الهدف الأساسي والأوحد. الحدود كانت آخر ما نزل من الشريعة، فنزلت الحدود بعد ان اكتملت معظم أركان الشريعة التي سبقتها في النزول، وبالتالي لا يجب أن نضعها على رأس قائمة أولويات تطبيق الشريعة لو صح التعبير، بل في نهاية هذه القائمة. إذاً ماذا سيكون على رأس القائمة؟

الاسلام أول ما جاء جاء بـ لا إله إلا الله، والتي تعني تحرير العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، فهي تحرير الإنسان من العبودية، وتمام العبادة لله عز وجل هو تمام الحرية. فالاسلام جاء بالحرية.

الاسلام جاء بالعدل كذلك، والمساواة، ورفع الظلم، ومكارم الأخلاق. هذه أساسات الاسلام، أول ما جاء الاسلام جاء بها ولا يقوم الاسلام إلا بها.

كيف نطبق الشريعة في مجتمع ظالم؟ مجتمع يفتقر للعدل في نظامه وفي حكمه؟ كيف نطبق الشريعة في مجتمع لا مساواة ولا عدالة اجتماعية فيه؟

إن المطالبة بالحرية، والمطالبة بالعدل، والمطالبة برفع الظلم، والمطالبة بالمساواة بين الناس، هي من المطالبة بتطبيق الشريعة، وهي من أساسيات الشريعة، ولها أولوية على غيرها. وإن استطعنا أن نطبق هذه الأساسيات فلنعلم أننا غرسنا أساسات الشريعة في مجتمعاتنا، وبعدها سيكون تطبيق الشريعة أمراً سهلاً يسيراً ممكناً. وبعد ذلك نستطيع المطالبة بالحدود، والأمور الفرعية الأخرى في الشريعة.

ومن يريد أن يطّلع أكثر على هذا الموضوع، أنصحه بالاطلاع على كتاب "القرآن والسلطان" وكتاب "تزييف الوعي"، كلا الكتابين لـ فهمي هويدي.

Sunday, May 08, 2011

اصحوا ...!

لماذا نقبل بأن نتناقش في أشياء هي دون الحد الأدنى؟ لماذا البعض ما زال يتسائل رغم أننا في عام 2011  هل ممكن أن يُحل مجلس الأمة حلاً مخالفاً للدستور ومنتهكاً له؟ لماذا لا نتناقش في تحسين حقوقنا وحرياتنا الموجودة في دستور الحد الأدنى وبدلاً من ذلك نتناقش في هل مازلنا نملكها أم أنها ستُسلب منّا؟

اليوم وإزاء المرحلة التأزيمية القادمة، والتي بلا شك افتعلها ناصر المحمد - ولعل آخرها حينما أعلن أن الساير باقٍ في منصبه كوزير للصحة رغم اعتراض نواب الشيعة عليه، وهذا واضح أنه سيفقده تحالف نواب الشيعة الذي كان يسنده ويحميه من السقوط خلال السنوات الماضية - اليوم يتساءل ويتحدث البعض عن إمكانية حدوث حل غير دستوري لمجلس الأمة ! 

ألم نتجاوز هذه المرحلة بعد؟ أمازلنا نتقاتل على الفتات؟

بدل أن نتناقش في الحكومة الشعبية المنتخبة، وفي صلاحيات أكبر لمجلس الأمة، وفي قوانين تزيد من استقلالية القضاء، وفي مساحة أكبر للحرية، وفي إلغاء مظاهر الدولة البوليسية التي بدأت تظهر... بدل أن نتناقش في كل هذا مازلنا نتناقش هل سيتم تعليق الدستور؟ وهل سيُلغى المجلس؟ وهل سينعود 100 عام إلى الوراء؟

اصحوا...!

هذه أمور لا مجال للتراجع بها، ولن نسمح بالتراجع بها، فما اكتسبناه وما ورثناه لن نفرط به أبداً، وبدل أن نقلّب أعيننا إلى الوراء بين لحظة وأخرى، فلنشخص بأبصارنا إلى الأفق لنرسم طريقنا ومستقبلنا.

وأتذكر هنا في إحدى كلمات الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد عبارة مازالت عالقة في ذاكرتي، حينما قال: "طريق الديمقراطية طريق لا رجعة فيه".

لنتجاوز هذه المرحلة، يكفي، فبمجرد حديثنا عن إمكانية سلب حقوقنا منا فإننا نسيء إلى أنفسنا ونهينها، ونجعل السلطة تتجرأ على أشياء قد لا تكون تملك الشجاعة للقيام بها أصلاً.

حقوقنا غير قابلة للنقاش، والعبث بها أمر مرفوض تماماً. ولنصحى، ولنحاول أن نتناقش ونعمل من أجل المزيد من الحقوق والحريات التي تكفل بقاءنا على الأقل في خانة الدول.. المحترمة !

Friday, May 06, 2011

هذا الشماغ يا يوسف مصطفى

يوسف مصطفى الوكيل المساعد لقطاع الأخبار بتلفزيون الكويت أصدر أمس قراراً بمنع لبس الشماغ على مذيعي التلفزيون بحجة أنه لا يمثل الهوية الكويتية.

لن أكتب مقالاً طويلاً عريضاً أبيّن في أن هذا تعدي على الحرية الشخصية ولا يحق له ذلك، ولن أقول أنه كان الأجدى به أن يراقب لبس بعض المذيعات المناقض للهوية الكويتية الذي يدّعي الحرص عليها... لن أقول كل ذلك، وسأكتفي بوضع صورة واحدة فقط.. صورة واحدة.





اكتفيت بوضع صور شيوخ، ليس لأن الكويت محصورة على آل الصباح فقط، ولكن لكيلا يقفز معتوه ويقول أن هذا الشخص ليس كويتياً أصيلاً وذاك ليس من عيال بطنها !


هذا هو الشماغ الذي يناقض الهوية الكويتية يا يوسف مصطفى !

Wednesday, May 04, 2011

الهولوكست الكويتي

بما أن التشكيل الحكومي أصبح شبه جاهز، وفي حالة أخرى كنت سأقول لم يبقى إلا الرتوش النهائية للتزيين، ولكن لا رتوش ولا تزيين في حكومة ناصر المحمد القبيحة شكلاً وفعلاً وفكراً.

نعود للتشكيل الحكومي، فمن المتوقع الإعلان عنه اليوم مساءاً أو غداً، وأكثر من قائمة تسربت وتقريباً بتنا نعرف من سيخرج ومن سيدخل ومن سيبقى، لذلك لا مانع من التذكير فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

كلنا يعرف الهولوكست، تلك المحرقة التي صنعها هتلر ليحرق بها اليهود. ولكن ما لا ايعرفه الجميع أننا لدينا في الكويت أيضاً محرقة أو هولوكست، ليست محرقة تحرق عرقاً معيناً، بل محرقة تحرق الوزراء.. والوزراء فقط. هذه المحرقة هي مجلس الوزراء الكويتي.

لا شك أن مجلس الوزراء في ظل قيادة الشيخ ناصر المحمد له تحول إلى محرقة سياسية، تحرق الوزراء وتقضي عليهم تماماً. فتدمر ماضيهم وتقضي على مستقبلهم ثم ترميهم على قارعة الطريق محترقين تماماً. والأمثلة كثيرة من الحكومة السابقة، فهناك الدكتور محمد البصيري الذي كان من خيرة النواب، ها قد احترق الآن ولم يعد ينفع أبداً ودمر ماضيه وقضي على مستقبله، هناك الدكتور هلال الساير والدكتورة موضي الحمود، هناك المستشار راشد الحماد... جميعهم احترقوا تماماً. ولنرجع إلى الحكومات التي قبل السابقة، نورية الصبيح، أحمد باقر، بدر الدويلة، نبيل بن سلامة... والقائمة تطول.

كلهم احترقوا في محرقة مجلس الوزراء، كلهم دمروا تاريخهم، ودمروا مستقبلهم. فاحترقوا تماماً سياسياً.

نعم، لدينا في الكويت هولوكست سياسي متخصص في حرق الوزراء وهو مجلس الوزراء، نعم لدينا هتلر كويتي قام ببناء هذا الهولوكست وقيادته على مدى خمس سنوات وهو الشيخ ناصر المحمد رئيس مجلس الوزراء من أجل حماية نفسه وكفالة بقائه أطول مدة ممكنة في الحكم.

أقولها الآن وقبل الإعلان النهائي للتشكيل، دخول أي وزير إلى الحكومة يعني دخوله إلى المحرقة، وسيحترق تماماً، ولعل الأسماء المطروحة للتشكيلة القادمة بها أسماء محترمة ولها سمعة طيبة، أمثال أحمد المليفي وسامي النصف، ولكني على يقين بأنه بمجرد أن يرتدوا البشت ويقسموا القسم سيكونون قد حكموا على أنفسهم بالموت -سياسياً- حرقاً داخل الهولوكست، ولا مجال بعدها للتراجع!

Tuesday, May 03, 2011

معاشات النواب الفلكية

وافقت اليوم اللجنة التشريعية بالإجماع (الحريتي-الطبطبائي-الراشد-الرومي-معصومة-الدويسان-العدوة) على مقترح بزيادة مكافأة -راتب- عضو مجلس الأمة من 2300 دينار شهرياً إلى 5750 دينار شهرياً !

أولاً، أود أن أوضح بضعة أمور. المكافأة تمنح لاعضاء البرلمان -في كل دول العالم- لأن هؤلاء الأعضاء تركوا أعمالهم وتجارتهم وتفرغوا للتشريع والرقابة، وبالتالي فيحتاجون إلى دخل ليصرفون منه على أنفسهم وأهلهم. من جانب آخر فإن هذه المكافأة يجب أن تكون فوق المتوسط حتى تملأ عين العضو وبالتالي فلا ينجرف إلى المصالح والرشاوي، فالعضو بالنهاية بشر وقد يتأثر بالمغريات ويخضع لها بسبب الحاجة إن كانت المكافأة قليلة.

وبالرجوع إلى مكافأة أعضائنا، فإن 2300 قد، ولاحظوا أنني قلت قد، قد تكون قليلة نوعاً ما في هذا الوقت، وبالتالي فإن مبدأ الزيادة لا بأس به، خصوصاً إذا ما علمنا أن أول مكافأة لأعضاء مجلس الأمة في عام 1963 كانت بواقع 800 دينار فقط للعضو !

فكما أنه من الطبيعي أن تزيد رواتب الموظفين كل فترة، فإنه يجب زيادة مكافآت الأعضاء لأنهم أيضاً عرضة لتقلبات الأسعار وارتفاعها. هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن هذه الزيادة لا علاقة لها بمدى آدائهم في البرلمان، لأن هذه الزيادة لن يستفيدون منها، فلو تم إقرار القانون فإن هذه الزيادة تسري ابتداء من الفصل التشريعي القادم بنص الدستور في المادة 119 منه.

ولكن أن تقفز المكافأة من 2300 إلى 5750 بزيادة قدرها 150% فهذا أمر غير معقول!

فما هو الداعي لمثل هذه الزيادة الكبيرة؟ مكافآت الأعضاء هي من المال العام، وكما أنهم حريصون على المال العام في زيادات المواطنين والموظفين فيجب أن يكونوا حريصين عليه أيضاً في زيادات مكافآتهم. وهذا يعني أن مبلغ مجموع مكافآت الأعضاء خلال الفصل التشريعي كاملاً قد قفز من 5,520,000 إلى 13,800,000 مليون دينار !

مكافأة ضخمة كهذه ستجعل عضوية مجلس الأمة مقصد للكثيرين ليس لذاتها، وإنما للإستمتاع بهذه المكافأة لمدة 4 سنوات.

الغريب في الأمر أن أعضاء اللجنة التشريعية السبعة جميعهم أجمعوا على هذه الزيادة الفلكية في المكافآت ولم يعترض أحد منهم!
فأين الذود عن أموال الشعب الذي أقسمتم جميعاً عليه؟

بانتظار أن تعرض على المجلس لنرى موقف بقية الأعضاء من هذا التبذير واللعب بالمال العام.

الجهاد


الجهاد : بين منظوري الشرع وعلم السلوك
تأليف: أ.د. بشير صالح الرشيدي، د. عثمان أحمد عبدالرحيم
عدد الصفحات: 127
الطبعة الأولى - 2007
صادر عن مؤسسة إنجاز للنشر والتوزيع


لعلّه من المصادفة أن يكون مقتل أسامة بن لادن قد جاء وأنا أقرأ هذا الكتاب. المصادفة أن أسامة بن لادن يبرّر -أو كان يبرّر- ما يقوم به من أعمال وتخريب وترويع للآمنين بأنه جهاد، وهناك من يتبعه في هذا الفكر طبعاً، بينما هذا الكتاب يحاول أن يبيّن ماهو الجهاد وفق مقصود الشرع من ناحية، وماهو الجهاد وفق علم السلوك الحديث من ناحية أخرى.

كتاب صغير الحجم، ممتع، يتطرق فيه المؤلفان إلى أمور مهمة في الجهاد قد تكون غافلة عن كثير من الناس. يحاولان من خلال هذا الكتاب الربط بين آيات الجهاد وأحاديثه ومدى إمكان تطبيقها على الواقع الحالي، ومدى تعارضها أو توافقها مع فكرة "الجهاد" اليوم. قاما بتخصيص فصل طويل لتبيان أوجه الفهم الخاطئ من قبل كثير من الشباب اليوم لمعنى الجهاد. ووضعا فصل أخير للرد على الشبه التي يطلقها الإرهابيين في شرعنة أعمالهم بأنها جهاد في سبيل الله.

الكتاب مدعّم بأقوال الصحابة وكبار العلماء القدماء والمتأخرين والمعاصرين. كتاب رائع، وأعتقد أن قراءته في هذه الأيام مفيد جداً بسبب كثرة اللغط الدائر حول مدى صحة أفعال بن لادن وهل كان مجاهداً حقاً أم إرهابي، ليس للحكم عليه فهو قد توفى وحسابه عند ربه، ولكن لما يترتب على ذلك من صحة أو بطلان أفكاره التي يعتنقها بعض الشباب.

Sunday, May 01, 2011

تأزيمي بالثلاثة

اليوم، تكون البلاد قد أكملت شهراً كاملاً بلا حكومة، 25 يوماً منها بعد إعادة تكليف الشيخ ناصر المحمد.

أستغرب ممن يطرح أسماء التشكيلة الوزارية المتوقعة، ويتناقشون حولها. أستغرب ممن يتناقش مع أعضاء مجلس الأمة عن إمكان التعاون في المرحلة المقبلة. أستغرب من الكتّاب والصحافيين الذين ما زالوا ينتظرون التشكيلة وكأنها ستأتي بالمعجزة !

نفس الرجل قد عاد مرة أخرى، هو نفس الرجل الذي قاد البلد خلال الخمس سنوات الماضية إلى الهاوية، هو نفس الرجل الذي دعم وأحياناً شارك في ضرب الوحدة الوطنية، هو نفس الرجل الذي فتح لإيران المواقع الحساسة بالدولة، هو نفس الرجل الذي حارب من أجل أن يسجن المواطنين الشرفاء الذين يعبرون عن رأيهم، هو نفس الرجل الذي يربّي الفساد في حجره، هو نفس الرجل الذي يهدر المال العام يوماً بعد يوم بلا حساب، هو نفس الرجل الذي في عهده حورب الشرفاء وأُبعدوا وقُرّب المنافقين والمرتزقة، هو نفس الرجل الذي حاربت حكومته المخلصين والوطنيين وكرّمت اللصوص والخونة... هو هو.

ماذا تنتظرون؟ بعد خمس سنوات، بعد 3 مجالس، بعد 6 حكومات، تنتظرون أن ينزل عليه الوحي فيعلم أنه مخطئ وأنه يجب عليه أن يتغير؟

لن يتغير شيء، أقولها لكم وعن ثقة، كيف؟ انظروا بأعينكم؛ 25 يوم منذ تم تكليفه بتشكيل الحكومة إلى الآن لم يشكلها، تعطلت أحوال البلاد والعباد، وكلنا يعلم أنه يتعمد تعطيل المجلس أكبر قدر ممكن لكي ينتهي دور الانعقاد ويفلت بدون استجوابات. هذا هو النهج السيء الخرب العفن المتخلف الذي أُديرت به البلد طيلة الخمس سنوات الماضية، هو هو لم يتغير.

البلد في خطر، والهاوية لن تكون الأسوأ لو استمر الوضع على ماهو عليه، ولو استمرت هذه الإدارة الكارثية في ظل ناصر المحمد وحكومته.

ناقوس الخطر تكسر من كثرة الضرب عليه وما من مجيب، والحل المتبقي لدينا هو التأزيم، نعم التأزيم التأزيم التأزيم بالثلاثة.

فهذه الحكومة -برئيسها ونهجها الذي لن يتغير، ولا اعتبار لأعضائها أبداً- لا تريد العمل ولا تريد مصلحة الوطن، فالحل بالتأزيم ثم التأزيم ثم التأزيم، حتى يرزقنا الله إحدى الحسنيين... إما أن "يطفش" ناصر المحمد ويرحل إلى الأبد، أو حل المجلس وانتخاب مجلس حر يمثل إرادة الأمة لكي يقصى ناصر المحمد عن رئاسة الوزراء... بالدستور.