لقد خرجت بهذه النظرية العجيبة والتي مفادها أن حكومة الكويت ليست كويتية !
لعلّها تكون نظرية غريبة، ولكني أراها هي التفسير المنطقي الوحيد لما يحدث.
اليوم في الندوة التي أقيمت في كلية الحقوق عن الدستور، والتي حاضر فيها كل من النائب مسلم البراك والنائب جمعان الحربش والنائب وليد الطبطبائي والكاتب أحمد الديين، كانت الندوة جيّدة، ولكن ما قيل فيها كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.
لقد أثبتت -الندوة- بما لا يدع مجالاً للشك أن حكومة الكويت ليست كويتية، فإن كانت هذه النظرية مجرد شكوك وكلام نظري في السابق، أجده وخصوصاً بعد ما سمعته في الندوة نظرية علمية بل حقيقة لا خلاف عليها!
قال مسلم البراك في سياق الحديث، إن رحلات سمو رئيس الوزراء العام الماضي إلى دول أفريقية أثمرت عن فتح سفارات لتلك الدول في الكويت، فقد قالت تلك الدول أنه رداً على زيارة الشيخ ناصر المحمد وتقديراً له سيتم فتح سفارات... ولكن أين الكارثة؟
الكارثة والمصيبة والصدمة، أن هذه السفارات لم تفتح لإعتبارات الصداقة والمجاملة لسموّه، بل لأن سموّه عرض عليهم أن تتكفل حكومة الكويت بكافة مصاريف البعثة الدبلوماسية، من رواتب البعثة جميعها، إلى سكن البعثة وسياراتها وخدمهم وسواقهم !
حكومة تدفع للسفارات من أموال الشعب! هل هناك حكومة في العالم تفعل ذلك؟
بل الأدهى والأمر كما قال مسلم البراك أن هناك سفارة أخرى عندما رأت الوضع بهذه الطريقة، بعثت بكتاب لوزارة الخارجية تطلب منها أن تتحمل الحكومة كافة مصاريف السفارة وإلا ستغلق السفارة، وفعلاً انصاعت الحكومة لطلبات هذه السفارة... وماكو أحد أحسن من أحد !!
شيء خطير والله وكارثة ما بعدها كارثة !! حكومة تدفع مصاريف وتكاليف السفارات الموجودة لديها ؟!
لم أنتهي بعد، فسأضيف ما قاله د.جمعان الحربش، عندما تحدث عن وسائل الإعلام واستغلالها بشكل سيء، قال: قلت لأحد الوزراء السياديين (يقصد الشيوخ) قبل فترة، الآن هناك قنوات مدعومة من شيوخ ومتنفذين، ألا تخافون في المستقبل أن تُدعم هذه القنوات من قبل دول؟
فكان الجواب الصاعقة، قال: ومن قال لك أنه ما صار للحين؟
فقلت (أي جمعان الحربش): ولماذا لا تتصرف؟
فجاوب الوزير بكل برود وكأن الأمر لا يعنيه: ما باليد حيلة !!
لن أعلق، فما ذكرته أحسبه كافي، لتعلموا حجم الصدمة التي أشعر بها، ولتعلموا صدق ما أقول... أن حكومة الكويت ليست كويتية، فمصلحة الكويت ليست على قائمة اهتماماتها بتاتاً !
وهذا باعتقادي التفسير الوحيد المنطقي الذي يفسر سبب تخاذل حكومة ناصر المحمد وعدم مبالاتها ولا اهتمامها بالكويت ومصلحتها.
باعتقادي أن الحديث لم ينتهي بعد... فللحديث بقية،