Pages

@LeKoweit لكل من يود التعليق أو المناقشة حول المقال يسعدني ذلك عبر حسابي على التويتر

Tuesday, November 29, 2011

أنتم يا شباب الكويت لها

اليوم، ببساطة... كُتب التاريخ، وأنتم من كتبتموه!

اليوم 2011/11/28 كان يوم تاريخي، يوم استثنائي، يوم غير مسبوق في تاريخ الكويت.

أشعر بسعادة عظيمة لما شاهدته اليوم، وأنني كنت أحد الذين شهدوا حدث ساحة الإرادة الجلَلْ. لا ينغّص علي فرحتي إلا وجود أخوان لنا شاركونا الجهاد والحرب ضد الفساد لسنوات، يقبعون اليوم خلف قضبان الظلم واللامساواة. كم أتمنى أن نفرح بعودتهم إلى أهلهم سالمين عاجلاً غير آجل.

حقيقة الكلمات احتشرت في صدري ولم أعد أعرف كيف أبدأ ومن أين أبدأ.

كان الشباب طوال السنوات الماضية يحاربون، نعم يحاربون، كنا في حرب شعواء، الكويت من جهة بكل شبابها المخلصين، وناصر المحمد من جهة بكل جيوشه المرتزقة واعلامه وأمواله وصلاحياته. حرب خلّفت الكثير من الدمار، تماماً كالحروب الحقيقية. ما شاهدته اليوم هو هزيمة الأعداء وانتصار الكويت بشبابها وأبنائها المخلصين. وصدق الله حينما قال "سيُهزم الجمع ويولّون الدبر".

اليوم شاهدت كويت جديدة، كويت ليست كالتي عانينها فيها طوال السنوات الماضية، كويت أخرى، الكويت التي كانت في السابق قبل مجيء ناصرالمحمد، والتي كنا دوماً نريدها أن تعود كما كانت... شاهدتها اليوم بأم عيني!

أمس كتب الأخ "بلوق عمتي" تغريدة معناها "في السابق عندما نقرأ أن د.أحمد الخطيب كان يترشح في دائرة الجهراء وينجح كنا نستغرب.. لكن اليوم لن أستغرب لو يترشح عبدالرحمن العنجري في الدائرة الخامسة وينجح". وهذا فعلاً ما شاهدته اليوم. فنفس الأشخاص الذين اشتعلوا بالصياح والتصفيق لمسلم البراك وسالم النملان اشتعلوا بالتصفيق والصياح أيضاً لصالح الملا وعبدالرحمن العنجري. ونفس الأشخاص الذين وقفوا احتراماً عندما ذكر اسم بن جامع هم نفسهم وقفوا احتراماً عندما ذكر اسم عباس الشعبي.

مخططات سلطة الفساد برئاسة ناصر المحمد وزمرته دأبت على مدى سنوات أن تفرق المجتمع، ولعلها نجحت جزئياً ومؤقتاً، ولكن اليوم انقلب السحر على الساحر وأصبح الكويتيين كويتيين كما كانوا في السابق، وتوحدوا وأصبحوا صفاً واحداً من أجل وطنهم الذي استشعروا ضياعه.

في السابق عندما كنا نطالب برحيل ناصر المحمد كنا نخرج ١٥٠٠ او ٢٠٠٠ شخص ونفرح فرحاً شديداً بهذا العدد، اليوم بفضل الله عز وجل وبفضل جهود الشباب واستمرارهم وعزيمتهم، وبفضل ناصر المحمد وجرائمه المتكررة، كان حضور اليوم يتراوح من ٨٠ إلى ١٠٠ ألف كويتي في ساحة الإرادة، تكبدوا عناء المجيء وعناء الوقوف والبرد والإزدحام لأجل أن يعبروا عن غضبهم لما يحصل بالبلد ورفضهم لناصر المحمد ونهجه الفاسد. هذا العدد لم يسبق أن حصل في تاريخ الكويت من قبل، ولكنه حصل اليوم بهذا الشباب الرائع الذين كتبوا التاريخ.

مرحلة الاستقلال ووضع الدستور مرحلة تاريخية رسمها لنا الآباء المؤسسون، ومرحلة دواوين الاثنين مرحلة أيضاً تاريخية رسمها لنا رموز المعارضة الوطنية، واليوم ابتدأت مرحلة تاريخية أقولها وبكل صراحة لا تقل أهمية عن المرحلتين السابقتين، وهو مرحلة إعادة بناء الوطن، وأنتم يا شباب الكويت ويا فخرها من سيرسم هذه المرحلة.

حربنا مع ناصر المحمد خلّفت كما قلت الكثير من الدمار، تماماً كما خلّف الغزو العراقي الكثير من الدمار. وعندما عاد الكويتيين في سنة ١٩٩١ وجدوا أمامهم مهمة وطنية بأن يعيدوا إعمار الطرق والمباني. أما نحن اليوم فأمام مهمة وطنية جديدة بأن نعيد إعمار دولة الدستور والقانون والمؤسسات، وأن نعيد إعمار الإنسان الكويتي.

وبإذن الله شباب الكويت لها.

Sunday, November 27, 2011

بيان المدوّنين. دعوة رسمية للحضور

بسم الله الرحمن الرحيم

في ظل الأجواء الشعبية التي تعيشها البلاد مؤخرا، والإجراءات غير الدستورية التي اتخذتها الأغلبية النيابية المختطفة من قبل الحكومة في جلسة الثلاثاء 16 نوفمبر الاسود، من خلال شطب استجواب النائبين احمد السعدون وعبدالرحمن العنجري، نود ان نشدد على ان حادثة دخول عدد من المواطنين والنواب إلى قاعة عبدالله السالم كانت نتيجة تراكمات حكومات رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ ناصر المحمد المتعاقبة والتي لم تستطع ان تواكب تطلعات الشعب الكويتي مع بداية العهد الجديد.

وتحولت الكويت خلال الأيام الماضية إلى دولة بوليسية يطبق فيها القانون بانتقائية، حيث توجهت السلطات المعنية بإلقاء القبض على المواطنين دون بلاغ مسبق كما هو المعهود، بعد ان سجل مكتب مجلس الامة قضية دخول المواطنين إلى المجلس في احد المخافر، وبهذا فان المجلس الذي يمثل الأمة أصبح يلاحق من أعطاه الشرعية.

ومن جانب آخر، نشيد بتطبيق القانون على الجميع شريطة ان يكون بمسطرة واحدة، فكيف تتوقع الدولة ان يحترم المواطنون القانون بينما هي عاجزة على تطبيقه على البعض من أبناء الأسرة الحاكمة وبعض المتنفذين في البلاد.

وقد سبق لنا ن أعلنا عن مبادرة المدونين باتحاد التيارات السياسية لمواجهة العبث الحكومي المستمر، وبفضل من الله ثم استمرار الاستفزاز الحكومي، الذي ساهم في توحيد الصف والتلاحم بين أبناء الكويت، والذي تجسد في ساحة العدل خلال الايام الماضية.

ندعو إخواننا وأخواتنا إلى التجمع يوم الاثنين في ساحة الإرادة لما في ذلك من أهمية لإثبات كلمتنا وأهدافنا لكويت أفضل وأجمل وأكثر تقدما برئيس جديد ونهج حكومي جديد يقوم على مكافحة الفساد وإعادة ترميم الدولة التي بناها أبو الدستور سمو الأمير الراحل المغفور له بإذن الله الشيخ عبدالله السالم.

حفظ الله الكويت و شعبها من كل مكروه

Thursday, November 24, 2011

فليشهد الثقلان أني مجرمٌ!

قرأت في تاريخ الأمم والشعوب عن كثير من الأبطال، وأعجبت بكثير منهم، وتعجبت أيضاً هل هناك بشر هكذا؟ هل الإيمان العميق بشيء ما كفيل بالتضحية لأجله؟ لماذا يقبل الإنسان على الموت والتضحية ويترك دنياه الرغدة الناعمة اللذيذة؟ إنه ولاشك الحب!

خلال الساعات الماضية حاولت مراراً وتكراراً أن أكتب كلمات أمتدح بها شباب وطني الأبطال، ولكن والله إن الكلمات تقف حائرة خجلة أمام عظمتهم وشموخهم. أقولها حقيقة بلا مبالغة.

ما الذي يجعل أولئك الشباب يذهبون بأنفسهم إلى المباحث ليسلموا أنفسهم إلى المجهول؟ لا يعلمون كم سيمكثون.. قد يكون يوم أو يومين وقد تطول إلى أشهر كما حدث مع الجاسم والوسمي والفضالة. ما الذي يجعلهم يتركون حياتهم وأهلهم وأولادهم وعملهم ومشاغلهم وإلتزاماتهم ليذهبوا لتسليم أنفسهم؟

هل سرقوا؟ هل قتلوا؟ هل زوروا؟ هل اغتصبوا؟ هل رشوا أو ارتشوا؟ لا.. إذا ماهي جريمتهم؟

إنه حب الوطن. نعم لا تستغربوا فقد أصبح حب الوطن في بلدي جريمة والفضل يعود للسلطة من قبل ومن بعد.

هم يعلمون وواثقين تمام الثقة أنهم لم يجرموا، ومع ذلك سلموا أنفسهم بكل ثقة. بل والغريب في الأمر أن بعضاً منهم لم يدخل قاعة عبدالله السالم ولكنه ما أن علم أن اسمه ضمن المطلوبين حتى كان من أوائل من سلموا أنفسهم. والأغرب أن أحدهم ترك حفل زفافه المفترض يكون اليوم وسلم نفسه أمس!

أي عظمة هذه؟ أي شموخ هذا؟ أي عشق وحب خيالي لهذه الأرض؟

قرأت عن الكثير من الأبطال في التاريخ، ولكني لأول مرة أعايش أبطالاً أراهم رأي العين. لله دركم، يحق لأهلكم أن يفخروا بكم، ويحق لنا أن نفخر بكم، ويحق للكويت أن تفخر بكم.

يقول الشافعي رحمه الله "إن كان رفضاً حب آل محمد :: فليشهد الثقلان أني رافضي"، وأنا سأقول إن كان جرماً حب الكويت فليشهد الثقلان أني مجرمٌ... وأننا جميعاً مجرمون!


قبل النهاية، لا أنسى أن أذكر أولئك الأبطال الذين قضوا يومهم وليلتهم على الرصيف أمام قصر العدل متضامنين مع أخوانهم المعتقلين... فأنتم لا تقلون عظمة عنهم.

وبالنهاية، هل تعلمون ماهو أبسط شيء ممكن أن نقدمه لأولئك الأبطال؟ الحضور في ساحة الإرادة يوم الاثنين، يوم الرد، لتعلم السلطة أننا لن نتخلى عن أبطالنا بهذه السهولة.

Wednesday, November 23, 2011

الشباب... وجريمتهم النكراء!

كما كان متوقعاً، تمكنت المباحث الكويتية الجبارة من التعرف بسرعة رهيبة على ٤٥ شاب من الذين دخلوا قاعة عبدالله السالم في غضون أيام قليلة، وسيتم استدعاؤهم للتحقيق معهم على "جريمتهم النكراء" لينالوا الجزاء العادل.

ولكن نفس هذه المباحث الجبارة، التابعة لنفس الوزارة العبقرية، في نفس الحكومة الإصلاحية، لم تتمكن من التعرف على "الشيخ" صاحب "اليوكن الأسود" ابن أحد قياديي الوزارة، والذي ورد وصف شكله كاملاً في أقوال الشاهد، المتهم بتعذيب وقتل محمد الميموني رحمه الله لقرابة سنة كاملة!

كيف يعقل هذا؟

لم تتمكن الحكومة من معرفة من يثير الفتنة ويضرب البلد طوال سنوات، لم تتمكن من معرفة من سرق أموالنا أثناء الغزو، لم تتمكن من معرفة من رشى النواب ومن هم النواب المرتشون، لم تتمكن من معرفة مَن مِن النواب تضخم رصيده بملايين الدنانير، لم تتمكن من معرفة من الذي زوّر وصدر عليه حكم نافذ بالإدانة، لم تتمكن من معرفة من يسرق الأموال العامة يومياً وينتهك أراضي الدولة، لم تتمكن من معرفة من يغسل الأموال بالبلد، لم تتمكن من معرفة من له علاقات واضحة ومكشوفة باستخبارات دول أجنبية، لم تتمكن من معرفة من ضرب النواب والشعب وسحل عبيد الوسمي في يوم الأربعاء المشؤوم... لم تتمكن من معرفة كل هذا، ولكنها عرفت وبجدارة من كسر "القلاص" داخل قاعة عبدالله السالم!

هل هذا معقول؟ هل هذه حكومة؟ هل نحن في دولة مؤسسات وقانون كما يتشدق البعض؟

أخاطبكم أنتم يا من تقرؤون، هل هذا البلد الذي تودون العيش فيه؟ هل هذا البلد الذي تحلمون به لأبنائكم وأحفادكم؟ هل هذه الكويت التي عرفتوها وتربيتم بها؟ هل هذه الحكومة التي تريدونها أن تدير بلدكم وتدير شؤونكم وتحكمكم؟

أولئك الشباب الذين دخلوا قاعة عبدالله السالم هم من خيرة شباب الوطن المحبين لهذه الأرض والمخلصين لها، هؤلاء هم الكنز الحقيقي للوطن، هؤلاء هم خط الدفاع الأول عن الوطن ودرعه، هؤلاء هم أبناء الكويت. وعندما تبدأ الحكومة -أي حكومة في العالم- بمحاربة واعتقال تلك الفئة... فاعلموا أنها إلى الزوال.

Thursday, November 17, 2011

رسالة إلى الفئة الرمادية

رسالتي إلى تلك الفئة الرمادية، تلك الفئة التي لا تعجبها الحكومة ولكن أيضاً لا تعجبها المعارضة، التي لا يعجبها انتهاك الدستور ولكن أيضاً لا يعجبها النزول للشارع، التي لا يعجبها اختطاف المجلس ولكن أيضاً لا يعجبها إقامة الندوات والاعتصامات.

تلك الفئة السلبية، التي تقف موقف المتفرج مما يحدث بالبلد.

رسالتي لهم: إلى متى ستبقون هكذا؟

يقولون ما تقوم به المعارضة ليس الحل، أقول لكم إذاً أين الحل؟ أرونا حلولكم وسنأخذ بها... ولكن أين هي؟

هم يفضلون الجلوس والانتظار لعل الحل ينزل من السماء كما ينزل المطر، يفضلون الجلوس والانتظار بالمعجزة أن تأتي بالحل ونسوا أن زمن المعجزات قد انتهى، يفضلون انتقاد كل الاطراف ولا يقومون بشيء مفيد إيجابي.

سلبيتكم هذه تدمر البلد أكثر من الحكومة، وبقاؤكم في الخانة الرمادية تشجيع للحكومة للتمادي أكثر فأكثر فأكثر... فإن كان أقصى ما تقدرون عليه هو الانتقاد فلا خوف منكم إذاً وستسمر الحكومة سعيدة وستوفر لكم كل سبل الانتقاد... ولا شيء غيره.

أعلم أنكم تحبون البلد، ولكن حب الوطن لا يكون في الأغاني الوطنية وفي مباريات المنتخب وفي مسيرات العيد الوطني.. حب الوطن يكون بالتضحية من أجله وبإنقاذه من الانهيار.

صدقوني كل يوم يمر يقربنا أكثر من الهاوية، الانتظار والصبر لم يعد ممكناً بعد اليوم، فقد أصبحنا في سباق مع الزمن لإنقاذ بلدنا.

كونوا إيجابيين وانفضوا عنكم السلبية، فالبلد اليوم تحتاج أبناؤها المحبين والمخلصين، وبأسرع وقت ممكن.

Tuesday, November 15, 2011

كرّت السبحة

ها قد كرت السبحة؛ سبحة الانتهاكات والتجاوزات والالتفاف على الدستور... أو بعبارة أدق: ما تبقى من الدستور!

كرّت السبحة، وكان واضحاً منذ أول خرزة وقعت أنها لن تكون الخرزة الوحيدة بل ستلحقها خرزات عديدة... فقد كرّت السبحة.

عندما كان رئيس الوزراء يحصن نفسه من الاستجوابات عن طريق الاستقالة والعودة مرة أخرى، كان يجب أن نعلم أنه لن يكون أقصى ما سيفعله الريّس من أجل البقاء على كرسيه.

عندما كان يحول جلسات استجوابه لسرية بدون داعي أيضاً كان يجب أن نعلم أنها إحدى خرزات السبحة... والمزيد قادم.

عندما تمت ملاحقة نائب لأنه كشف أن رئيس الوزراء راشي، ومع ذلك رئيس الوزراء لا يمسه شيء والنائب يلاحق في المحاكم وترفع عنه الحصانة، كان يجب أن نعلم أننا مازلنا في منتصف السبحة... ولم ننتهي بعد.

عندما يؤجل استجواب رئيس الوزراء سنة كاملة، بدون أي حجة أو عذر أو سند دستوري أو قانوني، أيضاً كان يجب أن نعي أنها إحدى خرزات السبحة ليس إلا.

واليوم، وبكل بساطة، وبلا أي سند من الدستور أو القانون، وبلا أي حجة منطقية، يتم شطب الاستجواب المقدم لرئيس الوزراء... هكذا ببساطة! 

وهكذا ببساطة تم الاعلان اليوم عن وأد أداة الاستجواب البرلمانية... لا استجوابات بعد اليوم!

فهل سننتظر المزيد من الخرزات تقع على رؤوسنا من تلك السبحة... أم أننا سنقطع السبحة وننهي هذه المهازل وننتصر لكرامتنا وكرامة وطننا؟

ولتعلموا بعد كل هذا أننا كنا نعيش في وهم ضخم وكذبة كبيرة هي كذبة الديمقراطية الكويتية.. أو بعبارة أدق "الديمخراطية" الكويتية!

Friday, November 04, 2011

بعد ١٠ سنوات

في تاريخ كل أمة هناك محطات مهمة، وهناك محطات أهم، وهناك محطات مفصلية... أو مفترق طرق.

في الكويت، اليوم، نحن أمام محطة مفصلية، مفترق طرق. ولعله من حسن حظنا أو من سوء حظنا -لا أعلم- أن نكون نحن الجيل الحالي، الجيل الذي يقع على عاتقه أن يجتاز هذه المرحلة المفصلية، أن يجتاز مفترق الطرق.

بعد ١٠ سنوات من الآن، سيكون أمران لا ثالث لهما، إما أن نقرأ عن الكويت وكيف استطاعت بأبنائها أن تجتاز تلك المرحلة الحرجة، كيف استطاعت أن تخرج من عنق الزجاجة بجهود وسواعد أبنائها المحبين لها، أو... لن نقرأ شيء لأنه لن يكون هناك كويت وقتها!

بعد ١٠ سنوات من الآن، إما أن نسمع ونقرأ كلمات المديح والثناء والتخليد لما قمنا به اليوم وأنقذنا به البلد، أو سنسمع ونقرأ لعنات وشتائم ابناؤنا وأحفادنا لأننا أضعنا الكويت ولم ننقذها كما يجب!

بعد ١٠ سنوات من الآن، سيعيش ابناؤنا وأحفادنا في بلد محترم متماسك كما يستحقون، أو لن يجدوا سوى أرض خرِبة يعيشون فوقها... هذا إن استطاعوا العيش!

بعد ١٠ سنوات من الآن، حين نتذكر عام ٢٠١١ إما أننا سنضحك على تلك الأيام وكيف غلبناها، أو سنبكي على حالنا وكيف غلبتنا تلك الأيام!


كل الشعوب والأمم الموجودة اليوم مرّت بمثل هذه المرحلة التي نمر بها اليوم، ونجحت في اجتيازها واختارت الطريق الصحيح بين مفترق الطرق، لأن أولئك الذين فشلوا في اجتياز تلك المرحلة واختاروا الطريق الخاطئ لم يعودوا موجودين اليوم!

Tuesday, November 01, 2011

هل سنبكي كما بكى ابن الأحمر؟

عندما سقطت غرناطة التي كانت آخر معاقل المسلمين في الأندلس، خرج منها ملكها المهزوم أبو عبدالله محمد الثاني عشر آخر ملوك بني الآحمر الذين حكموا غرناطة ردحاً من الزمان؛ خرج منها حزيناً مكسوراً، وقف يتأمل مدينته الضائعة وهو يذرف دموع الحسرة والندم، فقالت له أمه تلومه "ابكِ كالنساء على ملكٍ لم تحفظه كالرجال".

هذه القصة معروفة، ولكن السؤال الذي أطرحه هل سنبكي على الكويت كما بكى ابن الأحمر على غرناطة؟

ليس بالضرورة أن نكون حكاماً كابن الأحمر حتى نبكي على بلدنا، بل؛ إن الحكام اليوم لا يبكون على بلادهم. هل سنبكي لأننا كنا نستطيع فعل شيء، أي شيء، ومع ذلك لم نفعل واكتفينا بالمشاهدة والانتظار والتذمر؟

هل سنبكي يوم لا ينفع الندم ولا الدموع؟

لا تتوقعوا من أولئك الذين يسكنون القصور العالية أن يبكون، أبداً. فما أن تضيع الكويت كما ضاعت غرناطة، فسيرحل كل منهم إلى قصره الموجود في إحدى دول ما وراء البحار، وسيصرف من رصيده الضخم الموجود في تلك الدولة، وسيعيش حياة رغدة هادئة ممتعة، ولن يكترث أبداً بما حل بتلك البقرة التي كانت يوماً ما بقرة حلوب وجف ضرعها الآن.

بينما من سيبكي هو أنتم، أنتم الذين لا تملكون قصوراً في تلك الدول فضلاً عن أن تملكونها بالكويت أصلاً، ولا تملكون أرصدة ضخمة تصرفون منها، ولا تعرفون أصلاً بلداً غير الكويت! أنتم من سيبكي يا سادة.

قلتها وأقولها وسأقولها، الجلوس والتذمر والترقب لا يحل مشكلة، ولا يبني بلداً، ولا يقضي على فساد. فإما أن تبدؤوا بالتحرك لأجل انتشال بلدكم مما هي فيه قبل فوات الأوان، أو استعدوا من الآن لأن تذرفوا الكثير والكثير من الدموع حين لا تنفع الدموع... وستذزفونها آنذاك بلا فائدة!