Pages

@LeKoweit لكل من يود التعليق أو المناقشة حول المقال يسعدني ذلك عبر حسابي على التويتر

Friday, September 02, 2011

فشل المسرح الكويتي... إلى متى؟

هذه المقالة من وحي التغريدات التي كتبتها ظهر اليوم، والتعليقات التي وردتني عليها... فالموضوع أكبر من مجرد تعليقات عابرة، وأكبر حتى من مقالة كاملة.

انحدار الدولة يسحب معه كل شيء، ابتداءاً من السياسة، مروراً بالثقافة، إلى الرياضة، وانتهاءاً بالفن والمسرح. وطبيعي أن ينحدر المسرح في ظل كل شيء آخر منحدر في البلد، ولكن من غير الطبيعي أن يستمر على هذا الحال بدون محاولة جادة لإصلاحه، فالمسرح مهم جداً في حياة وثقافة الشعوب، ويستطيع المسرح إن صلح حاله أن يساهم بشكل كبير جداً وفعال بإصلاح السياسة والثقافة والرياضة وغيرها من الأمور.

باعتقادي مشكلة المسرح بدأت بعد عزوف جيل الرواد من الفنانين عن المسرح أمثال عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج وحياة الفهد وابراهيم الصلال، وسيطرة الجيل الثاني المتمثل تحديداً بطارق العلي وعبدالعزيز المسلم، وأحمّل الجزء الأكبر من مسؤولية انحدار المسرح الكويتي لطارق العلي، ليس لأسباب شخصية ولكن سأذكر الأسباب في سياق المقال.

حينما يصبح الممثل هو المنتج، فإن الأمر يحتمل أن يكون إيجابي أو سلبي، فهو سلاح ذو حدين. في حالة سيطر جانب الفنان على جانب المنتج، فإنه ينتج بعين الفنان فيبحث عن الأعمال الناجحة فنياً قبل أن تكون ناجحة تجارياً، أما إذا أصبح العكس فإنه يصبح ممثل بعين المنتج (التاجر)، فيبحث عن الأعمال الناجحة تجارياً قبل الفنية. وهذا بالضبط ما أراه في طارق العلي وعبدالعزيز المسلم، فقد سيطر جانب المنتج (التاجر) الذي يبحث عن أسهل وأقصر الطرق للوصول إلى الربح على جانب الفنان فيهم، بل وكاد ينعدم جانب الفنان أصلاً !

ليس عيباً أن يبحث الفنان عن الربح والمادة، فهو بالنهاية بشر ويحتاج المال كمثل أي شخص آخر، وكثير من الفنانين يتفرغ للتمثيل فيترك وظيفته الأساسية، وبالتالي فيحتاج إلى الأموال لكي يعتاش منها، ولكن العيب أن يصبح همه الأوحد هو المال... فلماذا يسمى فنان إذا؟

يستطيع المسرح أن يساهم بعلاج مشاكل المجتمع كالطائفية والقبلية والرشوة والفساد ووو.. إلخ. لو رجعنا إلى الثمانينات مثلاً، نجد مسرحية مثل حامي الديار ناقشت مشاكل سياسية مهمة وقتها، ونجد مسرحية مثل فرحة أمة ناقشت مشاكل اجتماعية كانت قد بدأت بالظهور للتو، ومسرحية أخرى مثل فرسان المناخ ناقشت مشكلة اقتصادية.. وغيرهم. البعض يقول أن طرح المشاكل في المسرحية يجعل المسرحية جادة وخالية من الضحك، والناس تذهب إلى المسرح بحثاً عن الضحك الذي تفتقده. حسناً هذا الكلام غير صحيح، المسرحيات التي ذكرتها تعتبر من أفضل المسرحيات في تاريخ المسرح الكويتي وبها من الضحك الكثير الكثير، ولكنها في نفس الوقت كانت مسرحيات هادفة، وهذه هي رسالة الفن التي يتحدثون عنها وأشك أن معظم الفنانين الحاليين يعرفونها!

أعود إلى المسرح الحالي، إسفاف وسخافة وقلة أدب وتفاهة ومهرجين يعتقدون أن هذا هو الضحك، للأسف إفلاس بالنصوص والممثلين والإبداع وروح الفكاهة وكل شيء. وطارق العلي مرة أخرى هو السبب الأكبر، فطارق العلي يعرض مسرحيته على مدار العام ويحضرله الآلاف ومع ذلك لم يفكر يوماً بإنتاج مسرحية هادفة، بل سنة عن سنة يزداد إسفافاً ووقاحة معتقداً أن هذا هو التطور! 

أحد الأخوة طرح سؤال مهم، هل المسرح هو من أفسد الذوق العام؟ أم أن المسرح يقدم ما يريده الجمهور الذي أساساً فسد ذوقه؟ وأنا أقول أن المسرح هو السبب. كيف؟ وما سبب هذا الإقبال إن كانت المسرحيات رخيصة إلى هذه الدرجة؟ فأقول السبب هو عدم وجود البديل. فلو كان هناك بديل عن طارق العلي وأمثاله لما اضطر الناس للذهاب لمشاهدته، فالمسرح في الكويت يعتبر جزء أساسي من وسائل الترفيه المحدودة جداً في الكويت وبالتالي الناس يضطرون للذهاب إليه سواء كان جيد أو فاشل.

إذاً الحل يحتاج إلى فنانين لا إلى منتجين (تجار). يحتاج إلى فناين تهمهم مصلحة البلد ويهمهم الفن ورسالته. كذلك يحتاج إلى مساندة من الدولة، أذكر في لقاء لعبدالحسين قبل 3 سنوات قال أنا عندي مسرحية كاملة كتبتها عن مشكلة الطائفية بالبلد ولكن ماكو مسرح أمثل فيه! عبدالحسين عبدالرضا كان فنان ومنتج، ولكنه لم يقدم تجارته أبداً على فنه، وهذا للأسف مالم يتعلمه منه الفنانين الحاليين. فانظروا إلى الفرق بين أولئك الفنانين وبين الحاليين، فنان كعبدالحسين مثلاً يقوم بمسرحية كاملة طويلة عريضة من أجل قضية واحدة فقط، يطرحها ويناقشها ويعرض الحلول. وبين فنان كطارق العلي، مسرحيته مليئة بالإسفاف والابتذال والوقاحة، ثم في آخر 5 دقائق يقول كلمة مقتضبة عن الوحدة الوطنية، بحديث أجوف لا طعم له ولا لون، ويختم مسرحيته معتقداً انه أدى ما عليه من واجب تجاه مجتمعه ووطنه!

أشعر أن المقال أصبح طويل، سأكتفي هنا. ولكن نقطة أخيرة، ففرق بين فنان كعبدالحسين عبدالرضا له هيبته ومكانته وصورته، يفجر المسرح من الضحك وهو جالس على كرسيه، وبين طارق العلي الذي يتحول إلى مهرج "يطامر" ويرقص بدون أي معنى للضحك!

ملاحظة: كلامي كان قاسي على طارق العلي لأنه هو أبرز صانع للمسرحية الكويتية اليوم، ويستطيع أن يقدم فناً راقياً لما يملكه من موهبة الكوميديا، ولكنه للأسف لا يفعل ذلك.

5 comments:

forzaq8 said...

طارق العلي يتحمل جزء من المشكله
و لاكن لا ننسي العوامل الاخري

مثلا طارق العلي اكثر من مره قال للناس الي تسأله عن مواضيع المسرحيات انه الرقابه ما تسمح له انه يناقش موضوعات جديه

بعدين شنو حسين عبدالرضا مو لاقي مسرح ؟
نفس المسارح الي كان يمثل فيها قبل للحين موجوده

Anonymous said...

نعم المسرح ينهض بالوعي ويصنع فكر ويوجه رأي عام
وإذا كانت شرهتنا على طارق العلي بأنه لا يقدم أعمال جاده فالشرهة علينا إحنا,ولا أقصد الإساءة, فماذا نتوقع من شريك هيونه في برنامجهم السخيف,هذا قدر عطاءه.
فالسؤال الأهم أين غيره من كبار الممثلين والممثلات والموهوبين الجدد من خريجين المعهد والهواة.أزمتنا أزمة شاملة المسرح أحد أعراضها فإذا الدولة لا تشجع الأبداع والجمهور تعود على السخافات فمنهم من راقت له وتابعها وكثيرون نسوا شي إسمه مسرح.
أشكرك أخوي لو كويت على إختيار هذا الموضوع وأعتبره دعوة لتطوير المسرح والفنون كافة لخدمة قضايا المجتمع وزيادة الوعي.وأتمنى من كل قلبي أن يكون للبوست صدى وأثر.

Khazer said...

دام الناس تروح واصحاب المسرحيات السخيفة الحجوزات فل ما اتوقع ينصلح المسرح لان العملية صارت تجارية وربحها مضمون واعتقد السبب الرئيسي مافي اشياء ترويحية بالعيد الناس يا اما مسافره سينما مسرحيات او يتحلطمون من الملل

Anonymous Farmer said...

كيف لك أن تطالب بمسرح أفضل لجماهير سيئة ؟ بل أنت كمن يطالب قناة الوطن أن ترتقي بطرحها .

المسرح ليس سوى انعكاس للمجتمع الذي عاث به الفساد حتى وصل إلى هذه الدرجة السيئة في المسرح وغيره .

بل حتى "جماعات التنوير" المتخصصة في المسارح لا يرجى منها شيء إن كانت تنظر بأن تقدم المسرح مرهون بالبعد عن الدين وتجسيد الرسول (ص) وغيرها من أوهام وسطحية في الطرح .

الله يرحمك ويرحم أيامك يا صقر الرشود .


فارمر

Blog 3amty said...

عرض أكثر من جميل لواقع الحركة المسرحية الكويتية، بالعكس لم تطل بالسرد فالموضوع يحتاج صفحات وصفحات من الإنتقاد البنّاء كي يتحسّن ويسمع آذان التجار