إن القمع ليس شكلاً واحداً، ولا هو قالب موحد، ولا صيغة مكررة، أو مرحلة وحيدة. يختلف القمع ويزيد وينقص ويتنوع.
عندما أقول أننا في الكويت بدأنا "منذ فترة" نقطع خطوات واسعة على طريق القمع، فلا استغرب حينما يأتي من يقول "إحنا أحسن من غيرنا" ويقارن بين حالنا وحال دول الخليج أو حال الدول العربية قبل الربيع العربي.
كل دولة توصف بأنها اليوم "دولة قمعية" لم ينم شعبها ويصحو ليجد نفسه في دولة قمعية! لم تعلن الدولة في أول يوم بعد استقلالها أنها دولة قمعية! لم ينص دستورها على القمع!
كل شيء جاء خطوة بخطوة، مرحلة بمرحلة. وهذا هو بالضبط ما نسير عليه اليوم في الكويت.
عندما يصبح منظر آليات ومدرعات القوات الخاصة بالشوارع أمر جدا اعتيادي.. فما الذي يعنيه هذا؟ عندما يصبح قيادات الداخلية وكبار الضباط أسماء معروفة ومشهورة في البلد كحال السياسيين والفنانين واللاعبين.. فما الذي يعنيه هذا؟ عندما يصبح الاعتقال وأخبار المعتقلين أمر اعتيادي في الصحف وتويتر.. فما الذي يعنيه هذا؟ عندما أصبحنا نرى بشكل يومي هاشتاق جديد يبدأ بـ "الحرية لـ.." وكل يوم يتغير اسم الشخص ولكن تبقى الحرية هي المطلب المتكرر.. فما الذي يعنيه هذا؟ عندما تصدر وزارة الداخلية بيان "يوم وترك" وبياناتها نعلم يقيناً أنها مليئة بالكذب والتزوير والتهديد.. فما الذي يعنيه هذا؟ عندما يصبح التعبير عن الرأي جريمة، والخروج للشارع تهديد لأمن الوطن، والانتقاد خيانة.. فما الذي يعنيه هذا؟ عندما تصبح "المعارضة" خيانة و"الموالاة" وطنية.. فما الذي يعنيه هذا؟ عندما تصبح ساحة الارادة هي المكان الوحيد التي منّت السلطة به علينا لـ"نصارخ شوي" فيه وبقية الكويت محظورة علينا.. فما الذي يعنيه هذا؟
هل تريدون المزيد أم اكتفيتم؟
عندما تحجز وزارة الداخلية كامل قوتها من الشرطة بسبب الاعلان عن مسيرة سلمية.. فما الذي يعنيه هذا؟ عندما يعتقل شخص يمشي وحيدا ويرفع لافتة مطالبة باطلاق سراح البراك.. فما الذي يعنيه هذا؟ عندما يُمنع اعتصام "قاطع" السلمي ويهددون بفضه بالقوة.. فما الذي يعنيه ذلك؟ عندما تنتشر في تويتر تعليمات حول كيفية تجنب آثار الغازات المسيلة للدموع وكيفية علاجها.. فما الذي يعنيه هذا؟ عندما يصبح هاجس السجن يسيطر على كثير من الشباب، من تغريدة، أو مقالة، أو مسيرة.. فما الذي يعنيه هذا؟
وعلى فكرة هذه ليست المرحلة أو الخطوة الأولى على طريق القمع، فقد قطعنا مراحل وخطوات منذ حملة "إرحل" باعتقالات وتهديدات وحبس وضرب وقمع، ومازالنا نتقدم.
نحن اليوم ندافع عن كراماتنا، ندافع عن دستورنا، ندافع عن الكويت. إذا قبلنا ورضخنا فسنصل لمراحل متقدمة جداً من طريق القمع وقد نصل لنهايته، وتصبح حينذ محاربته أشد صعوبة وأكثر خسائر.
لا تطغى السلطة -أي سلطة- إلا بسبب خضوع الناس، ولو أنها وجدت من يقف بوجهها لما طغت، وكما يقال "قال من أمرك؟ قال من نهاني؟" فلا تتوقعون حينما تسكتون بحجة "الاستقرار"، وتجلسون في بيوتكم بحجة "عدم مخالفة القانون"، وترفضون الشارع بحجة "عدم الفوضى"، ولا تنتقدون بحجة "عدم التجريح"، لا تتوقعون أنكم بعد كل هذا ستنعمون بحياة كريمة وحرية كاملة.
من لا يدافع عن حريته وكرامته لا يستحقها، لذلك إن كانت لحرياتكم وكراماتكم أهمية لديكم -ولو قليلة- دافعوا عنها قبل فوات الأوان!
عندما أقول أننا في الكويت بدأنا "منذ فترة" نقطع خطوات واسعة على طريق القمع، فلا استغرب حينما يأتي من يقول "إحنا أحسن من غيرنا" ويقارن بين حالنا وحال دول الخليج أو حال الدول العربية قبل الربيع العربي.
كل دولة توصف بأنها اليوم "دولة قمعية" لم ينم شعبها ويصحو ليجد نفسه في دولة قمعية! لم تعلن الدولة في أول يوم بعد استقلالها أنها دولة قمعية! لم ينص دستورها على القمع!
كل شيء جاء خطوة بخطوة، مرحلة بمرحلة. وهذا هو بالضبط ما نسير عليه اليوم في الكويت.
عندما يصبح منظر آليات ومدرعات القوات الخاصة بالشوارع أمر جدا اعتيادي.. فما الذي يعنيه هذا؟ عندما يصبح قيادات الداخلية وكبار الضباط أسماء معروفة ومشهورة في البلد كحال السياسيين والفنانين واللاعبين.. فما الذي يعنيه هذا؟ عندما يصبح الاعتقال وأخبار المعتقلين أمر اعتيادي في الصحف وتويتر.. فما الذي يعنيه هذا؟ عندما أصبحنا نرى بشكل يومي هاشتاق جديد يبدأ بـ "الحرية لـ.." وكل يوم يتغير اسم الشخص ولكن تبقى الحرية هي المطلب المتكرر.. فما الذي يعنيه هذا؟ عندما تصدر وزارة الداخلية بيان "يوم وترك" وبياناتها نعلم يقيناً أنها مليئة بالكذب والتزوير والتهديد.. فما الذي يعنيه هذا؟ عندما يصبح التعبير عن الرأي جريمة، والخروج للشارع تهديد لأمن الوطن، والانتقاد خيانة.. فما الذي يعنيه هذا؟ عندما تصبح "المعارضة" خيانة و"الموالاة" وطنية.. فما الذي يعنيه هذا؟ عندما تصبح ساحة الارادة هي المكان الوحيد التي منّت السلطة به علينا لـ"نصارخ شوي" فيه وبقية الكويت محظورة علينا.. فما الذي يعنيه هذا؟
هل تريدون المزيد أم اكتفيتم؟
عندما تحجز وزارة الداخلية كامل قوتها من الشرطة بسبب الاعلان عن مسيرة سلمية.. فما الذي يعنيه هذا؟ عندما يعتقل شخص يمشي وحيدا ويرفع لافتة مطالبة باطلاق سراح البراك.. فما الذي يعنيه هذا؟ عندما يُمنع اعتصام "قاطع" السلمي ويهددون بفضه بالقوة.. فما الذي يعنيه ذلك؟ عندما تنتشر في تويتر تعليمات حول كيفية تجنب آثار الغازات المسيلة للدموع وكيفية علاجها.. فما الذي يعنيه هذا؟ عندما يصبح هاجس السجن يسيطر على كثير من الشباب، من تغريدة، أو مقالة، أو مسيرة.. فما الذي يعنيه هذا؟
وعلى فكرة هذه ليست المرحلة أو الخطوة الأولى على طريق القمع، فقد قطعنا مراحل وخطوات منذ حملة "إرحل" باعتقالات وتهديدات وحبس وضرب وقمع، ومازالنا نتقدم.
نحن اليوم ندافع عن كراماتنا، ندافع عن دستورنا، ندافع عن الكويت. إذا قبلنا ورضخنا فسنصل لمراحل متقدمة جداً من طريق القمع وقد نصل لنهايته، وتصبح حينذ محاربته أشد صعوبة وأكثر خسائر.
لا تطغى السلطة -أي سلطة- إلا بسبب خضوع الناس، ولو أنها وجدت من يقف بوجهها لما طغت، وكما يقال "قال من أمرك؟ قال من نهاني؟" فلا تتوقعون حينما تسكتون بحجة "الاستقرار"، وتجلسون في بيوتكم بحجة "عدم مخالفة القانون"، وترفضون الشارع بحجة "عدم الفوضى"، ولا تنتقدون بحجة "عدم التجريح"، لا تتوقعون أنكم بعد كل هذا ستنعمون بحياة كريمة وحرية كاملة.
من لا يدافع عن حريته وكرامته لا يستحقها، لذلك إن كانت لحرياتكم وكراماتكم أهمية لديكم -ولو قليلة- دافعوا عنها قبل فوات الأوان!
4 comments:
لو تسمحلي
شنو اللي فرق المرسوم الحالي أبو صوت عن اح المراسيم السابقة في بداية الثمانينات و اللي قسم الدوائر الى 25 دائرة بدل عشر... الكل كان ساكت و اللي اعترض نزل الانتخابات وقتها و فاز من فاز .. اي سلك الطريق القانوني
و الان فالمرسوم حق دستوري
و اما من يعترض على القمع و يقول الدولة |أصبحت بوليسية فان أعتى الديمقراطيات بالعالم تم قمع من خرج على القانون بالقانون
و لك السلام
ولا تزعل مني
ولد الديمقراطية
اخي العزيز
اذا جاء شخص وسرق ولم يحاسبه احد لأي سبب كان
ثم جاء بعدها وسرق مالك بحجة انه لم يحاسبه احد في المرة الماضية مما يعني أنه اصبح يحق له السرقة متى شاء
فهل ستقبل بهذه الحجة؟
هذا بالضبط اللي انت قاعد تقوله
ارتكبت اخطاء في السابق وسكت عنها الناس لا يعني اضفاء المشروعية على الاخطاء مستقبلا
وللعلم تعديل الدوائر ل٢٥ كان الهدف منه اسقاط المعارضة
واخطأ نواب المعارضة انذاك وشاركوا وفعلا سقط اغلبهم
لا تقولي حق دستوري لان هذا مو صحيح جملة وتفصيلا
الدستور وضع لكل حق شروط لممارسته
ثم تقولي الخروج على القانون؟
انا اقولك لو كان بالبلد قانون لما وصل حال البلد لما وصل اليه
وحياك الله
اولا شكرا على الرد الهادئ
لا ننكر أن البلد في حلة سيئة بسبب الاداء الحكومي على مر السنين وعدم تطبيق القانون بالشكل السليم
بحيث يشبه حال البلد من أصابه السرطان
و لكن
هل العلاج بأن تاخذ المريض بالسرطان الى دكتور غير ماهر واثبت فشله على مر السنين
اما بسبب جهله أو ادعاءه المهارة في العلاج
و في الحالتين فقد جرب و تم معرفة قدراته وفشله
أم تبحث عن أشهر و أمهر الدكاترة
لعلاجه!!!!
خذ مثلا التيارات و قادة ما يسمى "بالمعارضة" أو الاغلبية
تم تجربتهم وفشل أغلبيتهم
و الادلة لدي كثيرة... من خرق للقوانين في بيت الامة الى اقصاء و تخوين أي معارض لهم الى فساد أي مؤسسة تمت السيطرة عليها من قبلهم
الى السكوت عن الفساد ارضاء للتيار أو القبيلة أو طمعا في المصالح
فهم جزء من المرض وليسوا علاج للمرض
و في الختام
"معلم الناس أحق بتعليم نفسه"
و نحن بانتظار الطبيب الماهر لعلاج أمراض الامة و الشعب
و سامحني على الاطالة
و السلام
ولد الديمقراطية
اخي العزيز
مشكلة بعض الناس انهم يعتقدون ان هذه المسيرات وهذا الغضب الشعبي هو من اجل نواب او بتحريك من نواب
وهذا خطأ كبير!
النواب لا علاقة لهم بالموضوع
النواب مشاركين كمواطنين حالهم حال المواطنين
واذكرك مسلم البراك في خطابه الاخير بساحة الارادة قال
وجهت لي دعوة للمشاركة في مسيرة كرامة وطن وسأشارك
الموضوع تعدى النواب بمراحل
واذا قصدك على موضوع الصوت الواحد اللي هو جزء من المشكلة وليس كل المشكلة
فقانون الانتخاب هو من حقي كناخب ومواطن قبل ان يكون وسيلة للنائب ليترشح
فالموضوع يعنيني اكثر مما يعني النواب
وحياك الله
Post a Comment