Pages

@LeKoweit لكل من يود التعليق أو المناقشة حول المقال يسعدني ذلك عبر حسابي على التويتر

Friday, April 22, 2011

قصة وقصيدة

هذه المرة قصة وقصيدة للاستمتاع... والاستمتاع فقط.

هي قصيدة من أشهر وأروع قصائد الرثاء، ولعل قصتها معروفة أيضاً، ولكن لا مانع من وضعها فإن الجمال لا يُمل منه.

غضب عضد الدولة في العام 238هـ على الوزير ابن بقية الملقب بنصير الدولة، لأنه كان كريماً جواداً يطعم الفقراء والمساكين، فذاع صيته في البلاد وأصبحت شعبيته تفوق شعبية الحاكم نفسه عضد الدولة، وكان عضد الدولة يحقد عليه لأسباب قديمة. فقام بقتله بأن رماه تحت أرجل الفيلة، ثم قام بصلبه وعلّقه في أحد الميادين في بغداد.
فرأى هذا المنظر أبو الحسن الأنباري، فقال فيه قصيدة تعتبر من أروع ما قيل في الرثاء، وظلت خالدة إلى اليوم، ولم تشتهر للأنباري أي قصيدة قبل أو بعد هذه القصيدة.
فاستطاع الأنباري بقصيدته هذه تحويل المشهد من النقيض إلى النقيض، وغيّر اللون من الأسود إلى الأبيض ببراعة وجمال. فحوّل مشهد المقتول والمصلوب إلى شيء في غاية الروعة !
فانظروا لروعة هذه القصيدة.

 
علو في الحياة وفي الممات

كأن الناس حولك حين قاموا

كأنك قائم فيهم خطيبا

مددت يديك نحوهم احتفاءً

ولما ضاق بطن الأرض عن أن

أصاروا الجو قبرك واستعاضوا

لعظمك في النفوس تبيت ترعى

وتوقد حولك النيران ليلا

ركبت مطيةً من قَبْلُ زيدٌ

وتلك قضية فيها أناسٌ

ولم أر قبل جذعك قط جذعا

أسأت إلى النوائب فاستثارت

وصير دهرك الإحسان فيه

وكنت لمعشر سعدا فلما

غليل باطن لك في فؤادي

ولو أني قدرت على قيام

ملأت الأرض من نظم القوافي

ولكني أصبر عنك نفسي

ومالك تربة فأقول تسقى

عليك تحية الرحمن تترى





































لحقٌ أنت إحدى المعجزات

وفود نَداك أيام الصلات

وكلهم قيامٌ للصلاة

كمدهما إليهم بالهبات

يضم علاك من بعد الوفاة

عن الأكفان ثوب السافيات

بحراسٍ وحفاظ ثقات

كذلك كنت أيام الحياة

علاها في السنين الماضيات

تباعد عنك تعيير العداة

تمكن من عناق المكرمات

فأنت قتيل ثأر النائبات

إلينا من عظيم السيئات

مضيت تفرقوا بالمنحسات

يخفف بالدموع الجاريات

بفرضك و الحقوق الواجبات

وبحت بها خلاف النائحات

مخافة أن أعد من الجناة

لأنك نصب هطل الهاطلات

برحمات غواد رائحات
 
ومن شدة جمال القصيدة، ومن عظم الرثاء الذي بها، لما سمعها المعتضد -الذي قتل الوزير- بكى وتمنى لو أنه كان مكان الوزير المقتول وأن هذه القصيدة قد قيلت فيه !

4 comments:

Anonymous said...

الطِيب مايضيع
والإنسان لا يبقى له بعد موته سوى عمله الصالح والذكر الطيب عند الناس
شكرا للقصيدة وللمعنى

le Koweit said...

تحلطم/

فعلا الطيب ما يضيع
:)

حياك الله

تفاصــيل said...

عفوا هذيلا بأي عصر؟؟

le Koweit said...

تفاصيل/

حسب ماهو معروف ان القصة كانت بعام 238 هجري
معناته بعصر الدولة العباسية اذا ماني غلطان

حياج الله