هي قطعة فنية من تلك القطع التي صنعها الشاعر الفذ فهد العسكر رحمه الله. قصيدة صاغ بها الإبداع فأبدع أيّما إبداع.
من باب التغيير، وكسر روتين المقالات، ومن باب ما أشبه اليوم بالأمس... بل إن اليوم لم يتغير عن الأمس حتى يشبهه بل مازال هو هو؛ فسأضع هذه القصيدة، أو تحديداً جزء منها فقط لأنها طويلة جداً.
فاستمتعوا بها
وَطَني، وَصَيَّرنا الزَّمانُ أذِلَّةً | لِنَعيشَ في الأوطانِ كالعُبْدَان؟ |
نعصي أوامرَ كلِّ فردٍ مُصلحٍ | والدِّينُ ينهانا عن العِصيان |
والخَتْلُ والتّدجيلُ قد فتَكا بنا | وتَقودُنا الأطماعُ كالعميان |
كلٌّ بميدانِ اللذائذِ والهوى | تلقى عَوَاطِفَه بغيرِ عنان |
ذو المال نَغفِرُ ذَنبَهُ وَنجلُّهُ | أبدًا فَتَلقاهُ عظيمَ الشَّان |
أمَّا الفقيرُ فلا تَسَل عن حالِهِ | حالٌ تُثيرُ لواعجَ الأشجان |
والحُرُّ نُشبعُهُ أذىً ونُذيقُهُ | سُوءَ العذابِ ولا يزالُ يُعاني |
ونُحيطُ بالتَّعظيمِ كلَّ مُنافق | باعَ الضَّمير بأبخس الأثمان |
ما نحنُ في وطنٍ إذا صَرخَ الغيو رُ به يرى نَفَرًا من الأعوان | |
ما نحنُ في وطنٍ إذا نادى الأبـ | ـيُّ بهِ يُجابُ نِداهُ يا أقراني |
وطنٌ به يتجرَّعُ الأحرارُ وا | أسفاهُ صَابَ البُؤس والحرمان |
وَيلاهُ أجنحةُ الصُّقور تكسَّرت | والنَّسرُ لا يقوى على الطَّيران |
وأرى الفضاءَ الرَّحب أصبحَ مسرحًا | واحسرتا، للبُومِ والغِربان |
والليثُ أمسى بالعَرينِ مُكبَّلاً | والكلبُ يرتَعُ في لحُومِ الضَّان |
ما أن يُطبِّل في البلاد مُطَبِّلٌ | حتى تُصَفِّقَ عُصبَةُ الشَّيطان |
أو كُلَّما نَعَبَ الغُرابُ وغصَّ في | تَنعابه نَعَبَ الغُرابُ الثَّاني |
فلِمَ التَّخاذُلُ والعُروبَةُ أمُّنا | ولمَ الشِّقاقُ ونَحنُ من عَدْنان؟ |
ولمَ التَّفاخرُ بالموائدِ والملا | بسِ والأثاث وشَاهق الجُدران؟ |
ولمَ التَّعصُّبُ بالمذاهب، يا بني الـ | أوطانِ، وهو أساسُ كلِّ هوان؟ |
فقلُوبنا للهِ والأجسامُ للـ | ـغبراءِ والأرواحُ للأوطانِ |
فَتعَاضدوا وتكاتَفوا وتآلفوا | وتسانَدوا كَتَسانُدِ البنيان |
وتآمروا بالبرِّ والتقوى ولا | تَتآمروا بالإثم والعُدوان |
4 comments:
أول مرة أزور مدونتك القيمة .. تهنئتي لك على المجهود المبذول والرائع..
نعــــــــم .. انــــــــه اليــــــــــــــأس والاحبـــــــــــــــــاط
اخبار مصر /
يسعدني تواجدك اخوي
اشكرك :)
حياك الله
غير معرف /
الله كريم .....
حياك الله
Post a Comment