كان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أميراً على الكوفة في عهد الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمير المؤمنين. فشكا أهل الكوفة إلى أمير المؤمنين بأن أميرهم سعد بن أبي وقاص لا يقسم بالسويَّة، ولا يعدل في الرعية، ولا يغزو في السرية. فقرر عمر بن الخطاب التحقيق في هذا الأمر رغم أن الشكوى كانت في حق سعد بن أبي وقاص. أتعلمون من هو سعد بن أبي وقاص؟
هو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه سادس من أسلم، وخال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو الذي قال له الرسول عليه الصلاة والسلام في غزوة أحد ارم يا سعد فداك أبي وأمي، وقال سعد عن هذه الحادثة لقد جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه، وما جمعهما لأحدٍ قبلي.
أرسل عمر بن الخطاب إلى الكوفة الصحابي محمد بن مسلمة رضي الله عنه لينظر بنفسه في صحة شكوى أهل الكوفة. فطاف محمد بن مسلمة بقبائل الكوفة وعشائرها ومساجدها وأسواقها يسأل الناس عن أميرهم سعد بن أبي وقاص، فكان الكل يثني عليه، إلا رجل واحد فقط قال أنه لا يقسم بالسوية ولا يعدل في الرعية ولا يغزو بالسرية.
وعندما رجع محمد بن مسلمة للمدينة وقال لأمير المؤمنين ما شاهده وسمعه، وما قاله ذلك الرجل؛ بعث عمر بن الخطاب لسعد بن أبي وقاص بأن يقدم عليه إلى المدينة وأن يستخلف على الكوفة من يراه أهلاً لذلك.
فعزله عمر رضي الله عنه رغم مكانة سعد بن أبي وقاص، وقال له: والله أعلم أن ما يقولونه عليك ما هو بحق، ولكني أخشى الفتنة. فشهادة رجل واحد -وإن كانت غير صحيحة- كانت كفيلة بعزل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، سادس من أسلم وخال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد العشرة المبشرين بالجنة.
2 comments:
رائعة
بس أن تتوقع أن تكون أخلاقيات الناس اليوم مثل أخلاقيات الصحابة و هم بمثابة قدوة هو شيء من المثالية
/Su
سو/
يقول هارون الرشيد رحمه الله
والله ما انصفتمونا معشر الرعية
تريدون ان نسير فيكم بسيرة ابو بكر وعمر
ولا تسيرون انتم بسيرتهما
ومع ذلك فإن المحاولة لا بأس بها :)
حياك الله
Post a Comment