اليوم، ببساطة... كُتب التاريخ، وأنتم من كتبتموه!
اليوم 2011/11/28 كان يوم تاريخي، يوم استثنائي، يوم غير مسبوق في تاريخ الكويت.
أشعر بسعادة عظيمة لما شاهدته اليوم، وأنني كنت أحد الذين شهدوا حدث ساحة الإرادة الجلَلْ. لا ينغّص علي فرحتي إلا وجود أخوان لنا شاركونا الجهاد والحرب ضد الفساد لسنوات، يقبعون اليوم خلف قضبان الظلم واللامساواة. كم أتمنى أن نفرح بعودتهم إلى أهلهم سالمين عاجلاً غير آجل.
حقيقة الكلمات احتشرت في صدري ولم أعد أعرف كيف أبدأ ومن أين أبدأ.
كان الشباب طوال السنوات الماضية يحاربون، نعم يحاربون، كنا في حرب شعواء، الكويت من جهة بكل شبابها المخلصين، وناصر المحمد من جهة بكل جيوشه المرتزقة واعلامه وأمواله وصلاحياته. حرب خلّفت الكثير من الدمار، تماماً كالحروب الحقيقية. ما شاهدته اليوم هو هزيمة الأعداء وانتصار الكويت بشبابها وأبنائها المخلصين. وصدق الله حينما قال "سيُهزم الجمع ويولّون الدبر".
اليوم شاهدت كويت جديدة، كويت ليست كالتي عانينها فيها طوال السنوات الماضية، كويت أخرى، الكويت التي كانت في السابق قبل مجيء ناصرالمحمد، والتي كنا دوماً نريدها أن تعود كما كانت... شاهدتها اليوم بأم عيني!
أمس كتب الأخ "بلوق عمتي" تغريدة معناها "في السابق عندما نقرأ أن د.أحمد الخطيب كان يترشح في دائرة الجهراء وينجح كنا نستغرب.. لكن اليوم لن أستغرب لو يترشح عبدالرحمن العنجري في الدائرة الخامسة وينجح". وهذا فعلاً ما شاهدته اليوم. فنفس الأشخاص الذين اشتعلوا بالصياح والتصفيق لمسلم البراك وسالم النملان اشتعلوا بالتصفيق والصياح أيضاً لصالح الملا وعبدالرحمن العنجري. ونفس الأشخاص الذين وقفوا احتراماً عندما ذكر اسم بن جامع هم نفسهم وقفوا احتراماً عندما ذكر اسم عباس الشعبي.
مخططات سلطة الفساد برئاسة ناصر المحمد وزمرته دأبت على مدى سنوات أن تفرق المجتمع، ولعلها نجحت جزئياً ومؤقتاً، ولكن اليوم انقلب السحر على الساحر وأصبح الكويتيين كويتيين كما كانوا في السابق، وتوحدوا وأصبحوا صفاً واحداً من أجل وطنهم الذي استشعروا ضياعه.
في السابق عندما كنا نطالب برحيل ناصر المحمد كنا نخرج ١٥٠٠ او ٢٠٠٠ شخص ونفرح فرحاً شديداً بهذا العدد، اليوم بفضل الله عز وجل وبفضل جهود الشباب واستمرارهم وعزيمتهم، وبفضل ناصر المحمد وجرائمه المتكررة، كان حضور اليوم يتراوح من ٨٠ إلى ١٠٠ ألف كويتي في ساحة الإرادة، تكبدوا عناء المجيء وعناء الوقوف والبرد والإزدحام لأجل أن يعبروا عن غضبهم لما يحصل بالبلد ورفضهم لناصر المحمد ونهجه الفاسد. هذا العدد لم يسبق أن حصل في تاريخ الكويت من قبل، ولكنه حصل اليوم بهذا الشباب الرائع الذين كتبوا التاريخ.
مرحلة الاستقلال ووضع الدستور مرحلة تاريخية رسمها لنا الآباء المؤسسون، ومرحلة دواوين الاثنين مرحلة أيضاً تاريخية رسمها لنا رموز المعارضة الوطنية، واليوم ابتدأت مرحلة تاريخية أقولها وبكل صراحة لا تقل أهمية عن المرحلتين السابقتين، وهو مرحلة إعادة بناء الوطن، وأنتم يا شباب الكويت ويا فخرها من سيرسم هذه المرحلة.
حربنا مع ناصر المحمد خلّفت كما قلت الكثير من الدمار، تماماً كما خلّف الغزو العراقي الكثير من الدمار. وعندما عاد الكويتيين في سنة ١٩٩١ وجدوا أمامهم مهمة وطنية بأن يعيدوا إعمار الطرق والمباني. أما نحن اليوم فأمام مهمة وطنية جديدة بأن نعيد إعمار دولة الدستور والقانون والمؤسسات، وأن نعيد إعمار الإنسان الكويتي.
وبإذن الله شباب الكويت لها.
No comments:
Post a Comment