ما بعد الزوبعة... زوبعة

بعد ان انتهت الزوبعة التي أحدثها المدعو ياسر، وبعد أن سحبت الحكومة جنسيته لأسباب كما وردت أنها لتقويض النظام الإجتماعي ومن أجل مصالح الدولة العليا، وهو كلام سليم ولا غبار عليه ومن اختصاصات مجلس الوزراء طبقاً للقانون بسبب أن ياسر كان كويتياً بالتجنيس لا بالتأسيس.

انتهت تلك الزوبعة، ولم نتنفس الصعداء بعد لنفاجأ بزوبعة جديدة مقبلة علينا من بعض الطائفيين !

لم ينتهي الموضوع ولم يطوى الملف بعد، وها هم ثنائي الفتنة الجاهلية في الكويت يخرجان علينا بتصاريح من نظام "وحدة بوحدة"، وقد أعمتهم الطائفية والحميّة الجاهلية لياسر الحبيب عما قاله وما فعله بحق أم المؤمنين وبحق الكويت التي "يحملون" جنسيتها !

• عاشور: سنتبنى فتح ملف المزدوجين.. وبدأنا التنسيق النيابي

• القلاف: الحكومة والتكفيريون واهمون ان ظنوا فينا ضعفا أو مداهنة، ومَن عيّن التكفيريين قضاة لإصدار الأحكام؟

موضوع سحب الجنسية لم يعجبهم، فكيف تسحب جنسية "مجرم" شيعي ؟!

طوال الفترة الماضية سحبت جنسيات الكثير من المزدوجين من أبناء القبائل ولم يتكلم أحد، لأنهم يعلمون أن القانون يجب أن يطبق والمخطئ يجب أن يتحمل عواقب أخطائه، ولكن عندما تسحب جنسية شيعي واحد ولأسباب أكبر من مجرد الإزدواجية كما ورد في قرار مجلس الوزراء فهذا لا يعجبهم أبداً، ويريدونها حرباً طائفية تحرق الأخضر واليابس.

لا أحب أن أتكلم في هذه الموضوع، وكثيراً ما كنت أتجاهل الطائفيين وتصاريحهم الطائفية، ولكن قد بلغ السيل الزبى من هاذان الرجلان الذان كشفا عن وجهيهما الحقيقي وخلعا عباءة الوطنية التي كانا يختبئان تحتها.

لماذا أصبح ملف المزدوجين ملفاً مهماً الآن فقط؟ لا أعتقد أن الموضوع يحتاج لبعد نظر أو حتى تفكير لمعرفة سر هذه الأهمية المفاجئة بملف المزدوجين، لتطبيق مبدأ "وحدة بوحدة" و"سحبتوا جنسية شيعي نبي نسحب جناسي السنة" وغيره من الكلام الذي لن يجني إلا الدمار على هذا البلد.

في قضية ياسر اجتمع الشيعة والسنة على استنكار ما قاله، ووافق الجميع على أن ما قاله يعد إساءة بحق الجميع، إلا القلاف وعاشور الذين كانا طوال الوقت يتكلمون عن سنة وشيعة وشيعة وسنة ويسبحان في بحر آخر تماماً... بحر الطائفية التي تسري في عروقهم.

ملف الإزدواجية ملف قانوني، وهي معادلة 1+1=2 ، فمن يحمل جنسية أخرى ستسحب أو تسقط جنسيته وانتهى الأمر، ولا داعي لبركاتكم في هذا الملف... فالبلد لم تعتد تحتمل المزيد.