حكومة غبيّة

ما حصل اليوم هو مهزلة وضحك على الذقون بكل المقاييس، فما تقوم به حكومة ناصر المحمد الذي يضع الدستور في جيبه -ولا أدري هل مازال في جيبه أم سقط منه- هو احتقار وازدراء وامتهان للدستور والشعب ومجلس الأمة، وتعطيل لمصالح البلد والتنمية من خلال تفويتهم جلستين متتالتين لقضية "يفترض" أن لا ناقة لهم بها ولا جمل، فهي بين د.فيصل المسلم وبنك برقان، ولكن الحكومة دخلت طرفاً في القضية على حساب الدستور والبلد والشعب والقوانين من أجل عداوة شخصية فقط !

ما يثير الإستغراب، هو تلك التكتيكات التي تلعب بها الحكومة، والتي لم تكن متوقعة أبداً. فكلنا نعلم أن الحكومة غبيّة، نعم أقولها بالفم المليان "الحكومة غبيّة"، والشواهد كثيرة لعل أقربها والذي لا تفصلنا عنه سوا ساعات؛ هو تضييعها لقرابة شهر كامل من عمر المجلس بما فيه من قوانين واقتراحات وأمور أخرى مهمة، ضيعتها من أجل عداوة شخصية مع رجل واحد !

ولكن مثل هذه الألعاب أعتبرها مؤشر خطير جداً، فمن تزوير مفضوح للإنتخابات في السابق إلى الحلول غير الدستورية للمجلس، ثم الحلول الدستورية نتيجة الهروب من المواجهة... أما اليوم فأرى أنها تطورت بل قفزت قفزاً، فأسبحت تلعب مثل هذه الألعاب، وهذا أمر خطير قد يدمر البلد ولا يبشر بخير أبداً، فالسلاح بيد الجاهل خطر !

كتلة الدستور تشكّلت اليوم من 21 عضواً -تحديث: أصبحوا 23 عضو- للرد على ما تفعله الحكومة من محاولة للإنقلاب على الدستور، ولا عزاء لأولئك الخونة الذين سلّموا الحكومة رقابهم ورقاب الشعب بل... ورقبة الدستور.