قرأت في تاريخ الأمم والشعوب عن كثير من الأبطال، وأعجبت بكثير منهم، وتعجبت أيضاً هل هناك بشر هكذا؟ هل الإيمان العميق بشيء ما كفيل بالتضحية لأجله؟ لماذا يقبل الإنسان على الموت والتضحية ويترك دنياه الرغدة الناعمة اللذيذة؟ إنه ولاشك الحب!
خلال الساعات الماضية حاولت مراراً وتكراراً أن أكتب كلمات أمتدح بها شباب وطني الأبطال، ولكن والله إن الكلمات تقف حائرة خجلة أمام عظمتهم وشموخهم. أقولها حقيقة بلا مبالغة.
ما الذي يجعل أولئك الشباب يذهبون بأنفسهم إلى المباحث ليسلموا أنفسهم إلى المجهول؟ لا يعلمون كم سيمكثون.. قد يكون يوم أو يومين وقد تطول إلى أشهر كما حدث مع الجاسم والوسمي والفضالة. ما الذي يجعلهم يتركون حياتهم وأهلهم وأولادهم وعملهم ومشاغلهم وإلتزاماتهم ليذهبوا لتسليم أنفسهم؟
هل سرقوا؟ هل قتلوا؟ هل زوروا؟ هل اغتصبوا؟ هل رشوا أو ارتشوا؟ لا.. إذا ماهي جريمتهم؟
إنه حب الوطن. نعم لا تستغربوا فقد أصبح حب الوطن في بلدي جريمة والفضل يعود للسلطة من قبل ومن بعد.
هم يعلمون وواثقين تمام الثقة أنهم لم يجرموا، ومع ذلك سلموا أنفسهم بكل ثقة. بل والغريب في الأمر أن بعضاً منهم لم يدخل قاعة عبدالله السالم ولكنه ما أن علم أن اسمه ضمن المطلوبين حتى كان من أوائل من سلموا أنفسهم. والأغرب أن أحدهم ترك حفل زفافه المفترض يكون اليوم وسلم نفسه أمس!
أي عظمة هذه؟ أي شموخ هذا؟ أي عشق وحب خيالي لهذه الأرض؟
قرأت عن الكثير من الأبطال في التاريخ، ولكني لأول مرة أعايش أبطالاً أراهم رأي العين. لله دركم، يحق لأهلكم أن يفخروا بكم، ويحق لنا أن نفخر بكم، ويحق للكويت أن تفخر بكم.
يقول الشافعي رحمه الله "إن كان رفضاً حب آل محمد :: فليشهد الثقلان أني رافضي"، وأنا سأقول إن كان جرماً حب الكويت فليشهد الثقلان أني مجرمٌ... وأننا جميعاً مجرمون!
قبل النهاية، لا أنسى أن أذكر أولئك الأبطال الذين قضوا يومهم وليلتهم على الرصيف أمام قصر العدل متضامنين مع أخوانهم المعتقلين... فأنتم لا تقلون عظمة عنهم.
وبالنهاية، هل تعلمون ماهو أبسط شيء ممكن أن نقدمه لأولئك الأبطال؟ الحضور في ساحة الإرادة يوم الاثنين، يوم الرد، لتعلم السلطة أننا لن نتخلى عن أبطالنا بهذه السهولة.
2 comments:
الله يحفظهم ويحميهم
ولكن جريمتهم,بما فيهم من لم يدخل المجلس,لا تغتفر
فهم متهمون بسرقة مطرقة وكاكاو
من بيان التكتل الوطني اليوم لم يلفت إنتباهي أكثرمن أن ما قام به الشباب
حادثة دخول مجلس الأمة إنما هي حادثة ذات بُعد سياسي وليس جنائيا، ما يفرض ضرورة التعامل معها وفق هذا الأساس" "
عفوا أخي يرجى عدم الاستخفاف بعقول الناس
من كان شعاره محاربة الفساد و الانتصار للدستور فالأولى أن لا يتخذ من كسر القانون منهجا و من الفاسدين قادة
جريمة اقتحام مجلس الأمة ليست مسألة سرقة "مطرقة و ككاو" كما يحاول الحمقى اختزالها ، بل هي جريمة في حق رمز القانون و الدستور
نعم هناك فساد في الجانب الحكومي ، و هناك قضايا محورية آن أوان حلها ، ولكن إن سمحنا بكسر القانون بحجة أن ما فعلناه لا يقارن بالايداعات-الميموني-... فعلى الوطن السلام و قل أهلا للفوضى و الهمجية
يؤلمني استخدام القوة مع أبناء وطني ، ولكن إن أردنا لوم أحد فهو النواب الجبناء الذين يهيجون الشباب المتحمس و من ثم يتمترسون خلف حصانتهم ، ناهيك عن قمة الحقارة المتمثلة في توريط أبناء الناس و إبقاء أبنائهم خارج الصورة
عموما فمن مفارقات نواب المعارضة أن نفس من كان يطالب بالسجن و إنزال العقاب بناصر أبل و غيره ممن كانت تهمهم التعرض للسعودية ، نفس هؤلاء النواب نراهم يصفون المقتحمين بالأبطال و يحذرون من اعتقال أي من الشباب المحسوبين على المعارضة ، فيالها من انتقائية بغيضة و ازدواجية معايير نكراء تعيسة ، لهذا أرفض و كثير مثلي أن نقف مع معارضة يقودها مثل هؤلاء ، و لا يعني هذا وقوفنا بصف الحكومة ، ولكن الإنسان العاقل دائما يختار أهون الشرين ، فأهلا بنار الحكومة إن كان البديل جنة هذه المعارضة!0
Post a Comment