أتحفنا اليوم كل من التحالف الوطني والمنبر الديمقراطي ببيان مشترك يعترف بفشل الحكومة ورئيسها وتقصيرهم في نصفه الأول، ويصف الاستجواب في النصف الثاني بأنه طائفي ويشكل خطر على الوحدة الوطنية وغير مقبول ولا يتوافق مع مبادئ الدستور ولا يرقى إلى مرحلة المساءلة السياسية!
وواضح أن هذا البيان ماهو إلا تمهيد وتبرير للفعل الذي سيقترفونه في جلسة يوم الخميس، وهو منح رئيس الحكومة فرصة جديدة، سواء بتصويتهم ضد كتاب عدم التعاون أو امتناعهم عن التصويت، ففي كلا الحالتين الأمر يصب في صالح الرئيس.
الاستجواب قد لا يكون ذلك الاستجواب "القوي"، ومحاوره نوعاً ما ضعيفه، ولكنه ليس كما وصفوه بأنه طائفي وخطر على الوحدة الوطنية وغيرها من التهم والأوصاف الغريبة العجيبة التي سيقت من أجل سواد عيون الرئيس!
كنت قد دافعت عن أعضاء كتلة العمل الوطني أكثر من مرة وآخرها حينما انتقدت وثيقة البراك، ولكن اليوم أجد لزاماً علي أن أوجه سهام الإنتقاد إليهم لما سيقومون به. فكون الاستجواب ضعيف أو لم يعجبكم ليس حجة لأن تعطوا رئيس الوزراء فرصة جديدة أو تقفوا معه، فهو هو الشيخ ناصر المحمد بكل سوءاته طوال السنوات الماضية، وهو الذي قررتم عدم التعاون معه حينما "ضربكم"، فهل أصبح اليوم حليفاً وصديقاً بعدما أقصى الشيخ أحمد الفهد؟ هل تنتهي حدود معارضتكم عند بشت الشيخ أحمد الفهد؟
مقالة الدكتور أحمد الخطيب اليوم قال فيها بالحرف "انه لمن السذاجة بمكان ان يعتقد أي شخص أن تغيير رئيس الحكومة هو الحل لما نعانيه، أو يعتقد أن استجواب بعض الوزراء سيأتي بالاصلاح"، ولكن هذا لا يعني الوقوف مع رئيس الوزراء، صحيح أن رحيل رئيس الوزراء لن يحل كل المشاكل، ولكن بقاءه سيزيدها أكثر وأكثر ورحيله جزء -حتى ولو بسيط- من بداية الحل.
أشفق بشدة على بعض الأخوة من المحسوبين على الكتلة في تويتر، حينما أراهم يجاهدون لتبرير موقف الكتلة الذي لا يبرَّر... لا تتعبوا أنفسكم بالتبرير فموقفهم "يسوّد الوجه".
توقعاتي لما سيحدث في الجلسة: فإن جلسة عدم التعاون يوم الخميس ستشهد امتناع أعضاء كتلة العمل الوطني عن التصويت، وأيضاً كما أتوقع ستشهد تصويت النائب عبدالرحمن العنجري مع كتاب عدم التعاون. ولعل الشاهد على ما أقول أن النائب مرزوق الغانم في لقاء الراي يوم الخميس الماضي قال أن الكتلة ستجتمع السبت أو الأحد لإصدار بيان حول موقفها حول الاستجواب، ومع ذلك لم يصدر أي بيان عن الكتلة، فواضح أن أحد أعضاء الكتلة وهو عبدالرحمن العنجري لم يكن موافقاً على بيانهم... فقرروا إصداره من خلال التحالف والمنبر.
وبهذا كما أرى سيكون هذا التصويت للنائب العنجري فراق بينه وبين والكتلة، وسيكون هذا التصويت أيضاً كما قال أحد الأخوة في تويتر؛ فراق بين الكتلة والشعب!
1 comment:
هذي السياسه كما يعتقدون
والسياسيين أعذارهم جاهزه وبالمخبا
لأي موقف يتخذونه
Post a Comment