آخر ٣ مقالات لي بالمدونة كانت عن الانتخابات الفرعية، واليوم سيكون المقال الرابع والاخير.
أتعلمون ماهي مشكلة الفرعية؟
أن المرشح فيها يعتمد على الأصوات القريبة منه، أصوات القبيلة وتحديداً أبناء فخذه، يعني يعتمد تقريباً على ١٥٠٠ أو ٢٠٠٠ صوت، وهو العدد الذي ينجّحه بالفرعية، وبعد أن يخرج من الفرعية يضمن الفوز لأن هناك ناس "أغبياء" وضعوا عقولهم وحريتهم واختيارهم جانباً وأبوا إلا أن يكونوا تبعاً لـ ١٥٠٠ أو ٢٠٠٠ شخص قرروا رأيهم تحت مسمى "الإلتزام بالفرعي"!
فبعدما ينجح ويصبح نائب، هو يعلم أن مصيره ليعود للمجلس مرة أخرى بيد ١٥٠٠ أو ٢٠٠٠ شخص، فيضرب بالوطن وقضاياه عرض الحائط ويبدأ بالعمل وتقديم الخدمات لهذا العدد من أبناء قبيلته وتحديداً فخذه حتى "يشتري" ولاءهم.
والمصيبة العظمى أن هناك البعض لا يمانعون، ما دام النائب يتوسطلي لأسافر للعلاج بالخارج ويمشيلي معاملاتي "التافهة" المخالفة، فهنيئاً له الملايين التي يقبضها من المال العام، وتعساً للوطن وقضاياه ومستقبله فهو لا يهمني.
لا يعلمون أولئك الأغبياء أن هذا النائب يستفيد منهم أكثر مما يستفيدوا هم منه بعشرات المرات. لا يعلم أولئك الأغبياء أن مستقبل الوطن وأجيالهم على المحك بسبب اختياراتهم السيئة. لا يعلم أولئك الأغبياء أنهم إن استمروا على هذا الموال سيدفعون هم وأبناؤهم الثمن غالياً جداً. لا يعلم أولئك الأغبياء أن صوتهم أمانة سيحاسبون عليها أمام الله عز وجل. لا يعلم أولئك الأغبياء أنهم يخونون وطنهم بهذه الاختيارات. لا يعلم أولئك الأغبياء أنهم جعلوا من ظهورهم ورؤوسهم معبر وجسر وموطئ لأولئك النواب لكي يصعدوا عليها للوصول للمجلس وبعدها يرمونهم وينكرونهم ويجحدونهم. لا يعلم أولئك الأغبياء أنهم بانتخابهم شخص غير كفؤ لا يختلفون عمن يبيع صوته لشخص غير كفؤ... بل إن من باع صوته استفاد "مادياً" على الأقل فماذا استفدتم أنتم؟
أو لعلهم يعلمون كل ذلك ولا يبالون؟
4 comments:
مع الأسف فإنه بعد القانون وبعد حكم المحكمة الدستورية وبعد كلام الأمير حول الفرعيات وبعد كلام عقلاء القبائل عنها .
يستمر الجهلة خونة الوطن بممارستها.
هؤلاء ليسو أغبياء بل لا تهمهم مصلحة البلد ومستقبله.
التغيير في السلوك الثقافي لأي مجتمع يحصل على نبضات ، فأن كان الحراك الفكري الذي حصل في المجتمع الكويتي في الفترة الماضية قد تمضخ عنه إمتناع لو جزء بسيط من المواطنين عن المشاركة في الفرعيات ورفضها علنا فهي بالتأكيد خطوة للأمام وشيء يدعو للتفاؤل ، فالتغييرالشامل للثقافة المجتمعية لن يحصل في نقلة واحدة
علامك كل كلمة والثانية "أغبياء" ؟ عزيزي هذا تصرف له أسباب وذهنية معينة وجب معالجتها لكي يتوقف .
أنا أنظر إلى الأمر وفق منطلق معين ، وهو أن هذه الجموع الهائلة التي نزحت إلى الشوارع باستمرار ، رغم الظروف السيئة ، رغم الضرب ، رغم الإعلام الفاسد ، رغم هجمات العنصريين ، رغم الاعتداء اللفظي .. رغم كل شيء نزحت إلى الشارع من أجل الكويت ، والنزوح إلى الشارع بهذه الأعداد والاستمرارية أمر صعب جدا بالمقارنة بمحاربة الفرعيات التي ستسهل كثيرا على من استطاع بقدرته الهائلة على المثابرة لتغيير هذا الوطن بالحراك الشعبي .
لكن هناك مشكلة كبيرة أراها متفشية بين أبناء القبائل ألا وهي الذهنية التبعية بغض النظر عن الطرف المتبوع ، القبيلة أم شيخ القبيلة أم النواب ، والتبعية لهذا الطرف النيابي الأخير هو الأخطر ، خذ مثلا مسلم البراك "ضمير الأمة" والتبعية العمياء له بغض النظر عن غياب دوره في محاربة الفرعيات ، البراك له ايجابياته نعم ولكن تخاذله تجاه محاربة الفرعيات وجب محاسبته والاتعاظ منه ، فعلى الرغم من ورود الكثير من الانتقادات العنصرية المشينة ضد أبناء القبائل والتي لا صحة لها أبدا ، تظل الفرعيات من أهم السلبيات والانتقادات الصائبة بحق أبناء القبائل ، فأين ضمير الأمة في هذا المجال ؟ أين خوفه على أبناء القبائل من الانتقاد ؟ أين محاولاته للنهوض بأبناء القبائل من هكذا إجرام بحق النفس قبل الوطن ؟ لو كان مسلم وغيره فعلا إصلاحي ويحب القبائل لتصدى لهذا الأمر وبكل قوة ولاستجاب له كلا من أبناء القبائل وغيرهم .
أنا لم آت بمسلم البراك لكي أخصه بهذا العيب فهناك غيره الكثير ، لكني أتيت لكي أوضح أهمية نشأة الانتقاد لتصرفات معينة متفشية في بعض أبناء القبائل من قبل مواطنين يهتمون لأمرهم بكل صدق ، يحاولون النهوض بهم لا من أجل المصالح الخاصة بل من أجل مصلحة القبائل ، وهذا الأمر لن يصدر لا من مسلم ولا من غيره ممن فاق طمعه للمنصب رغبته في الإصلاح الحق ... بل يصدر من قبل ناس مثلك إنت وغيرك ممن لم يعملوا أم يتحدثوا سوى لمصلحة الشعوب لا ممثليهم ، ولهذا السبب أتمنى من كل قلبي أن يترك أبناء القبائل هذه التبعية خاصة للنواب وجميع من استعلى المناصب والمراكز حتى يفعلوا عقولهم وحدهم فهذا فقط هو ما من شأنه إصلاح النفس .
فارمر
أيقنت ان المشكله والخلل في الشعب وليس المجلس :(
Post a Comment