لم أكن أود أن أكتب الليلة، ولكن الحديث الذي دار بيني وبين بعض الأخوة في تويتر أطلق عنان الكتابة لدي حول ما حصل يوم أمس.
الوثيقة التي أطلقها مسلم البراك قبل أسبوع، والتي صوّرها الكثير على أنها وثيقة "الخلاص" ووثيقة العز والشرف والإباء والكرامة والحرية، والوثيقة التي ستكشف "المستخبي" وستفضح الخونة والمندسين، وبات التويتر والصحف لا موضوع لهم إلا هذه الوثيقة؛ أمر غريب يدعو للتعجب!
أصبحت كأني العربي الوحيد بين عَجَم! فلا أفهم ما يقولون ولا يفهمون ما أقول. حتى هذه اللحظة لا أفهم سبب هذه الضجة الإعلامية على وثيقة البراك؟ هل فعلاً هي مهمة لهذه الدرجة أم أن الصحف والقنوات وبعض الشباب في تويتر استغلها ليملأ فراغه بها ويدندن عليها طوال الأسبوع؟
اطّلعت على أسماء الـ16 نائب "فقط" الموقعين على الوثيقة، والأسماء كما توقعتها وتوقعها كل كويتي -باستثناء ناجي العبدالهادي الذي أصبح بطل بين ليلة وضحاها-، فلم نجد مثلاً حسين القلاف بين الموقعين أو سعد زنيفر أو حتى جاسم الخرافي! فهم نواب المعارضة نفسهم لم يتغيروا... فلماذا كل هذه الضجة؟
هل هذه الوثيقة كفيلة بإسقاط رئيس الوزراء؟ حتى لو وقّع عليها الـ49 نائباً في مجلس الأمة لن يسقط ناصر المحمد لأنها مجرد حبر على ورقه للإستهلاك الإعلامي ليس إلا.. فما بالكم بها وهي لم يوقع عليها إلا 16 نائب فقط!
إذا كانت الوثيقة وُضعت لإحراج التكتل الوطني، فأنا أرى -رغم شدة اختلافي مع التكتل الوطني- أنهم الأصدق بين كل من وقع على الوثيقة، فهم اتخذوا موقفاً مسبقاً منها وكانوا صادقين مع أنفسهم وناخبيهم والشعب الكويتي، وكان بإمكانهم التوقيع عليها وحين يأتي موعد كتاب عدم التعاون -وقد لا يأتي- يتنصلون من إلتزامهم بأن هذا الإستجواب غير دستوري أو طائفي أو غيرها من التهم المعلبة الجاهزة.
تريدون حقيقة وثيقة مسلم البراك كما أراها أنا شخصياً؟ إليكم إذا بالحقيقة...
وثيقة البراك لم تكن إلا ورقة للإسهتلاك الإعلامي لا معنى ولا فائدة حقيقية منها، وحيك حولها الغموض من قبل البعض من أجل إخراج المشهد بشكل "أكشن" مشوّق، ولكن الموضوع كان واضحاً... أو بالنسبة لي على الأقل.
وثيقة البراك التي جعلت من ناجي العبدالهادي بطلاً بين ليلة وضحاها، وجعلت من مرزوق الغانم ود.أسيل العوضي وصالح الملا خونة وانبطاحيين ومتحالفين مع سمو الرئيس.. وثيقة كهذه لا أريدها ولا تشرفني.
8 comments:
مع إحترامي لمن وقعها ومن لم يوقعها
معروف مسبقا إنها إستهلاك محلى
وحركة إعلامية لا أكثر
ياخي إنت المُدّون الوحيد اللي لما أقرى مقالتة ﻻزم أقراها للنهاية وﻻزم أعلق عليها...
عزيزي محمد الوثيقة هذي فاشلة سياسياً وتم إنجاحها تويترياً وإعلامياً، أين الشباب أين القوى الشبابية هل معقولة الشباب محصورين بالعليان مع إحترامي له، وبكل أسف أقولك الشباب كانوا المطية والطوفة الهبيطة التي ركبوها النواب والمتسلقين ومحبي اﻻضواء!!!
تحلطم/
المشكلة انها خذت ضجة اعلامية غريبة وغير مسبوقة !
حياك الله
غير معرف/
كلامك يشرفني ويسعدني ويثلج صدري :)
اشكرك
فعلا كما قلت الشباب كانوا هم المطية للاسف
حياك الله
بالفعل الوثيقة وضِعت لإحراج التكتل الوطني ، و تبيين الحق وتوضيح الصفقات التي تمت خلف الكواليس ولا يعيبهم هذا ولا يشينهم فالسياسة كانت دوماوابدا مسرحا للصفقات الأنتهازية وقد تم لهم ما أرادوه وازالوا الفهد من الحكومة ولكن وهذا السؤال الأهم هل سينضمون لباقي إنبطاحي المجلس وأن هذه الصفقة سوف تتبعها صفقات أخرى؟!
مهندس يوسف/
جوابا على سؤالك
يجب الا نستبق الاحداث
وللحين ما شفنا منهم شي
ننطر بحزتها ونشوف
:)
حياك الله
هناك دوما صفقات توضع خلف الكواليس ولا منقذ ولا مغيث وذلك معروفا للجميع ولكن الضجة الأعلامية كانت لها أعظم تأثير .. لكنى لن اخوض ولن أطيل فأنا أتتبع كل ماتكتبة وبقلمك الصادق الأمين مما يجعلنى استغرق فى التفكير فالقليل لا يكتب بمثل جرأتك بل ايضا الكثير .. تحياتى لك واتمنى زيارة مدونتى مدونة الشاعر المصرى ابراهيم خليل وايضا تصفح جرية مصرية الكترونية(جريدة التل الكبير كوم)..ابراهيم خليل--رئيس تحرير جريدة التل الكبيركوم.
ابراهيم خليل/
يسعدني تواجدك اخي الكريم
واشكرك على كلماتك الراقية :)
حياك الله
Post a Comment