هووب هووب هووب !

الصورة من موقع جريدة الآن

ما يحدث في الكويت هذه الأيام يجعلك تصرخ لاشعورياً قائلاً "هووب هووب هووب!! وين رايحين؟"...

إلى أين تُجر البلد؟ إلى أين نحن ذاهبون؟

أتعرفون ماذا أشعر وأنا أنظر إلى حال الكويت؟ أتذكر الشركة التي توفى صاحبها وتسلمها من بعدها أبناؤه الطائشون غير المبالين، فعاثوا بها فساداً، ودمروا ما بناه والدهم خلال عقود من الزمن... هذه ليست قصة مسلسل وإنما القصة التي تتشكل في مخيلتي وأنا أتأمل حال البلد.

ما فعلته مجموعة من أسرة المالك من الصباح باقتحام مبنى قناة سكوب وتحطيم مافيه والإعتداء على من فيه، إنما يرسّخ المقولة أو العبارة التي يرددها البض مازحاً أحياناً، أن الكويت أصبحت "حارة كل من إيدو إلو" !

أليس في هذا البلد قانون؟ ألا يوجد بها سلطة؟

بالحديث عن السلطة، إعلموا أن السلطة هي أحد الأركان الثلاثة لإعتبار الدولة دولة بمنظور القانون الدولي، والأركان هي الإقليم والشعب والسلطة، وبتخلف ركن من هذه الأركان لا تعتبر الدولة دولة، فلا دولة بلا إقليم، وبطبيعة الحال لا دولة بلا شعب، وطبيعي أنه لا دولة بلا سلطة.. بل هي غابة!

أخشى ما أخشاه أن تودع الكويت مرحلة الدولة وتنتقل إلى مرحلة جديدة هي مرحلة الغاب، لا وجود للقانون ولا للسلطة ولا للضبط، الكل يمشي بمزاجه، والكل يطبق قانونه هو.

الإعتداء الذي حصل على مبنى قناة سكوب لا يبرره شيء، فالجريمة لا يبررها مبرر، وإن كان طلال السعيد أخطأ على فرد أو أشخاص من أسرة المالك فهناك طرق لإقتضاء الحق جزائية ومدنية، ونحن لسنا في دولة الغاب، وهذا الموضوع خطير جداً.

ولاحظوأخواني وأخواتي أن الموضوع ليس سابقة! فكلنا نذكر الحادثة التي حصلت قبل سنوات من اعتداء بعض أبناء قبيلة صلبة على مبنى تلفزيون الراي إثر إساءة في أحد البرامج لهم، وتكرر هذا الموضوع اليوم من أسرة المالك مؤشر خطير جداً، فما الذي يمنع غداً أي أسرة أو قبيلة أخرى من أن تعتدي على أي قناة أو صحيفة قد تسيء إليهم بقصد أو دون قصد؟

البلد تتحول إلى شيء آخر، إلى مخلوق غريب أبعد ما يكون عن الدولة، مخلوق مشوّه مخيف... مخيف جداً، فمن الذي يأمن على نفسه في بلد بلا قانون أو سلطة؟