تغيير الخطة

علمت للتو من مدونة الزميل بنادول عن لقاء سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد مع تلفزيون الراي يوم الخميس أثناء رحلته الأسطورية إلى برمودا والمكسيك ونيويورك. فاللقاء إما أنه لم يعلن عنه بدعاية كافية، أو أنني لم أكن متابعاً جيداً للأخبار خلال الأيام القليلة الماضية !

ولكن ليس هذا موضوعنا، بغض النظر عن اللقاء الذي كان -من وجهة نظري- مملاً، وتحول إلى ما يشبه الفلم الوثائقي المشوّه، لاحظت تغييراً في الخطة وفي طريقة اللعب لدى الشيخ ناصر.

فبعد أن كان سموّه من أنصار السريّة، والهروب من الأضواء والإنزواء عن فلاشات الصحفيين وميكرفونات المذيعين التي كانت -كما اعتقدنا- أنها ترعبه، أجده الآن وقد انقلب 180 درجة وتحديداً بعد لقائه في تلفزيون الكويت. فأصبح يقبل على اللقاءات بكل شجاعة وثقة، بل وقد صرّح في بداية لقائه مع تلفزيون الراي أنه يرحب بأي مقابلة مع أي قناة كويتية !

ولا يحتاج هذا الكلام إلى شخص ذكي ليعرف أن الشيخ ناصر يريد المزيد من هذه اللقاءات، التي -باعتقاده- ستذوّب الجليد بينه وبين الناس، وستقربه للناس أكثر، بل لعلّ لقاء الراي الذي انصبّ على جوانب أخرى غير سياسية من حياة سموّه قد خدمته أكثر مما كان يتصور.

هل سنرى رئيس الوزراء غداً في تو الليل مثلاً؟ أو ما المانع أن نراه في سكوب أو العدالة أو الشاهد؟ وقد نراه في فنون أيضاً من باب أن سموّه شخص كوميدي والدليل خطة التنمية؟

لنعيد قراءة الأحداث من جديد، أكثر من 4 سنوات من العزلة والسريّة والإنطوائية والهروب، والآن فقط خلال شهر وبضعة أيام لقائين في قناتين مختلفتين !

قد يقول -وسيقول- البعض أليس هذا ما تريدونه؟ ألم تنتقدوه كثيراً للعزلة والسريّة؟ أإذا قرر الخروج إلى الجماهير لم يعجبكم؟ ماذا تريدون؟

أنا عن نفسي لا أريد شيئاً، ولكن خير الأمور الوسط... ونريد أن نعرف مصير خطة التنمية الرمادية وقضايا البلد المهمة بدل أن نعرف شخصية سموّه، وعن رحلات ومغامرات سموّه في بلاد ما وراء البحار، وهو يجوب المحيطات ذهاباً وإياباً.

(اللقاء موجود على اليوتوب لمن يريد مشاهدته هنا)