" ولن أنسى أيضاً ذلك اليوم الذي تجلت فيه الوحشية بأبشع صورها أمام عيني في ساحة الصفاة. فقد كنت طالباً في المدرسة المباركية، وجاءنا خالد العدساني وألقى خطاباً حماسياً لم أستوعبه تماماً، ولعله كان يدعو الطلبة للتظاهر لتأييد المجلس. وعندما كنت في طريق عودتي إلى البيت لفت انتباهي الجلبة الموجودة في الصفاة أمام بيتنا وأمام الأمن العام. فرأيت مجموعة من الرجال أشكالهم غريبة عراة الصدور، كثيفي شعر الرأس كالنساء يترجلون من سياراتهم ويلقون برجل ملطخة ثيابه البيضاء بالدماء على الأرض، ثم يعلقونه على خشبة منصوبة بشكل صليب وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة. كان المشهد مرعباً ومثيراً للخوف والاشمئزاز، فلم أر في حياتي شيئاً مثل هذا يحدث ولم أتخيل أن إنساناً يمكن أن يعامل بهذه الوحشية من قبل أناس لا يمتّون إلى الآدميين بصلة. وقد عرفت لاحقاً أن الشخص الذي صُلِب كان من قادة الحركة الديمقراطية الإصلاحية آنذاك وهو محمد المنيس، رحمه الله. "
من كتاب: الكويت من الإمارة إلى الدولة، للدكتور أحمد الخطيب. صفحة 38-39
حدثت هذه الحادثة في ثلاثينيات القرن الماضي.
No comments:
Post a Comment